
سناب شوتس
حدود الرد الإيراني على إسرائيل والمآلات المتوقعة
14 يونيو 2025
كما كان متوقعًا؛ جاء الرد الإيراني على تل أبيب عبر استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية، ومناطق متفرقة في تل أبيب، وذلك في رمزية إلى رغبة طهران في أن يكون الرد مساويًا لاستهداف أهم القيادات العسكرية الإيرانية. المهم في الرد الإيراني أنه لأول مرة يتم استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وهو ما يعني أن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية لم تستطع صدّ جميع الضربات الإيرانية، وهو فشل إسرائيلي في حد ذاته.
الموجات الصاروخية التي أطلقتها إيران حملت رسالتين: أولاهما أن ردها أمر حتمي، ولن يكون بمنزلة المواجهة السابقة التي كانت بإطلاع الدول الإقليمية وواشنطن حول تلك الضربات. الرسالة الثانية أن طهران مستعدة لمواجهة تل أبيب، مع الأخذ في الحسبان عدم جدوى تجربة حزب الله بالتريث الطويل في الرد؛ ما قد يؤدي إلى زيادة الخسائر، وعدم دخول المجتمع الدولي بشكل جاد للتهدئة. وعلى الرغم من أن الخسائر الإسرائيلية لا تساوي خسائر إيران من الناحيتين القيادية والمادية، فإن الخسائر المعنوية لإسرائيل تُعد كبيرة، بالنظر إلى استهداف تل أبيب بهذه الطريقة.
المآلات لهذه الضربات لا شك أنها ستتمحور حول مزيد من موجات الضربات المتبادَلة، وقد تؤدي إلى دخول جبهة الوكلاء في المعادلة، ولا شك أيضًا في أن إسرائيل تعي هذا الأمر. صحيح أن تل أبيب مستعدة في جميع الجبهات، ولكنها إلى الآن، لم تدخل في مواجهات في جميع الجبهات ضد إيران ووكلائها؛ فالتجربة كانت أن يكون القتال على مختلف الجبهات في فترات مختلفة (يومية أو أسبوعية أو شهرية)، ولم يسبق لها أن أدارت القتال في جميع الجبهات في آن واحد معًا. وعليه؛ فإن هناك أوراقًا قد تلجأ إليها إيران، إذا تم الوصول إلى حافة الهاوية؛ كالاستعانة بوكلائها بشكل جاد وفوري، وتعطيل الملاحة البحرية في كلٍّ من مضيقَيْ هرمز وباب المندب، إضافة إلى الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الإلكترونية لإسرائيل عبر الجيش الإلكتروني المحسوب على طهران.
إلى الآن، فإن السلوك الإيراني يؤكد وجود دراسة دقيقة لمدى حدود الرد، وأن الرد الجامح وغير العقلاني غير مطروح على الطاولة على المدى المنظور. ولكن تبقى السيناريوهات بالردود غير العقلانية مطروحة وبقوة؛ طبقًا لحدود الرد الإسرائيلي القادم، وموقف واشنطن من هذه المواجهات، ما لم تسعَ إلى إيقافها في الأيام المقبلة.