-تكريم «تريندز» لمساهمته الفاعلة في دعم المنتدى بأوراق بحثية وندوات وجلسات علمية
ناقش مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024، مستقبل التواصل الحكومي في ظل الموجة الجديدة من التفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز، كما استعرض الأدوار المحورية للبحث العلمي والمراكز الفكرية في دعم آليات الاتصال الحكومي، وذلك خلال ندوتين نظمهما المركز في جناحه، ضمن أعمال اليوم الأول من المنتدى، الذي يعقده المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة.
ونظم «تريندز» في اليوم الأول من المنتدى، الذي يشارك فيه بصفته شريكاً استراتيجياً للنسخة الـ13، ندوة بعنوان ندوة «ما بعد العالم الافتراضي.. مستقبل التواصل الحكومي في ظل الموجة الجديدة من التفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز»، وأخرى حملت عنوان «دور البحث العلمي والمراكز البحثية في دعم آليات الاتصال الحكومي».
وفي سياق متصل، كرم سعادة طارق سعيد علاي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، كونه شريكاً استراتيجياً للنسخة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024، إلى جانب مساهمته الفاعلة في دعم المنتدى بأوراق بحثية، وإثراء أجندة الحدث بسلسلة من الندوات العلمية والجلسات النقاشية.
«ما بعد العالم الافتراضي»
إلى ذلك، أكد المشاركون في الندوة الأولى، التي جاءت تحت عنوان «ما بعد العالم الافتراضي.. مستقبل التواصل الحكومي في ظل الموجة الجديدة من التفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز»، أن ديناميكيات التواصل الحكومي تتغير بشكل جذري في ظل عالم رقمي متسارع، فبعد فترة من الاعتماد الكبير على العالم الافتراضي، يشهد العالم موجة جديدة من التفاعل الشخصي، مدعومة بتقنيات الواقع المعزز التي تقدم طرقاً مبتكرة للتواصل والتفاعل.
وشهدت الندوة، التي أدارتها أبرار العلي، الباحثة وأخصائية استطلاعات الرأي في «تريندز»، مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء، وهم الدكتور جلال حاتم، مدير جامعة أم القيوين، ومنى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام، والدكتور معز مقدم، نائب رئيس الشؤون الحكومية والمعلومات السياسية – تونس.
وسعت الندوة إلى استكشاف مستقبل التواصل الحكومي في ظل هذه الموجة الجديدة، كما ناقشت كيف يمكن للحكومات أن تستفيد من التفاعل الشخصي وتقنيات الواقع المعزز لتعزيز التواصل مع الجمهور، وتحسين الخدمات العامة، وبناء الثقة والشفافية، كما تناولت التحديات التي قد تواجه الحكومات في هذا التحول، وكيف يمكن التغلب عليها من خلال استراتيجيات مبتكرة.
تعزيز الابتكار الاقتصادي
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن الاتصال الحكومي يؤثر إيجابياً في تحفيز الابتكار وإدارة الأزمات الاقتصادية، إلى جانب تعزيز الابتكار الاقتصادي، وتطوير اقتصاد الفضاء، وتعزيز الابتكار في اقتصاد المعادن والمعادن النادرة، فضلاً عن أهميته في دمج المجالات الاقتصادية المتداخلة من أجل التنمية المستدامة.
وذكروا أن الاتصال الحكومي سيلعب دوراً مستقبلياً محورياً في تحفيز الابتكار وإدارة الأزمات الاقتصادية في دولة الإمارات، وذلك من خلال الاستفادة من التقنيات المتقدمة في الاتصالات، وتعزيز الشفافية والثقة من خلال تقنية البلوك تشين، ودعم نظام بيئي عالمي للابتكار، إلى جانب إدارة الأزمات الاستباقية وبناء المرونة، والاستجابة للأزمات في الوقت الفعلي، ومحو الأمية الرقمية.
وبينوا أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً عالمياً في التواصل الحكومي الفعال، بشهادة المؤشرات الدولية، ومثال على ذلك وجود المسؤولين على منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عن المبادرات المجتمعية والاقتصادية المتنوعة، فهذا دليل واضح على أن ثقافة التواصل الاجتماعي مترسخة في المجتمع الإماراتي.
تواصل فعال وبنَّاء
وأوضح المشاركون في الندوة أن أزمة «كوفيد-19» برهنت على نجاح دولة الإمارات في التواصل الحكومي الفعال والبنَّاء، من خلال المؤتمرات والإحاطات الإعلامية الدورية، التي تناولت الأزمة من الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية، وهذا أثر إيجابياً على تجاوز الأزمة سريعاً، ولكن تطوير وسائل التواصل الحكومي أصبح في الوقت الراهن ضرورة ملحة في ظل التسارع التكنولوجي الذي يشهده العالم.
وأكدوا أن الحكومات حول العالم أصبحت تهتم بشكل أساسي بتطوير آليات التواصل البناء مع مواطنيها، من خلال توجيه خطابات جديدة ومبتكرة، تلبي رغباتهم ومطالبهم، فالحكومات صارت على قناعة راسخة بأن الاتصال الحكومي مهم وحيوي بقدر أهمية أعمالها وبرامجها الحكومية، كما أن تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز أصبحت جزءاً أساسياً من تطوير أدوات الاتصال الحكومي، فالحكومات أصبحت تستخدم هذه التقنيات لمخاطبة مواطنيها، وتوجيه رسائلها من خلال هذه الأدوات الحديثة، والتي سيكون لها دور مستقبلي جديد وداعم لجهود تطوير الاتصال الحكومي.
«دعم آليات الاتصال»
أما الندوة الثانية، التي حملت عنوان «دور البحث العلمي والمراكز البحثية في دعم آليات الاتصال الحكومي»، فأكد المتحدثون فيها أنه في عصر قائم على توفر المعلومات، يصبح البحث العلمي والمراكز البحثية ركيزة أساسية في تطوير استراتيجيات الاتصال الحكومي الفعالة، حيث تساهم البحوث في فهم واستشراف احتياجات الجمهور، وتقييم فاعلية الحملات الإعلامية، وتحديد وتطوير أفضل الأدوات المبتكرة للتواصل.
وشارك في الندوة، التي أدارها علي عبدالله آل علي، الباحث ومدير إدارة «تريندز دبي»، كوكبة من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين، وهم الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء المصري، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والبروفيسور جواو بوسكو مونتي، رئيس المعهد البرازيلي الأفريقي، والدكتورة نورة الكربي، الأستاذة المشاركة ورئيسة قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي بجامعة الشارقة، والدكتورة سمية عبداللطيف، رئيسة قسم علم الاجتماع بجامعة عجمان، وشريف بنداري، نائب الرئيس الأول للسياسة العامة في مجموعة محرم وشركاه القابضة للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، وسلطان ماجد، نائب رئيس قطاع «تريندز دبي» ومدير إدارة الباروميتر العالمي في «تريندز».
وركزت الندوة على استكشاف العلاقة التكاملية بين البحث العلمي والاتصال الحكومي، كما ناقشت كيف يمكن للمراكز البحثية أن تقدم الدعم اللازم للحكومات في تصميم وتنفيذ حملات اتصال ناجحة، سواء في الأوقات العادية أو خلال الأزمات، وذلك من خلال توضيح أهمية البيانات والاستبيانات والتحليل في صياغة رسائل مؤثرة.
تنوير الرأي العام
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن ملف الاتصال الحكومي بالنسبة لمراكز الفكر والمؤسسات البحثية أصبح من أهم البرامج البحثية في ظل العصر الرقمي المتغير، ما يلقي على عاتقها مسؤوليات كبيرة للعب أدوار أوسع في تنوير الرأي العام، وتزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة والدقيقة، لمواجهة المعلومات المغلوطة والأفكار الخاطئة.
وشددوا على أن تطويع الآليات الحديثة وتطبيق الفكر المتطور ضروري للنهوض بقنوات الاتصال الحكومي البناء، لتحقيق تفاعل هادف وحوار مجتمعي مع مختلف الشرائح، إلى جانب استغلال منصات التواصل الاجتماعي لإيصال رسائل مجتمعية حول إنجازات الحكومة ومشاريعها الحالية والمستقبلية، ليكون المواطن على اطلاع دائم بالتطورات الحكومية.
وذكروا أن الشراكة الفاعلة والتعاون الهادف بين المؤسسات الجامعية ومراكز الفكر والبحوث يلعبان دوراً فاعلاً في نقل المعرفة، من خلال الخبرات الأكاديمية والبحثية التي تضمها هذه الجهات، حيث تستطيع هذه الكوادر إنتاج أبحاث ودراسات واستطلاعات رأي يمكنها توجيه المجتمعات، وقياس مدى احتياج الاتصال الحكومي إلى تطوير آلياته.
تبادل خبرات ومعارف
وأكد المتحدثون في الندوة أن الجهات البحثية التابعة لمؤسسات ومعاهد أكاديمية، تحتاج إلى مزيد من التفاعل والشراكة مع مراكز الفكر المستقلة، وذلك من خلال تبادل الخبراء والخبرات والمعارف، لأن المراكز المستقلة أقرب إلى الجمهور، وعلى تلامس مباشر مع المجتمع، مقارنة بالمراكز الأكاديمية، ولذلك تحتاج الأخيرة إلى الاستفادة بشكل أكبر من خبرات المراكز البحثية المستقلة والخاصة.
وبينوا أن تقييم الاتصال الحكومي يحتاج إلى وقفات من الإدارة الحكومية، لتتمكن من تقييم نتائج علاقتها مع المواطن، وذلك يحدث من خلال توفير مساحات للرأي والحوار المجتمعي للمواطنين، لكي تستطيع الحكومات قياس أدائها بناء على معلومات دقيقة، فالرضا المجتمعي عن الأداء الحكومي مفتاح رئيسي لحماية الأمن القومي للدول.
شريان بين الحكومة والمجتمع
وأضاف المشاركون أن دور المراكز البحثية يتجسد في كونها الشريان ما بين الحكومة والمجتمع، لذلك عملية بناء الوعي وبناء المعرفة حول الأخبار المضللة مهمة جداً للطرفين، وهو دور يجب أن تتوسع فيه مراكز الفكر، مع الاعتماد على آليات متنوعة كاستطلاعات الرأي والدراسات الميدانية، التي تعطي مجموعة من المؤشرات المهمة يمكنها تقوية عملية الاتصال الحكومي.
واستعرض المتحدثون نتائج استطلاع رأي حديث لـ «تريندز»، استهدف مواطنين ومقيمين في دولة الإمارات، حيث تمكن الاستطلاع من قياس رضا الجمهور وثقته ووعيه حول التواصل الحكومي، وكشفت نتائجه عن أن 73% راضون عن مستوى الشفافية في الاتصال الحكومي فيما يتعلق بالسياسات العامة، ويعتقد 83% منهم أن الاتصال الحكومي يجب أن يعطي الأولوية لتوفير معلومات دقيقة للجمهور في الوقت المناسب.