يمر قطاع غزة بأزمة إنسانية لا مثيل لها، ويصعب التغاضي عنها، فالعالمُ أجمع بدأ يسلط الضوء بشكل مستفيض على المصاعب والمعاناة والقتل والتدمير التي يمرّ بها أهالي قطاع غزة. ومن هذا المنطلق؛ جاءت تحركات دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل إيجابي، عبر إرسالها حزمة من المساعدات الإنسانية جويًا وبريًا؛ أملًا في الإسهام في تخفيف الأزمة قدر المستطاع.

إن التحركات الإماراتية لابد من فهمها وفق السياق الموجود على الساحة. فالخطوات الإماراتية تأتي وفقًا للمقاربة التي اتّبعتها منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر، والتي تمحورت حول أداء الدور الإيجابي، وخاصة من الناحية الإنسانية؛ وذلك لإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن، وتقديم المساعدات اللازمة إلى أهل غزة، سواء كانت طبية أو غذائية أو غيرها. هذه التحركات تُدلل على التزام دولة الإمارات الأخلاقي في هذه الأزمة، وتثبت أن الدور الإنساني هو الأساس لتمهيد الطريق إلى خلق واقع إيجابي يخدم تطلعات الفلسطينيين، ولاسيما في قطاع غزة.

إن السياسات الإماراتية تؤكد تميزها بالاستقلالية التامة، كما تثبت أن دولة الإمارات لاعب أساسي في الدبلوماسية الإنسانية الدولية. وهذه الأمور لاشك في أنها ستعزز ثقة الفلسطينيين بالمواقف الإماراتية، وخاصة عند الحديث عن حل الدولتين، الذي راهنت وماتزال تراهن عليه دولة الإمارات كحل وحيد لنزع فتيل الحرب والحقد والكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتُعدُّ الإشادات الدولية بدور دولة الإمارات -ولاسيما من قبل الأمم المتحدة في مختلف الأوقات عند الحديث عن دورها الإنساني- دليلًا آخر على الثقة الدولية بالدور الإماراتي كقوة استقرار في المنطقة، حيث تسعى لإرساء قواعد السلام والاستقرار، والابتعاد عن المسارات التي تؤدي إلى مزيد من الفوضى.