-تدشين الكتاب الثاني عشر من موسوعة الإخوان بحضور رئيَسي الإنتربول ومجلس الأمن السيبراني وسفير البحرين
–ندوة لـ «تريندز» حول تمويل الإرهاب ومواجهته
في اليوم الثالث من مشاركة “تريندز” في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، حظيَ الجناح بزيارة كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الذي توقّف عند إصدارات المركز، وما يحويه من نِتاج بحثي، مشيدًا بجهود “تريندز” وحضوره الفاعل في الأنشطة والفعاليات الثقافية العالمية.
وقد واصل “تريندز” فعالياته وحضوره في المعرض عبر جناحه المعزَّز بالذكاء الاصطناعي، حيث أمَّه عدد كبير من المسؤولين والكتّاب والباحثين والإعلاميين وجمهور المعرض.
وبحضور سعادة اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، وسعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، وسعادة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الدولة، وسعادة محمد سالم الظاهري نائب رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو، دشّن «تريندز» كتابه الثاني عشر من موسوعة الإخوان المسلمين، بعنوان: «جماعة الإخوان المسلمين .. نبذ التسامح وإقصاء المختلف»، وقام باحثو “تريندز” بتوقيع نسخٍ منه، في جناحه المشارك حاليًّا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وقد أشاد الجميع بجهود “تريندز” البحثية، وإعداده موسوعة باتت تشكّل مرجعًا لكل مهتم وباحث.
ندوة تمويل الإرهاب
من جانب آخر، أكد أكاديميون وخبراء أن تمويل الإرهاب يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن والسّلم العالميين، ويغذّي أعمال العنف والتطرف، ويُعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويهدّد حياة الأبرياء، مشدّدين على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحته، وتعزيز الوعي المجتمعي بخطورته.
جاء ذلك في ندوة علمية نظّمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ضمن برنامج فعالياته العلمية والمعرفية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، تحت عنوان “تمويل الإرهاب.. تطور المصادر وآليات المواجهة”، بمشاركة خبراء وأكاديميين من فرنسا ودولة الإمارات، حيث أكدوا أن الإرهاب ورمٌ خبيث في المجتمعات، واستئصاله يجب أن يكون من جذوره التي تتمثّل في التمويل.
خطر عالمي
بدأت أعمال الندوة بكلمة افتتاحية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، رحّب فيها بالحضور، مشدّدًا على أهمية هذه الندوة، مؤكدًا فيها خطورة ظاهرة تمويل الإرهاب على الأمن والسِّلم العالميين، مشيرًا إلى أن موضوع تمويل الإرهاب هو أحد المواضيع الملحّة التي يواجهها العالم اليوم.
وطالب الدكتور العلي بضرورة توحيد الجهود الدولية لمكافحتها، لافتًا النظر إلى أهمية دور مراكز البحوث والفكر في تتبّع واستقصاء شبكات تمويل الإرهاب العابرة للحدود، ومحاولة مدّ الجهات الفاعلة بكل جديد في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، والتوعية بخطر هذه الممارسات على أمن المجتمعات واستقرارها.
وقال العلي، إن مركز تريندز يُعدّ من أكثر المراكز البحثية نشاطًا وفاعلية في هذا المضمار، مستعرضًا العديد من الإصدارات والدارسات والفعاليات التي تمّت بهذا الشأن.
مواجهة الفكر بالفكر
قدّم الندوة الباحث صقر الشريف، مدير إدارة التدريب في “تريندز”، وأدارها الباحث عبدالعزيز الشحي، مسلّطًا الضوء على محاورها الثلاثة، وهي التجربة الفرنسية في مكافحة وإعداد برامج رقابية لمكافحة تمويل الإرهاب، والنموذج الإماراتي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتطور مصادر تمويل الإرهاب وأحدث آليات مكافحته.. وأوضح الشحي أن مركز تريندز يؤمِن بمواجهة الفكر بالفكر، والحجة الضعيفة بالحجة والحقيقة البيّنة.
التجربة الفرنسية
عقِب ذلك، استهلت الندوةَ السناتور الفرنسية ناتلي جويله، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ضيف شرف جناح “تريندز” في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، وقدّمت عرضًا للتجربة الفرنسية في مكافحة تمويل الإرهاب، مشيرةً إلى أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، وضرورة تعزيز التعاون بين الدول في مجال تبادل المعلومات والخبرات، وتطوير التشريعات والقوانين الوطنية لمكافحة تمويل الإرهاب. وتطرقت جويله إلى ارتباط شبكات تمويل الإرهاب بشبكات الجريمة المالية؛ الأمر الذي يستدعي ضرورة تتبّع حركة الأموال للتصدي للتنظيمات الإرهابية.
وشدّدت نتالي جوليه على أهمية اعتبار تمويل الإرهاب قضية ذات أولوية قصوى تستدعي تكثيف الجهود لمحاصرة مصادر تمويل الجماعات الإرهابية تحت شعار “لا مال للإرهاب”، وسلّطت الضوء على كفاءة خلية التحقيقات المالية الفرنسية تراكفين (TRACFIN) وأهمية مذكرة التفاهم التي وقّعتها فرنسا مؤخرًا مع وحدة التحقيقات المالية الأمريكية؛ الأمر الذي يعزز التعاون الدولي في هذا المجال. وأكدت ضرورة تعزيز الرقابة المالية وتدريب مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك البنوك وشركات التأمين والصرافين ومنصات التمويل الجماعي، لمواجهة إساءة استغلال الأدوات المالية في تمويل الإرهاب. وخلصت السيناتور جوليه إلى أن التعاون الدولي ضرورة ملحّة.
نموذج إماراتي
بدوره، استعرض الدكتور مروان جاسم محمد إبراهيم، مدير النيابة الاتحادية للجرائم الاقتصادية وغسل الأموال في عجمان، النموذج الإماراتي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وأشار إلى أن دولة الإمارات حقّقت إنجازات كبيرة في هذا المجال.
تجفيف المنابع
إلى ذلك، قدّم الدكتور صقر سيف بن أحمد النقبي، المحامي العام لنيابة أمن الدولة، مداخلةً أشار فيها إلى أن دولة الإمارات، تُعدّ من الدول السبّاقة في بناء منظومة متكاملة لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، نظرًا لتطوير عدد من الأنظمة الإلكترونية والإجراءات المؤسسية والإدارية التي تضمن تنفيذ القانون وتحقيق الرقابة وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.
وأكد أن هناك علاقة بين غسل الأموال وتمويل الإرهاب؛ فالأول هو تمويه الأصول الناجمة عن نشاط إجرامي لإخفاء مصادرها غير المشروعة؛ والثاني هو جمع أموال لدعم الأنشطة الإرهابية، وكلاهما يستغلّ مَواطن الضعف نفسها الموجودة في النظم المالية التي تسمح بتعمية الهوية وعدم شفافية المعاملات.
بدوره، قال السيد طارق البلوشي، مدير أول -قسم التحليل التشغيلي في وحدة المعلومات المالية لدولة الإمارات، إن دولة الإمارات تلتزم بمواجهة جرائم غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وكشفها وردعها، مستندةً إلى استراتيجية واضحة في مواجهة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، بالتعاون والتنسيق بين الجهات الوطنية كافة، كجهات إنفاذ القانون والهيئات الرقابية.
وخلص إلى أن اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، تمثّل أهم الركائز المحورية في المنظومة الوطنية لمواجهة الجرائم المالية، خاصة تمويل الإرهاب، حيث تضم في عضويتها العديد من الجهات التي تمثّل جهات إنفاذ القانون والجهات الرقابية ووحدة المعلومات المالية والأجهزة القضائية.
تعاون بين «تريندز» والاتحاد العربي للشراكة بين القطاعين العام والخاص
وضِمن أنشطة جناح مركز تريندز بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، أبرم المركز اتفاقية شراكة استراتيجية مع الاتحاد العربي للشراكة بين القطاعين العام والخاص”FAPPP”، تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات البحث والدراسات الاستشارية، وتبادل الخبرات والمعرفة، وتنظيم الفعاليات المشتركة، بما يسهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة.
وقّع الاتفاقية كلٌّ من الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، والأستاذ عمرو وائل، نائب الأمين العام للاتحاد، بحضور عدد من مسؤولي الطرفين.