في إطار الشراكة بين وزارة التسامح والتعايش، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، شارك خمسة خبراء وباحثين من المركز في مناقشات “الطاولة المستديرة” حول أهمية العمل المشترك لترسيخ معاني الإنسانية المشتركة والتحالف العالمي، والتي عقدت في ختام فعاليات القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي يومي 6 و7 فبراير 2024.
وتناولت مناقشات “الطاولة المستديرة”، التي افتتحها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وشهدت حضوراً بارزاً لأكثر من 40 قيادة أممية ودولية وإماراتية، سبل تعزيز القيم الإنسانية بما يضمن حياة أفضل للبشرية في المستقبل القريب، حيث قدم الباحثون والخبراء من “تريندز” مداخلات علمية تناولت الموضوعات المختلفة المطروحة للنقاش في الطاولة.
فقد أكد الدكتور فتوح هيكل، المستشار العلمي لـ”تريندز” أن العمل على ترسيخ قيم التسامح والأخوة الإنسانية هو المدخل لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار العالمي، مشيراً إلى أن القيم والمبادئ المهمة التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تم توقيعها في دولة الإمارات، كفيلة بتحقيق هذا الهدف السامي إذا تم تطبيقها على أرض الواقع.
وأشار هيكل إلى عدد من التحديات التي تواجه تطبيق هذه القيم، ومن أبرزها الفكر المتطرف، الذي تعانيه مختلف الثقافات والديانات، وعدم الوعي الكافي لدى الكثيرين بقيم وثقافات المجتمعات الأخرى، لافتاً إلى تجربة “تريندز للبحوث والاستشارات” في تفكيك الأفكار المتطرفة ومواجهتها بأسلوب علمي بناء.
وبدوره أوضح حمد الحوسني الباحث في إدارة دراسات الإسلام السياسي في المركز دور مركز تريندز في تعزيز الحوار بين الخبراء والأكاديميين من مختلف الجنسيات، بهدف تعزيز الوعي المشترك بين النخب الفكرية بثقافات كل منها، مشيراً بصورة خاصة إلى المؤتمر الأخير الذي عقده “تريندز” بالتعاون مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام، وبالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، والذي شارك فيه أكثر من 80 باحثاً أكاديمياً وجامعياً من 4 قارات، والذي يعد أكبر مؤتمر أكاديمي دولي يخصص لمناقشة وثيقة الإخوة الإنسانية.
وأشار الحوسني إلى أن ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية لا تعود لعام 2019 الذي شهد توقيع وثيقة الإخوة الإنسانية، وإنما تعتبر ثقافة متجذرة في التاريخ الإماراتي.
ولفتت الباحثة عائشة الرميثي، مديرة إدارة البحوث والاستشارات بالمركز إلى أهمية تعزيز دور البحث العلمي في ترسيخ القيم والمبادئ التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية والتوعية بها، مشيرة إلى برنامج التسامح والتعايش، الذي يعد أحد أهم البرامج البحثية في المركز، والذي يتم من خلاله نشر دراسات لباحثين من مختلف الثقافات والديانات في العالم، والتي تؤكد أهمية تعزيز السلام والتسامح العالمي.
أما الباحث سلطان العلي، مدير إدارة الباروميتر في “تريندز” فقد تناول في مداخلته أهمية استطلاعات الرأي العام في قياس مدى وعي المجتمعات والشعوب المختلفة بالقيم والمبادئ المتضمنة في وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيراً بصورة خاصة إلى المشروع البحثي الذي نفذه “تريندز”، بالتعاون مع مركز الشباب العربي ووزارة الخارجية؛ بهدف التعرف على واقع اتجاهات وتوجهات الشباب العربي وتصوراته نحو السلام والاستقرار والتسامح، ومعرفة النقاط المساهمة في تعزيز التوجه الإيجابي نحو تلك القيم لديهم لتعزيزها.
من جانبه أكد الدكتور سرهات جوبوكجوغلو، الباحث الرئيسي في “تريندز” التزام المركز بدوره المهم في تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات المعاصرة. وأكد أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات البحث والفكر في استشراف الأحداث، مشدداً على أهمية إجراء الأبحاث وتشجيع الحوار الذي يعزز التفاهم والحوار .
وأضاف أن مهمة “تريندز” تتجاوز مجرد البحث والنشر، حيث يسعى إلى المساهمة في تحقيق هدف الأخوة الإنسانية من خلال إجراء أبحاث متعمقة حول قضايا مجتمعية متنوعة، بما في ذلك التنوع والاندماج والتسامح، وتوفير منصة للحوار بين مختلف أصحاب المصلحة، وتقديم رؤى تعزز التسامح والتعايش، وبناء شراكات على نطاق عالمي.
وفي تعليقه على مشاركة خبراء “تريندز” في القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، قال الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز: “إن هذه المشاركة تأتي انطلاقاً من إيمان المركز الراسخ بأهمية العمل المشترك لتعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات. ونفتخر بوجود نخبة من الباحثين والخبراء في “تريندز” الذين يتمتعون بخبرة واسعة في مجال التسامح والتعايش، ونثق في أن مداخلاتهم القيّمة قد ساهمت بشكل كبير في إثراء نقاشات القمة وتحقيق أهدافها.”
وأضاف: “سنواصل في “تريندز” العمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش من خلال مختلف برامجنا وأنشطتنا، ونأمل أن تكون مشاركتنا في القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية تأكيداً على تعاون مثمر مع مختلف المؤسسات والهيئات التي تعمل على تحقيق الأهداف نفسها”.