لم يكن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة مبالغـا حين أطلق في شهر يوليو عام 2023 صيحة إنذار قوية، معلنا نهاية عصر الاحتباس الحراري، وبدء عصر الغليان الحراري العالمي، مشيرًا إلى كارثة تواجه كوكب الأرض بأكمله، ومحذرا مــن (سـرعــة التغير المناخي)، ولا يقل عن هذا التحذير خطورة ما ورد في تقرير أممي، وهو أن 24 دولة فقط من بين 193 دولة قد أوفت بتعهداتها أمام مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين بشأن تغير المناخ الذي عُقد في جلاسكو باسكتلندا لاتخاذ إجراءات أقوى في مواجهة تغير المناخ.
وقد تسببت التغيرات والأنشطة البشرية والطبيعية التي تحدث على كوكب الأرض في تحولات مناخية باتت تهدد النظم البيئية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصحـــة الشعوب ورفاهيتها؛ بل واستقرار بعضها، حتى بات من الصعب التعافي من آثــار التغير المناخي على الكوكب بصورة كاملة وفي وقت قريب.
لذا، فإن العمل المناخي بـات ضرورة قصوى موقعها الطبيعي على قمـة هـــم أولويات العالم، جنبا إلى جنب مع تحديات استراتيجية أخرى بالغة الخطورة مثل الإرهاب والتطرف والصراعات والأزمات الدولية التي تنتشر في مناطق شتى، ما يعني أن قمة المناخ المقبلة كوب 28 التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة نهاية عـــام 2023، تأتي في توقيت بالغ الحرج، يضاعف أهميتها، ويجعل منها محطة زمنية فارقة في مسار التعامل مع ظاهرة التغير المناخي عالميا.
وبناء على ما سبق، فإن التغير المناخي أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، حيث ارتفاع درجات حرارة الهواء والمحيطات إلى مستويات قياسية، والتغير في أنماط هطول الأمطار، وذوبان الجليد على نطاق واسع، وارتفاع مستويات سطح البحر، والكوارث والأزمات البيئية المتلاحقة، وقد أضحت ملقاة على كاهل البشرية مهمة تشاركية لا يمكن تأجيلها، تتعلق بتكثيف الجهود في مكافحة تغير المناخ.