كتب

بين الإباحة والتجريم فلسفة النقد الإعلامي: رؤية إعلامية وقانونية

05 مايو 2025

Publication Thumb

ISBN: 978-9948-348-48-1

د.إ 30

يعد الإعلام بمختلف وسائله فعلاً ثقافياً مهماً يتمتع بخصائص وميزات لا تمتلكها فضاءات ثقافية أخرى، فالإعلام يمتلك في أيامنا هذه من التأثير على الجمهور ما لا تملكه أي أداة أخرى. ومن هنا لا بد أن تحمل الرسالة الإعلامية التي نريد إيصالها رسالة سامية، وقيماً إيجابية إنسانية؛ لكونها ستنتقل للذات الإنسانية التي ستسكن في ذاكرة الجمهور وتمثل أداة مهمة لتشكيل تفكيره، وسلوكياته، بل ستكون محركاً مهماً لمشاعره وانفعالاته، فالإعلام يعد مجازاً السلطة الرابعة والثقافية القادرة على تشكيل أو إلغاء ذاكرة، فالدور التوعوي التثقيفي الذي يمارس الآن لا يعتمد على أسس علمية، ولا يمارس أصلاً بطريقة ديمقراطية، بل هو يستند بشكل كبير الى منطق السوق المتأثرة بالعولمة. وكثيراً ما يستخدم حالياً مصطلح القرية الكونية) الذي يعد دليلاً على أن عولمة وسائل الاتصال والاعلام وصلت أوجها نظراً لقدرتها في التأثير على المشاهدين حول العالم سلباً أو إيجاباً، في نقل الصورة الحقيقية للمشهد الإعلامي دون تزييف أو قلب للحقائق والصور. وعندما نتطرق للإعلام والثقافة، أو الثقافة والإعلام فنحن نلامس مفهومين متقاربين، ويكونان في كثير من الأحيان متلاصقين رغـم وجـود بعض الاختلافات الهامشية بينهما، مع إيماننا الكامل بأن مفهوم الثقافة يأخذ الإطار الأعمق والأشمل، وهو المعين الأكبر لكافة وسائل الإعلام. في المشهد العام للإعلام يحظى الإعلام الرياضي في العالم بالاهتمام الكبير والعناية الوافرة لدى جميع وسائل الإعلام، وتظهر أهميته في قدرته على توصيل المعلومات والبيانات بشأن قضية معينة أو مشكلة، بعد أن أصبحت الرياضة ظاهرة اجتماعية وحضارية مهمة في المجتمعات فهي تحظى بحضور عريض أصبح ينافس الجماهير المهتمة والمتابعة للأحداث السياسية والاجتماعية وحتى الفنية، كل ذلك جعـل مـن الـرياضـة محـط اهتمام محلي ودولي لما لها من تأثير في الرأي العام. لذا فإن تأثير ما ينشره الإعلاميون كبير ومؤثر وقد يؤدي الى نشر محتوى إعلامي (خبر أو رأي أو تحليل أو نقد في إحدى وسائل الإعلام إلى إحداث نقلة جذرية في الرأي العام سلباً أو إيجاباً، وهو ما يستدعي من المشرع التدخل لضبط وتقنين هذه الرسائل التي تطلقها وسائل الإعلام من خلال بيان مواضع الإباحة والتجريم بحيث لا يطغى الإعلام بسلطته وتأثيره، ولا يسقط حق التعبير وحرية الفكر. لقد أصبح النقد الرياضي والتحليل التلفزيوني للأنشطة الرياضية أو النشر على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة إحدى بوادر تطوير العمل الرياضي على الصعد كافة، وخصوصاً تلك المراد منها تصويب نقاط الضعف واستثمار نقاط القوة في الحركة الرياضية. ولكن قد يختلط الأمر على الإعلامي أو الضيف في البرامج التلفزيونية أو الناشط على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والقنوات الخاصة على اليوتيوب YouTube أو غيرها، ويصعب عليه الأمر أو يقع في بؤرة عدم التمييز بين حق النقد والقذف من خلال الاعتماد على طبيعة ونوع العبارات المستخدمة في النقد، فيتضمن المحتوى الإعلامي عبارات تشير إلى السب والقذف، أي الإساءة لشرف أو اعتبار الآخرين، وقد تُستخدم عبارات تنطوي على بعث الاحتقار والنفور في أذهان المتلقي بما يمس شرف واعتبار المجني عليه، من دون وجود المعيار الفاصل بين النقد الإعلامي وجريمتي السب والقذف أو التشهير أو غيرها.