أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة بعنوان “قراءة في الاستراتيجية الصينية خلال عقدين”، تتناول تطور الاستراتيجية الصينية منذ مطلع الألفية وحتى يومنا هذا، وتسعى إلى تقديم تحليل لكيفية تطور النظرة الاستراتيجية للصين، والقوى الدافعة وراء هذه التغييرات، وتأثير ذلك على الديناميات الإقليمية والعالمية.
وبينت الدراسة أن الصين تمكنت على مدى العقدين الماضيين من تحقيق تقدم غير مسبوق، خاصة في المجال الاقتصادي. ومن موقع العزلة النسبية والتركيز الإقليمي، برزت الصين باعتبارها لاعباً عالمياً يتمتع بنهج متعدد الأوجه، وقادر على التكيف لتحقيق أهدافها القومية.
وأكدت الدراسة أن هذا التحول مدفوع بمزيج من النمو الاقتصادي، والتقدم التكنولوجي، والسياسة الخارجية المدروسة بعناية، مشيرة إلى أن صعود الصين كقوة اقتصادية مكّنها من اتباع استراتيجية إدارة الحكم الاقتصادي، وذلك باستخدام نفوذها الاقتصادي للتأثير في سلوك الدول الأخرى.
وذكرت أن الصين من خلال مبادرات، مثل مبادرة “الحزام والطريق”، قامت بتوسيع بصمتها الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، وأقامت علاقات تجارية واستثمارية جديدة، وزادت نفوذها في المؤسسات المالية الدولية.
كما قطعت الصين، ومن المجال التكنولوجي، خطوات كبيرة، خاصة في الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، موضحة أن هذه التطورات تعمل على تعزيز قدرات الصين المحلية وتزويدها بالأدوات اللازمة لإظهار القوة والنفوذ في الخارج.
وخلصت الدراسة إلى أن الاستراتيجية الصينية تتميز بالقدرة على التكيف والتغيير، وأنها تسعى إلى تحقيق أهدافها القومية من خلال مزيج من الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مؤكدة أن صعود الصين يشكل تحدياً مهماً للنظام العالمي القائم، وأن الدول الأخرى بحاجة إلى فهم استراتيجية الصين وأهدافها بشكل جيد، من أجل التعامل معها بفاعلية