
سناب شوتس
ما هو المنُتظر بعد فوز لي جاي ميونغ في انتخابات كوريا الجنوبية؟
04 يونيو 2025
أفرزت نتائج الانتخابات في كوريا الجنوبية تحولات جديدة، لاشك أنها ستُضفي تطورات نوعية في الفترة المقبلة. فوز لي جاي ميونغ في الانتخابات الرئاسية لعام 2025، بعد فترة من الاضطرابات السياسية التي أعقبت إعلان الأحكام العرفية من قبل الرئيس السابق يون سوك يول، التي أدت إلى عزله ومحاكمته بتهم التمرد، ستُعزز من مسار عودة البلاد إلى ماكانت عليه في السابق، ناهيك أنها ستطرح وتثبّت رؤية المعارضة بحكم أن ممثلها الآن يتسيد رأس السلطة.
ولعل ما يهم المراقبين هو مآلات نتائج هذه الانتخابات؛ والتي يمكن حصرها في خمسة نقاط. أولًا: أن البلاد ستشهد إعادة التوازن السياسي في البلاد؛ حيث يشير فوز لي إلى رغبة الشعب في الابتعاد عن السياسات الاستبدادية والعودة إلى الديمقراطية -حسب مفهومهم لها- خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي هزت الثقة في النظام السياسي. ثانيًا: تحول في السياسات الاقتصادية: فمن المتوقع أن يركز لي على تعزيز العدالة الاجتماعية، وزيادة الإنفاق على الرفاهية، وفرض ضرائب أعلى على الشركات الكبرى، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين.ثالثًا: تطبيق نهج دبلوماسي جديد؛ حيث يُتوقع أن يتبع لي سياسة خارجية أكثر توازنًا، مع الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تحسين العلاقات مع الصين وكوريا الشمالية، مما قد يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية. رابعًا: تزايد تحديات داخلية: فرغم فوزه، سيواجه لي تحديات كبيرة، منها استعادة الثقة في المؤسسات الحكومية، ومعالجة الانقسامات السياسية، والتعامل مع القضايا القانونية المعلقة التي قد تؤثر على قدرته على الحكم بفعالية. خامسًا: إعادة تقييم العلاقات مع الدول الكبرى، خاصة في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، مما سيتطلب منه اتباع سياسات دبلوماسية حذرة للحفاظ على مصالح كوريا الجنوبية الاستراتيجية.
بشكل عام، يُمثل فوز لي جاي ميونغ من ناحية فرصة لكوريا الجنوبية لإعادة بناء مؤسساتها الديمقراطية -حسب وجهة نظر الكوريين الجنوبيين- ومن ناحية أخرى سيعمل فوزه على تعزيز مكانة بلاده على الساحة الدولية، بشرط أن يتمكن من التغلب على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.