ظل الاتحاد الأوروبي عى مدى عقود يقدّم نفسه في السياسة الدولية، بوصفه جهة فاعلة معيارية وتجارية بالأساس، بَيْدَ أن التحولات الجيوسياسية الآنية، ومن ضمنها تزايد حدة المنافسة الاقتصادية بن القوة المهيمنة )الولايات المتحدة( والقوة الصاعدة بقوة نحو الريادة العالمية )الصن( من ناحية، والحرب الروسية-الأوكرانية من ناحية أخرى، دفعت صنّاع القرار الأوروبيين، تحت إشراف المفوضية الأوروبية، إلى البحث عن دور جديد وإعادة تعريفها بوصفها جهة فاعلة جيوسياسية. وقد لخّص الممثل الأعى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، هذا الوضع قائ اً: «إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد منح ولادة الهوية الجيوسياسية للاتحاد».
بإيجاز، تبحث هذه الورقة في طبيعة سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه منطقة الإندوباسيفيك، وتجيب تحديدًا عن سؤال يتعلق بمدى إسهام الاس راتيجية الجديدة للاتحاد بخصوص منطقة الإندوباسيفيك في تعزيز «الاستقلال الاس راتيجي المفتوح » للاتحاد الأوروبي، وتعيد تعريف دوره، بوصفه جهة «جيوسياسية » فاعلة في المنطقة الأكر ديناميكية عى المستوى العالمي، وتتولى الورقة كذلك دراسة ردود أفعال القوى الكرى تجاه هذه الاس راتيجية الأوروبية الجديدة. وبالنظر إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا، التي أظهرت درجة عالية من التضامن عر ضفَّتَي الأطلي، وأكدت الدور الأمريي الحاسم للأمن الأوروبي، بجانب توافق الرؤى ) الاستناد إلى القيم( كبوصلة للسياسات الخارجية، حاولت الورقة الإجابة عن تساؤل مفادُه: هل يمكن اعتبار الاس راتيجية الأوروبية مكملة للاس راتيجية الأمريكية وتستجيب لاعتبارات واشنطن في المنطقة؟ أم أنها مُنافِسة لها؟