في عالم يتسارع فيه الذكاء الاصطناعي، وينمو بمعدل سنوي يبلغ 40% تقريبا، تتصاعد المخاوف من أضراره الجسيمة التي تهدد باختفاء العنصر البشري في معظم الأعمال والوظائف، وما يترتب على ذلك من التحديات الأخلاقية والسلوكية التي يفرزها، ومع استمرار البشر في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ ولاسيما الذكاء العميق والتوليدي والتكيفي، فقد أضحى من الضروري وضع إرشادات وضوابط مناسبة لضمان استخدام التقنيات القوية مثل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التكيفي استخدامًا مسؤولا يضمن تحقيق التوازن داخل المجتمع
واستجابة لذلك، عمدت العديد من القوى الدولية والشركات والمعاهد التكنولوجية إلى إصدار العديد من الضوابط والوثائق التي تتضمن مبادئ تطوير الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وتعد معظم هذه الوثائق استرشادية، وليست ذات طابع إلزامي، لكن في ظل النمو المتزايد للذكاء الاصطناعي، قد تتحول تلك الوثائق في المستقبل القريب، وربما خلال الأعوام المقبلة، إلى قوانين تحكم وتنظم تطويره.
تعكس هذه الجهود الدولية المخاوف المتصاعدة من عمليات التطور المتسارع والكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتؤكد أيضًا أهمية تعزيز التعاون الدولي والحوار بشأن حوكمته في مواجهة تطوراته السريعة وتأثيرها في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وحتى النفسية.