أثار ظهور "فيروس كورونا الجديد" أو (كوفيد- 19) في الصين نهاية شهر ديسمبر الماضي، وانتشاره الواسع داخل الصين وخارجها حالة من الذعر والهلع امتدت إلى العالم كله، وأعادت من جديد النقاشات حول خطر الأوبئة الفيروسية، والتداعيات التي يمكن أن تترتب عليها على صعد مختلفة: إنسانية واقتصادية واستراتيجية وأمنية وحتى الثقافية. كما أعاد إلى الساحة العالمية من جديد الجدل حول مسائل مرتبطة بالفيروسات الوبائية؛ مثل ظاهرة الحروب البيولوجية التي قد تشهد تطورات خطيرة مستقبلا بفضل التطور المذهل في علوم الجينوم، والهندسة الوراثية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالمجال البيولوجي والصحي.
وتناقش هذه الورقة التي نشرت في بداية ظهور أزمة هذا الوباء، السمات المميزة لفيروس كورنا المستجد عن باقي الأوبئة الخطرة التي شهدتها البشرية ولاسيما في العقود الأخيرة، وتلقي الضوء على أهم التداعيات الاقتصادية المترتبة عليه على الصين والعالم، سواء على مستوى الاقتصاد الكلي، أو على مستوى القطاعات الاقتصادية المختلفة. كما تبحث أيضاً في التداعيات الأمنية والاستراتيجية المحتملة لهذه الأزمة على الصين والعالم.