النشرات الإخبارية الشهرية

خرائط جديدة للمعرفة في زمن التحوّلات الكبرى

مكتب تريندز الافتراضي في كندا

يشهد الفكر الإنساني في العقود الأخيرة تحوّلا جذريا في بنيته ومقاصده وأدواته، إذ لم تعد المعرفة مشروعًا أكاديميا مغلقًا، ولا حكرًا على الجامعات ومراكز البحث، بل أصبحت منظومة كونية مفتوحة، تتقاطع فيها السياسة بالاقتصاد والتكنولوجيا بالأخلاق والعلوم الصلبة بالعلوم الإنسانية والفكر بالنشاط الاجتماعي في هذا المشهد المعقد والمتغير، تبرز الحاجة الملحة إلى أدوات متابعة وتحليل قادرة على رصد التحوّلات المعرفية العالمية وفهم اتجاهات الفكر الإنساني في لحظة يتقاطع فيها التسارع التكنولوجي مع القلق الوجودي، ويعيد فيها العالم التفكير في ذاته، وفي مصير الإنسان داخله.

المعرفة بين الاضطراب والنظام ملامح المشهد الفكري في 2025

:يكشف رصد الإنتاج المعرفي خلال عام 2025 عن مشهد عالمي تتعايش فيه أربعة خطوط فكرية كبرى، تشكّل معا ما يمكن تسميته «الزمن الفلسفي الجديد» لما بعد العولمة

1. الخط الجيوسياسي الذي يسعى إلى فهم تحوّلات السلطة والدولة والهوية في عالم ما بعد الليبرالية، حيث تتراجع أوهام “النظام العالمي” أمام واقع من التفكك والتعددية الصاعدة.

2. الخط التكنولوجي – الإنساني الذي يتناول العلاقة المعقدة بين الذكاء الاصطناعي، والذات والمجتمع، وما يرافقها من أسئلة حول فقدان المعنى و «نزع الإنسانية»

3. الخط الاجتماعي – النقدي الذي يعيد التفكير في مفاهيم العدالة والفقر، والتعليم، وديناميات التفاوت الطبقي والعرقي في زمن الاقتصاد الرقمي.

4. الخط الفلسفي – التأويلي الذي يشهد عودة النقاش حول الدين والقومية، والسيادة، والعقل الأخلاقي، ضمن مراجعة شاملة للإرث الحداثي الغربي.

وتبرز هذه الاتجاهات بوضوح في عيّنة الكتب التي ترصدها نشرة نوفمبر 2025، والتي تمثل رغم تباين موضوعاتها – لوحة متكاملة للتنوع والجدل في الفكر العالمي المعاصر.