شهد اليوم الافتتاحي للمؤتمر السنوي الخامس للأمن المائي المستدام، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، إطلاق النسخة العربية من كتاب “العاصفة القادمة: لماذا سيكتب الماء تاريخ القرن الحادي والعشرين” لمعالي السير ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني الأسبق وأحد أبرز المفكرين في القضايا الاستراتيجية الدولية، وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وكبار المسؤولين، وفي مقدمتهم معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، مستشار في ديوان الرئاسة ورئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعيةن ومعالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، ومعالي عبدالله بن سلطان عواد النعيمي، وزير العدل، ومعالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، والشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية وسعادة علي راشد النيادي، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الراعي الرسمي للمؤتمر وسعادة اللواء سهيل بن سعيد الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإنابة ، وسعادة محمد سهيل النيادي، مدير عام مكتب الأسلحة والمواد الخطرة، إضافة الى عدد من ضيوف المؤتمر من أصحاب السعادة وكبار المسؤولين.

ويُعد كتاب “العاصفة القادمة” من أبرز المؤلفات التي تتناول قضية المياه باعتبارها محرّكاً رئيسياً للصراعات المستقبلية، إذ يسلّط الضوء على التحديات المرتبطة بندرة المياه الناجمة عن التغير المناخي والنمو السكاني والتحضّر، وما قد يترتب عليها من نزاعات تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي. ويقدّم الكتاب تحليلاً شاملاً للحلول الممكنة، جامعاً بين قضايا الأمن والتنمية والبيئة، ليكون بمثابة دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات عملية قبل تحوّل الأزمة إلى كارثة.
وأعرب السير ليام فوكس، في جلسة حوارية عقب التدشين، عن سعادته بإطلاق الكتاب بالتزامن مع انطلاق أعمال منتدى تريندز الخامس للأمن المائي المستدام، مؤكّداً أن ترجمة مؤلَّفه إلى اللغة العربية تشكّل فرصة مهمة لنقل أفكاره ورؤاه حول أزمة المياه العالمية إلى جمهور أوسع في المنطقة.

وقدّم السير ليام فوكس عرضاً شاملاً لأفكار الكتاب، مؤكّداً أن الماء سيكون المورد الأكثر حسماً في رسم ملامح القرن الحالي، وأن التحديات المتعلقة به تتجاوز كونها بيئية لتصبح قضايا أمن قومي وصحة عامة ونمو اقتصادي. وقال: «إن المياه هي المورد الوحيد الذي لا بديل له. فإذا كان القرن الماضي قد شهد صراعات حول النفط، فإن القرن الحادي والعشرين قد يشهد صراعات أخطر حول المياه ما لم نتحرك سريعاً لإدارة هذا المورد الحيوي”.
وأوضح فوكس أن الكتاب ينقسم إلى أربعة محاور رئيسية، هي، المياه والعالم، والذي يتناول الأهمية الجوهرية للمياه كمورد أساسي للحياة والتنمية، وأبعاد ندرتها المتزايدة بفعل النمو السكاني والتغير المناخي، واحتمالات النزاع، إضافة إلى مناقشة السيناريوهات المستقبلية لصراعات محتملة حول المياه بين الدول، خاصة في المناطق التي تتشارك الأنهار والموارد العابرة للحدود. والمياه والصحة، والذي يؤكد أن أكثر من ملياري شخص حول العالم يفتقرون إلى مياه شرب آمنة، ما ينعكس على الصحة العامة وينذر بأزمات إنسانية خطيرة. ومستقبل المياه، والذي يرسم رؤى لإدارة الموارد المائية عبر التكنولوجيا والابتكار، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان أمن مائي مستدام.

وأضاف: “علينا أن نتعامل مع المياه باعتبارها حقاً إنسانياً أساسياً، مثل الحق في التعليم أو الصحة. فأي تهاون في إدارة هذا المورد ستكون كلفته باهظة على الأجيال القادمة”.
وأكد فوكس أن الكتاب يهدف إلى دق ناقوس الخطر، وتحفيز الحكومات والمؤسسات البحثية والمجتمع الدولي على اتخاذ خطوات عملية لتأمين المياه وضمان استدامتها، مشيداً بمبادرات دولة الإمارات ومركز “تريندز” في تسليط الضوء على هذا التحدي العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن تدشين هذا الكتاب جاء في إطار حرص “تريندز” على إثراء المكتبة العربية بأحدث الإصدارات العالمية، وتوفير مرجع علمي ومعرفي يعزز الوعي بقضية المياه، التي تُعد أحد أهم التحديات في الحاضر والمستقبل.
وأوضح الدكتور العلي أن الكتاب يتناول واحدة من أكثر القضايا الاستراتيجية إلحاحاً، مشيراً إلى أن الماء يلعب دوراً محورياً في رسم ملامح المستقبل. وأضاف أن السير ليام فوكس يُعد من الشخصيات المؤثرة في السياسات الدولية والاستراتيجية، حيث يمتلك خبرة واسعة في القضايا الجيوسياسية واهتماماً خاصاً بأمن المياه وتأثيره على الاستقرار العالمي، فضلاً عن شغله مناصب عدة رفيعة، من أبرزها منصب وزير الدفاع البريطاني.