أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة بعنوان “تقدم ملموس في جنوب القوقاز: أرمينيا وأذربيجان تقتربان من تطبيع العلاقات”، من إعداد الدكتور إميل أفدالياني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأوروبية في تبليسي، جورجيا.
تستعرض الدراسة التطورات الإيجابية الأخيرة في العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، والتي توحي باقتراب البلدين من إبرام اتفاق سلام تاريخي. وتشير الدراسة إلى عدة عوامل تدفع بهذا الاتجاه، بما في ذلك انخفاض الخلافات بين البلدين منذ سقوط منطقة ناغورني كاراباخ في سبتمبر 2023. لم يعد السكان الأرمن الذين نزحوا من المنطقة يمثلون عقبة كبيرة أمام المفاوضات الثنائية، وتراجع التوترات حول محافظة سيونيك الأرمينية الجنوبية. أصبحت باكو أكثر حذراً في خطابها فيما يتعلق بممر زانجيزور المقترح، واتفاقية السكك الحديدية الجديدة بين إيران وأذربيجان التي ستسمح بالنقل من أذربيجان إلى منطقة ناختشيفان التابعة لها عبر الأراضي الإيرانية. وأشارت الدراسة إلى أن هذا الاتفاق يعتبر مفيداً لجميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة، ويمهد الطريق لاتفاقية السلام بين باكو ويريفان.
وبينت الدراسة رغبة أرمينيا في تقليل اعتمادها الأمني على روسيا وتعزيز التقارب مع تركيا، وخلصت إلى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن بين البلدين، بما في ذلك الاعتراف المتبادل بالسلامة الإقليمية ضمن حدود جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية السابقة وجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية السابقة، وفتح خطوط النقل بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية وممر الترانزيت، تعزز الاتجاه نحو السلام بالمنطقة.
وتتوقع الدراسة إبرام اتفاق سلام مبدئي في النصف الأول من عام 2024، ولكنه لن يكون اتفاقاً شاملاً. بل سيكون بمنزلة خريطة طريق للمضي قدماً نحو تطبيع كامل للعلاقات، وهي عملية قد تستغرق شهوراً أو حتى سنوات، محذرة في الوقت نفسه من استمرار عسكرة منطقة جنوب القوقاز رغم التقدم المحرز.