نظّم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشراكة مع مجموعة مصطفى محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، ندوة عن “المدن المستدامة.. الجيل الجديد من المدن الذكية، في 6 ديسمبر، بالمركز الإعلامي لمؤتمر “كوب28”.
وقد حضر الندوة خبراء ومتخصصون في التخطيط التنموي والتقنيات الذكية والتكنولوجيا المتطورة، في مقدمتهم جان فابافوري، رئيس اللجنة الأولمبية الفنلدية، ووزير الاقتصاد والإسكان في فنلندا سابقًا، والدكتور شريف الديواني، الخبير السويسري في التخطيط التنموي، والمؤسس المشارك والعضو المنتدب لشركة MGM المناخية لمطوري الأعمال، وسعادة محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.
وقد استهل مناقشات الندوة جان فابافوري، حيث تحدث عن الجيل الجديد من المدن الذكية المستدامة، وتجربة فنلندا الرائدة في المدن الذكية المستدامة، ولاسيما تجربة مدينة هلسنكي، وأوضح في هذا الصدد أن المدن الذكية لكي تتحول إلى مجتمعات مستدامة تحتاج إلى العمل على إيجاد الموارد والتنوع والدعم، ورأى أن المدن الذكية هي الطريق الصحيح نحو التنمية المستدامة، بما تمتلكه من مقومات تجعلها قادرة على مكافحة التغيرات والتحديات المناخية خلال العقود القادمة، اعتمادًا على التطور المستدام الشمولي، ووضع الاستراتيجيات والأطر التنظيمية المحدثة باستمرار. وذكر “فابافوري” أنه ينبغي وضع التكنولوجيا في المقام الأول لتحسين نوعية حياة الناس، ولكن ليست كمية التكنولوجيا هي المهمة، بل الأهم هو كيفية استخدام التكنولوجيا.
وأوضح رئيس اللجنة الأولمبية الفنلدية أن المدن الذكية هي مجتمعات مبتكرة، تحتاج إلى التعاون والتنافسية الصحية، مع الحرص على تعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية لدى إنشائها وتطويرها أيضًا.
أما الدكتور شريف الديواني، فذكر أنّ المرونة هي الميزة الأساسية التي يسعى جميع قادة المناطق الحضرية إلى تحقيقها في استدامة المدن خلال القرن الحادي والعشرين. وبيّن أن المدن الذكية تقوم على نهج المشاركة والمساهمة بين الحكومات والأفراد، وذلك لكي يصبح عملها مستدامًا. وطالب الحكومات حول العالم بتسريع العمل والتوسع في تنفيذ مخططات المدن الذكية التي يجب أن تعتمد على المرونة والتكنولوجيا الرقمية، معتبرًا هذه المدن “طوق نجاة” من أزمة التغير المناخي.
وحول الفرص والتحديات التي تواجه المدن الذكية المستدامة، خصوصًا فيما يتعلق بتهديدات الأمن السيبراني، أكد الدكتور محمد حمد الكويتي أن ما تقوم به دولة الإمارات هو ضمان تحقيق الأمن السيبراني للمجتمعات، وسدّ جميع الثغرات، من خلال مظلة أمنية تكنولوجية متطورة. وذكر أن المرونة هي الجوهر الأساسي للتغلب على التحديات الأمنية، فالأمن السيبراني هو العين الحارسة لمبادرات تطوير المدن الذكية.
وأوضح الكويتي أن هناك عددًا من الآليات والاستراتيجيات التي يمكنها التخفيف من مخاطر الأمن السيبراني وحماية أنظمة المدن الذكية، منها بناء أنظمة أمنية قوية ومحدثة باستمرار، وتعزيز الوعي الأمني لدى العاملين في المدن الذكية.
وبعد ذلك، تطرّق سليم إدي، مدير الشؤون الحكومية والسياسة العامة في Google Cloud الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى تجربة Google Cloud في حماية البيانات وتطوير الأنظمة الأمنية للحكومات والمجتمعات والأفراد، مضيفًا أن إنشاء المدن الذكية الآمنة يواجه تحدي الفرص التوسعية، وهو ما يجعل الشراكات التعاونية والتكاملية بين القطاعين العام والخاص ضرورة حتمية للحصول على هذه الفرص لتطوير نهج مستدام للمدن الذكية.
وأفاد “إدي” بأنّ استدامة المدن الذكية تتطلب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البعد الثالث، إلى جانب العمل على البنية التحتية المادية، مع تمكين الأنظمة الآمنة للمجتمعات لكي تستطيع مجتمعات هذه المدن العيش في بيئة مستدامة، خصوصًا أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التغلب على التحديات الأمنية.
رابط الخبر:
الفيديو: