تحظى قضية المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في أي مجتمع بأهمية كبيرة في تعزيز الجهود الحكومية في مواجهة التطرف والإرهاب، لأنها تعني ارتفاع مستوى الوعي بين أفراده وتزايد الإدراك لدى مؤسساته بخطورة هذه الظاهرة من ناحية، وضرورة العمل على مواجهتها من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة من ناحية ثانية. وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مهماً للدول التي تنتشر فيها المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية بدرجة كبيرة، حيث تتكامل جهود المؤسسات المختلفة مع الدولة في التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب؛ ولعل هذا يفسر حالة الاستقرار الشامل الذي تنعم به الإمارات على الصعد كافة.
وتأتي مؤسسات التعليم في مرتبة متقدمة ضمن الاستراتيجية الشاملة التي تتبناها دولة الإمارات في مواجهة التطرف والإرهاب، ليس فقط لأنها تقوم بدور رئيسي في تحصين الطلاب منذ الصغر ضد الفكر المتطرف، وإنما أيضاً لأنها تتعاون مع باقي مؤسسات المجتمع الأخرى، الأسرة والإعلام والمجتمع المدني والقطاع الخاص، في مواجهة التطرف والإرهاب، وبالشكل الذي يعزز من الجهود الحكومية في هذا الشأن.
وفي في هذا السياق، تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، تتمثل في التالي:
- توضيح الاتجاهات المختلفة في تعريف مفهوم المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وصولاً للاتجاهات الحديثة التي تتبنى منظوراً شاملًا لهذا المفهوم، سواءً في ما يتعلق بالأهداف العامة، أو في ما يتعلق بالأطراف المعنية بتحقيق هذه المسؤولية.
- بيان طبيعة العلاقة بين انتشار المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في أي مجتمع وقدرتها على مواجهة التطرف والإرهاب.
- التعرف على مستوى المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة التطرف والإرهاب وإبراز أهم مؤشراتها.
- شرح طبيعة الدور الذي تقوم به مؤسسات التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب، وخاصة في ما يتعلق بجانبي التحصين والوقاية من الأفكار المتطرفة.
- إبراز تجربة الإمارات في الربط بين التعليم وبين استراتيجيات مكافحة التطرف والإرهاب.