ملخص تنفيذي
باتت هجمات الذئاب المنفردة (وهي حوادث إرهابية فردية تشكل تهديدا مباشرًا لمناطق مختلفة في العالم، وتحديدًا لمنطقتي أوروبا والشرق الأوسط. فخلال السنوات الأخيرة تصاعد استخدام أسلوب الذئاب المنفردة الذي ابتدعته تنظيمات اليمين المتطرف وجماعاته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983، من قبل عناصر قد لا تنتمي تنظيميا إلى أي جماعات متطرفة، لكنها في معظم الأحيان متأثرة بفكر هذه الجماعات، سواء أكانت جماعات يمينية متطرفة أم جماعات إسلامية متطرفة أو جماعات دينية أخرى متطرفة.
وفي ظل استمرار التنظيمات الإرهابية في الترويج لأفكارها من خلال شبكة الإنترنت، وتأثر العديد من الأشخاص بهذه الأفكار - وخصوصا إذا كانوا يعانون من بعض المظالم السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية في بلدانهم - فإن من المرجح تصاعد ظاهرة الذئاب المنفردة خلال السنوات المقبلة، بما يشكل تهديدا صعبًا، نظرًا إلى صعوبة رضد مثل هؤلاء الذئاب ومراقبتهم والتنبؤ بتحركاتهم.
وبرغم الجهود التي بذلتها بعض الدول لمواجهة الذئاب المنفردة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الجهد والاستراتيجيات الجديدة التي يمكن من خلالها مواجهة هذه الظاهرة. وقد اقترحت الدراسة في هذا الصدد مقاربة أو رؤية تتكون من محاور عدة تبدأ باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية مثل تعزيز المشاركة المجتمعية، وإنشاء بنك معلومات عن الذئاب المنفردة تابع لأجهزة المكافحة، إضافة إلى تطوير برنامج سيبراني للسيطرة على المواد المتداولة في السوق التي يُحتمل استخدامها في صنع المتفجرات.