عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع المجلس الأطلسي، مؤتمره السنوي الأول تحت عنوان: “أمن الشرق الأوسط في عالم متغير.. بناء نظام أمني إقليمي مستدام”، في مقر المجلس بواشنطن، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والخبراء من مختلف دول العالم. وبدأت فعاليات المؤتمر بكلمة ترحيبية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أكد فيها ضرورة بناء نظام إقليمي مستدام في الشرق الأوسط، انطلاقًا ممّا تحقق خلال السنوات الأخيرة من تحولات إيجابية. ودعا توم واريك، مدير مشروع مستقبل وزارة الأمن الداخلي والباحث في مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي، إلى الأخذ في الاعتبار التهديد الذي تشكّله إيران.
التغيرات الجيوسياسية
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الكلمة الافتتاحية وأبرز فيها أن ما نشهده اليوم هو بداية سياسية دولية جديدة؛ ودعا لنظام إقليمي جديد؛ معتبرًا العلاقات الخليجية الأمريكية إحدى الركائز الأساسية لإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي الكلمة الرئيسة للمؤتمر أوضح جوي هوي، النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، أن الرئيس بايدن وضع رؤية استراتيجية تلتزم بعلاقات طويلة الأمد مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منوّهًا بالتحولات المهمة التي تشهدها المنطقة، ولاسيما صعود الصين. وفي الجلسة الأولى تحت عنوان “إعادة تعريف أمن الشرق الأوسط في حقبة انتقالية.. رؤية لمدة 20 عامًا”، التي أدارها ستيفن بلاكويل، المستشار العلمي لمركز تريندز، تحدث عمر العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، حول الأبعاد الأمنية والتنموية في التعاون الاقتصادي الإقليمي، مبينًا أنه مع تضاؤل التأثير المادي للقوى الأوروبية وحليفتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مازالت هناك فرصة لأن يؤديَ نفوذها الفكري دورًا محوريًّا في تحقيق السلام في المنطقة.
كما ذكرت عائشة السريحي، باحثة مشاركة في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في السعودية، أن التغير المناخي سيؤدّي دورًا أساسيًّا في صياغة أمن الشرق الأوسط. وأوضح هشام الغنام، مستشار أول ومدير برنامج الدراسات الدولية في مركز الخليج للبحوث في كيمبردج، أن عدة مؤشرات تدعونا للتفاؤل حيال مستقبل المنطقة.
التهميش وغياب العدالة
وبدأت أعمال الجلسة الثانية تحت عنوان “مكافحة التطرف العنيف والإرهاب في الشرق الأوسط وخارجه”، بإدارة لورنزو فيدينو، مدير برنامج مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن، حيث أوضحت آن سبيكهارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، أن “داعش” باتت تطلب من الإرهابين شنَّ هجمات في الدول التي يوجدون فيها. من جانبه قال لويس أوديت غوسيلين، المدير العلمي والاستراتيجي في مركز منع التطرف المؤدي إلى العنف في كندا، إن أبرز دوافع التطرف والإرهاب هو الشعور بالتهميش وغياب العدالة. وبدوره أشار باتريس برودر، أستاذ مشارك في معهد الدراسات الدينية بجامعة مونتريال الكندية، إلى أن المنطقة شكلت مناخًا لحركات الإسلام السياسي. أما أحمد القاسمي، المدير التنفيذي لمركز “هداية” في دولة الإمارات، فقال إن الإمارات تعتقد أنه لا تمكن مكافحة الإرهاب والتطرف عبر الأدوات الأمنية فقط، وإنما من خلال استراتيجية متكاملة. وبدوره أكد لويس أوديت غوسيلين، المدير العلمي والاستراتيجي في المركز الكندي لمنع التطرف، أن الشعور بالتهميش والظلم دافع أساسي لمشاركة الأفراد في التطرف العنيف.
أمريكا والصين
وفي الجلسة الثالثة تحت عنوان “مستقبل أمن الشرق الأوسط.. الأولويات الدولية” بيَّن أنتوني كوردسمان، أستاذ كرسي فخري في الاستراتيجية بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أن هناك تغيرًا داخليًّا في الجيش الأمريكي، لأنه بدأ يتحوَّل إلى قوات يمكنها التعامل مع الصين وروسيا. وحذَّر من خطورة نشوب حرب في تايوان.
روسيا تتوسَّع في الشرق الأوسط
وقالت آنا بورشيفسكايا، زميل أول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن روسيا سعت إلى تعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، وإن الرئيس بوتين حاول بناء علاقات جيدة مع مختلف الفاعلين في المنطقة، مستفيدة من حالة الغموض الذي خلَّفته واشنطن.
المنظور الصيني لأمن الشرق الأوسط
وبيّن وانغ وين، الأستاذ في جامعة رنمين في الصين، أن الوضع الأمني في الشرق الأوسط شهد تحسنًا في السنوات الأخيرة، وأوضح أن الصين تهدف إلى تحقيق التعاون مع المنطقة من خلال “مبادرة الحزام والطريق”.
فيديو: