بيّن تقرير مؤشر قوة جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي لعام 2021 كيف تلقت جماعة الإخوان المسلمين ضربات شديدة أضعفتها كثيرًا وأفقدتها حاضنتها الشعبية وتأثيرها في المجتمعات العربية؛ ما أدى إلى التأثير السلبي في مجموع القوة الشاملة للإخوان المسلمين، لتصبح فقط %64 بعد أن كانت قد وصلت إلى أقصى درجاتها أثناء «الربيع العربي»؛ أي إننا يمكن أن نطلق عليها «قوية» على مقياس القوة المعتَمَد في مؤشر هذه الدراسة. ولكن درجة قوّتها تقع في بداية شريحة القوة، التي تتراوح من %61 إلى %80 وهي بحصولها على %64 أقرب إلى أن تكون متوسطة القوة من كونها قوية جدًا
فما الذي تغيّر في الفترة ما بين يناير 2022 وديسمبر 2022؟
استمرّت الجماعة في تلقّي المزيد من الضربات الشديدة التي أضعفتها كثيرا، وذلك على النحو الآتي:
- ضعف تأثير الآلة الإعلامية والتجييشية لجماعة الإخوان أكثر من أي وقت مضى؛ بسبب عدم المهنية وعدم المصداقية والتهويل، وفشلهم في محاولة عودتهم إعلاميًا بإنشاء قنوات جديدة كقناة «الشعوب».
- لم تهدأ الخلافات الداخلية ولم يتوقف التشظي في صفوف جماعة الإخوان المسلمين (انشقاقات في النهضة، والمزيد من الصراعات بين جبهتي لندن وإسطنبول وتيار الكماليين، خصوصًا بعد وفاة إبراهيم منير في شهر نوفمبر 2022 واحتدام الصراع على منصب القائم بأعمال المرشد.
- التقارب المعلن بين دول الرباعية العربية وقطر وتركيا. ويبدو هذا التقارب، حتى الآن، على حساب مصلحة جماعة الإخوان.
- المزيد من الحصار والإجراءات المقوّضة للجماعة على المستوى الدولي؛ مثل قيام المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا يوم الأحد 18 سبتمبر 2022، بطرد كلّ الواجهات الإخوانية من عضوية المجلس، وفي مقدمتهم المركز الإسلامي في ميونخ، واتحاد الطلبة التابع للإخوان المسلمين وقام كذلك بتجريد الرجل الأول للتنظيم الدولي للجماعة في ألمانيا «إبراهيم الزيات» المعروف بوزير مالية الإخوان من جميع مناصبه داخل الاتحاد. واستثمرت النمسا هذا العام أكثر من أي وقت مضى، من خلال مركزها الخاص بتوثيق الإسلام السياسي، في نقد وتفكيك خطاب الإسلام السياسي…