تستند حركة طالبان في علاقاتها الخارجية بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان إلى مجموعة من ا لمبادئ التي أعلنتها، وأهمها التأكيد على إقامة نظام إسلامي في أفغانستان والانفتاح على المجتمع الدولي، واحترام الحقوق العامة وحرية المرأة والتأكيد على قدرتها على تحمل مسؤوليات الحكم وإدارة شؤون البلاد، وطمأنة دول الجوار .
برغم القلق الإقليمي من عودة حركة طالبان وسيطرتها على أفغانستان، فإن الدول الإقليمية المحيطة وجدت أن هذه عودة قد تحقق مصالحها ، ومن ثم كانت هناك حالة من القبول الضمني بين هذه الدول لعودة الحركة. وهناك بعض الدول الإقليمية التي ستحاول الاستفادة من عودة الحركة لتحقيق مصالحها وزيادة نفوذها في المن طقة مثل باكستان وتركيا وإيران، كما ستسعى بعض القوى الدولية مثل الصين وروسيا إلى الاستفادة من الحركة لتعزيز وجودها في المنطقة وفي ترسيخ نفوذها الدولي عموما .
من المرجح أن يشكل صعود حركة طالبان وعودتها إلى حكم أفغانستان مصدر إلهام لحركات التطرف والإرهاب ف ي مختلف أرجاء العالم، لاسيما وأن هذه الحركات ترى أن طالبان الحركة الدينية المتشددة خاضت ص راعاً ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القوة العظمى الوحيدة في العالم واستطاعت أن تنتصر عليها وأن تجبرها على القبول بعودتها مرة أخرى إلى السلطة.
إن عودة طا لبان إلى أ ف غ انستان وسيطرتها على البلاد ستكون لها تأثيرات عديدة في نواحٍ وأماكن عدة، من بينها القارة الأفريقية وداخلها منطقة الساحل، إذ إن نجاح طالبان وقدرتها على التأقلم والحفاظ على بقائ ها طيلة أ كثر من 20 عاما،ً برغم الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لإض عافها وا لق ض ا ء عليها، يشكل نموذجا ملهما للحركات الإرهابية في القارة الأفريقية عموما ومنطقة الساحل خصوصا،ً حيث تسعى هذه الحركات إلى تأسيس وجود قوي لها هناك.