Insight Image

دراسة تحليلية لـ«تريندز».. الهجوم الإسرائيلي على إيران يشكل تحولاً استراتيجياً

14 يونيو 2025

دراسة تحليلية لـ«تريندز».. الهجوم الإسرائيلي على إيران يشكل تحولاً استراتيجياً

14 يونيو 2025

 

أكدت دراسة تحليلية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف إيران في 13 يونيو 2025 يشكل تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في طبيعة الصراع بين الجانبين، ويحمل دلالات عميقة وتداعيات إقليمية ودولية معقدة.

 واعتبرت الدراسة التي أعدها قسم الدراسات الاستراتيجية في “تريندز” أن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” والرد الإيراني عليها تجاوزا كل الخطوط الحمراء التقليدية التي حكمت المواجهة بين تل أبيب وطهران طيلة أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً للدراسة يشكل الهجوم الإسرائيلي على إيران نقطة تحول استراتيجية في مشهد الصراع الإقليمي، ويحمل دلالات عميقة تتجاوز كونه مجرد ضربة عسكرية. فمن الناحية السياسية، يعكس هذا الهجوم تحولًا واضحًا في عقيدة الردع الإسرائيلية، من سياسة “الغموض البناء” والضربات المحدودة، إلى استراتيجية الضربات الاستباقية Pre-emptive Strikes واسعة النطاق التي تستهدف العمق الإيراني العسكري والعلمي، مشيرة إلى أن الضربات الإسرائيلية تجاوزت مجرد استهداف البنى التحتية، لتشمل اغتيال شخصيات بارزة في هرم القيادة العسكرية الإيرانية، من بينهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، كما أنها استهدفت 25 عالما تم تأكيد مقتل 6 منهم على الأقل.

واعتبرت الدراسة أن هذه الخطوة تشير إلى قناعة إسرائيلية بأن الردع التقليدي لم يعد كافيًا، وأن المواجهة – مهما كانت كلفتها – أفضل من استمرار تراكم القدرات الإيرانية العسكرية والنووية لدى إيران. كما تكشف العملية الإسرائيلية، وفقاً للدراسة، عن اختراق استخباراتي إسرائيلي عميق داخل إيران.

كما أشارت الدراسة إلى أن العملية الإسرائيلية حملت رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن إسرائيل لن تنتظر توافقات دبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأنها مستعدة للتحرك منفردة دفاعاً عن أمنها القومي، حتى وإن حمل ذلك مخاطرة التصعيد مع إيران وحلفائها.

وفيما رجّحت الدراسة أن يبقى التصعيد في إطار المواجهة المحدودة الخاضعة لحسابات دقيقة من الطرفين، إلا أنها لم تستبعد في الوقت ذاته احتمالية الانزلاق نحو حرب أوسع حال فشل الجهود الدبلوماسية وامتداد العمليات العسكرية إلى استهداف المصالح الأمريكية.