Insight Image

محاضرة التسامح الديني والتعايش السلمي في عصر العولمة

14 نوفمبر 2022

محاضرة التسامح الديني والتعايش السلمي في عصر العولمة

14 نوفمبر 2022

أكد الإمام الشيخ محمد توحيدي أننا نقف اليوم على مفترق طرق، فالعولمة تلك القوة التي تجعلنا أقرب من أي وقت مضى، توفّر فرصًا كبيرة وتحديات هائلة. ويلوح في الأفق أحد هذه التحديات بشكل كبير: شبح الصراع الذي تغذيه الاختلافات الدينية. ومع ذلك، وفي مواجهة هذا التحدي، دعونا نتذكر حقيقة أساسية: الدين لا يبدأ الحروب.

إن الحروب لا تولد من الأديان، بل من الظلم والتعطش للسلطة والنفوذ. فالدين في جوهره ينبوع السلام والمحبة والرحمة. وهو يمهّد الطرق للتعاون ومدّ الجسور فوق الانقسامات، ويدعو إلى وحدة البشرية لا إلى انقسامها.

وفي كثير من الأحيان يساء استخدام الدين، ويتم تحريف تعاليمه لتبرير العنف والسيطرة. هذه ليست إرادة الله، ولا الجوهر الحقيقي لأي إيمان. إن الدين في أنقى صوره مُرشد وليس سلاحًا. إنه يهمس بالتواضع وليس بالهيمنة. فهو يدعو للحوار وليس للخطب اللاذعة. فهو يدعو إلى التفاهم وليس إلى الإخضاع.

إن الله لا يرسل الأديان لتحكم بالسيف، أو تسيطر، أو تتعامل بطريقة دكتاتورية. إن الرسالة الإلهية، بتكراراتها العديدة والجميلة، هي رسالة محبة ورحمة وقيمة متأصلة في كل نفس. إنها دعوة لتجاوز الاختلافات، وإيجاد أرضية مشتركة في الإنسانية المشتركة التي تربطنا جميعًا.

وفي عصر الترابط هذا، فإن التسامح ليس ترفًا، بل هو ضرورة. وعلينا أن ندرك أن التنوُّع ليس تهديدًا، بل قوة.

دعونا إذن نرفض روايات الخوف والانقسام. فلنبنِ جسور التفاهم، وليس جدران الشك. دعونا نتذكر أن اليد الممدودة في الصداقة لا تعرف الدين، بل فقط الرغبة المشتركة في السلام والرخاء المشترك.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة، الأرض التي تتهامس فيها المآذن بجانب أجراس الكنائس، الأرض التي تزدهر فيها الأديان جنبًا إلى جنب، تقدّم رسالة قوية إلى العالم. إنها رسالة أمل، وشهادة على القوة الحقيقية للتسامح الديني والتعايش السلمي. وفي عصر العولمة هذا، دعونا نعتنق هذه الرسالة وننسج مستقبلًا حيث يتم تقدير الجميع، يتم الاحتفاء بالاختلاف، وحيث يسود السلام.

فيديو: