Insight Image
Snapshot Image

سناب شوتس

هل ينجح ترامب في إبرام اتفاق يُنهي أزمة غزة؟

25 يونيو 2025

خلال اجتماعه اليوم مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، صرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه ستكون لديه أخبار جيدة بشأن غزة قريبًا، مشيرًا إلى أن الضربة التي نفّذتها الولايات المتحدة على إيران أسهمت في إحراز تَقدُّم كبير في القطاع، وستُساعد في إطلاق سراح الرهائن لدى حماس.

قد يرى البعض أن تلك التصريحات تعكس محاولة ترامب تأكيد رسم صورته التي بدَت خلال اليومين الماضيين أمام وسائل الإعلام العالمية، كرئيس قوي أنجز “المهمة” بضرْبه المنشآت النووية الإيرانية، وأزاح شبح “القنبلة الإيرانية” ولو لبعض الوقت، ثم بعد ذلك استطاع أن يُجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه مع النظام الإيراني. ومن ثَمّ، فهو الآن – أي ترامب- يتّجه نحو غزة لوضع حدٍّ للحرب الأطول في تاريخ إسرائيل، ولإنهاء تلك المأساة الإنسانية، وإجبار حماس على الإفراج عن الرهائن لديها.

ورغم الجانب الاستعراضي أحيانًا في أداء ترامب، وحرصه على أن ينسب كلّ “إنجاز” إليه، إلا أن تصريحاته الآن بشأن غزة تستند إلى معطيات جديدة ربّما يعتقد ترامب بأنه يمكنه توظيفها لإحداث ذلك الاختراق المنتظر بشأن وقف الحرب في غزة؛ منها أنه بالإمكان استخدام تفوّق إسرائيل العسكري الأخير، وتراجُع قدرة إيران النووية، كورقتَي ضغط في التفاوض مع حماس، ولاسيّما أن الحركة، التي طالما اعتمدت على إيران، تراقب الآن انهيار داعميها أمام ضربات إسرائيل.

والأهم من ذلك أن الحملة العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران منَحت بنيامين نتنياهو مساحةً للمناورة بشأن غزة، حيث عزّزت تلك الحملة مكانته السياسية على النحو الذي قد يمنحه النفوذ في مواجهة شركائه من اليمين المتطرف؛ لتغيير نهجه تجاه الحرب في غزة. فلأكثر من عام، قاوم نتنياهو الهدنة مع حماس، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى انهيار ائتلافه اليميني، وإجراء انتخابات مبكرة كان من المرجّح أن يخسرها.

والآن، بعد ضرب إيران، ونجاحه في إقناع ترامب بضرب مواقعها النووية المهمّة، أصبح نتنياهو يمتلك رأس المال السياسي اللازم لتغيير مساره، مستمتعًا بشهرة الحملة على إيران. وفي هذا السياق وصلت شعبية نتنياهو، في استطلاعات الرأي الأخيرة، إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023؛ فعندما يكون نتنياهو بهذه القوة، يُمكنه إبرام صفقة، ويُمكنه إنهاء الحرب في غزة، من دون أن يخشى انهيار حكومته، أو أن يُطرَد من منصبه.

وتشير تلك المعطيات إلى أن إمكانية تَوصّل ترامب إلى اتفاق بشأن غزة ربّما تكون أكبر نسبيًّا عن ذي قَبل.