Insight Image

عبر مكتبه في بلجيكا .. تريندز” يشارك في مؤتمر بالبرلمان الأوروبي ويدعو لمواجهة الاستقطاب والتطرف

29 سبتمبر 2025

عبر مكتبه في بلجيكا .. تريندز” يشارك في مؤتمر بالبرلمان الأوروبي ويدعو لمواجهة الاستقطاب والتطرف

29 سبتمبر 2025

 

شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، من خلال مكتبه في بلجيكا، في مؤتمر “سد الانقسامات: معالجة الاستقطاب والتطرف بين الشباب الأوروبي”، الذي نظمته الحركة الدولية للسلام والتعايش (IMPAC) بالتعاون مع مكتب عضو البرلمان الأوروبي أنطونيو لوبيز-إيستوريز وايت تحت قبة البرلمان الأوروبي ببروكسل، وذلك في إطار جهود المركز لمكافحة التطرف عبر نشر المعرفة.

   

   

اليقظة والتعاون الدولي

وقدم “تريندز” كلمة رئيسية أمام المؤتمر، ألقاها الباحث عبد العزيز المرزوقي، مؤكداً أهمية التصدي لتحديات الاستقطاب والتطرف المتزايدة بين شباب أوروبا.

وشددت الكلمة على أن هذه التحديات ترتبط بشكل رئيسي بتنامي نفوذ بعض الحركات السياسية المتطرفة، ولا سيما تلك المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعمل من خلال منظمات غير حكومية مختلفة في أنحاء أوروبا. وأوضح أن هذه الجماعات تسعى باستمرار إلى زرع الفرقة في المجتمعات الأوروبية، مستغلةً الروايات ومستهدفةً الفئات الهشة لتحقيق مكاسبها الخاصة.

وأكدت الكلمة ضرورة فهم كيفية عمل هذه الهياكل التي غالباً ما تتخفى تحت شعارات “التقدمية” أو الأيديولوجيات “اليقظة” (Woke)، مشيراً إلى عواقبها الوخيمة على النسيج الاجتماعي الأوروبي. وأضاف أن هذه الجماعات تسهم في تطرف الشباب وتقويض جهود الاندماج عبر الدعم المالي، والشراكات الاستراتيجية، والدعاية المتطرفة.

   

   

وطالب “تريندز للبحوث والاستشارات” بضرورة تحديد مصادر قوة وتمويل جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لها، كما أظهرت تقارير وندوات “تريندز”، لضمان مكافحة نفوذها الخبيث وحماية قيم أوروبا القائمة على الوحدة والشمول.

كما تناولت الكلمة أهمية دور التعليم في مكافحة التطرف، حيث اعتبره أداة لتمكين الشباب بمهارات التفكير النقدي والمرونة لمقاومة التأثيرات الضارة. ودعا إلى إصلاحات تعليمية تعزز الانفتاح والحوار والفهم العميق لوجهات النظر المتنوعة، مشيراً إلى نجاح مبادرات مثل مائدة بروكسل المستديرة في تعزيز مناهج مكافحة التلقين والوقاية من التطرف.

واستعرضت كلمة “تريندز” الدروس المستفادة من دراسات الحالة الناجحة عالمياً، أبرزها نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في اجتثاث التطرف (Deradicalisation)، الذي يقدم رؤى قيمة حول كيفية تعاون الحكومات والمجتمعات والمؤسسات لمواجهة التطرف في أوروبا. وحذرت من الإخفاقات التي شهدتها بعض المناطق، حيث عمّق نفوذ المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان الاستقطاب بدلاً من تعزيز الوحدة. وخلصت إلى أن مكافحة الاستقطاب والتطرف تتطلب تعاوناً عالمياً ويقظة والتزاماً راسخاً بقيم السلام والتسامح والاندماج، لضمان مستقبل أوروبي للشباب قائم على الوحدة والتقدم.

   

   

استراتيجية منسقة وطويلة

بدوره أكد الإمام محمد التوحيدي، العضو في المجلس العالمي للأئمة بكندا والمستشار في شؤون مكافحة التطرف والإرهاب في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الشبكات الإسلاموية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، تعتمد “استراتيجية منسقة وطويلة الأمد” تهدف إلى التغلغل في أوروبا وتقويض مؤسساتها الديمقراطية.

وقال التوحيدي، في مداخلته باسم “تريندز” أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، إن هذه حملة صبورة واستراتيجية ومتزايدة الخطورة “تهدف إلى التسلل وتقويض المؤسسات التي تحفظ الديمقراطية الأوروبية”، محذراً من أن هذه الجماعات “تعمل وفق خطط مدروسة وليست مجرد أنشطة عشوائية”.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية ترتكز على أربعة مسارات رئيسية تشمل: استغلال القطاع الخيري والمنظمات غير الحكومية كقنوات للتلقين وتلقي الأموال الأجنبية، والتغلغل السياسي عبر وكلاء يزعمون تمثيل المجتمعات، والتأثير في الجامعات والنقابات وقضايا العدالة الاجتماعية، والسيطرة على السرديات من خلال المنصات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف التوحيدي أن هذه الشبكات تتبع أسلوب تغيير الأسماء والشعارات بشكل مستمر للتهرب من الرقابة، مؤكداً: “شعار آخر، اسم آخر”، داعياً إلى فرض “الشفافية الكاملة” على المنظمات التي تتلقى أموالاً عامة أو تحظى بوصول مؤسسي، وإجراء تحقيق على مستوى أوروبي لرسم خريطة دقيقة لهذه الشبكات المتطرفة، إلى جانب دعم المنظمات الإسلامية المستقلة التي ترفض الإسلام السياسي.

وفي ختام كلمته، ثمّن الإمام التوحيدي الدور المحوري لدولة الإمارات ومركز “تريندز” في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز الأمن الفكري والمجتمعي.