تُعدُّ الخصائص الديمغرافية من أهم العناصر التي تؤثر على المجتمع وتحدّد توجهاته وتطوّره المستقبلي. فتحولات هذه الخصائص يمكن أن توجّه السياسات الحكومية وتؤثر على رؤية المجتمع وتحديده لمساره. وتشمل الخصائص الديمغرافية: عدد السكان، والتركيبة العمرية، والتوزيع الجغرافي، والجنس، والدين، والثقافة، ومستوى التعليم، والمهنة، والدخل، والأعراق، وحالة الزواج .وعلى الرغم من أن بعض هذه الخصائص يتغير ببطء على مرّ الزمن، إلا أنها قد تشهد تغيّرات مفاجئة ومهمة في بعض الأحيان.
تُعدُّ هذه التحولات في الخصائص الديمغرافية تحديًا مستمرًّا للحكومات والمؤسسات والمجتمعات، فهي تتطلّب استراتيجيات جديدة للتعامل مع تلك التغييرات ومواجهة التحديات الناشئة، وأحد أهم التحولات في الخصائص الديمغرافية، هو التغيّر في نمط النمو السكاني، فالسكان في العالم يتزايدون بسرعة هائلة؛ حيث زاد عددهم من حوالي 1.6 مليار شخص في عام 1900 إلى أكثر من 8 مليارات شخص في الوقت الحالي. هذا التغيّر في النمط السكاني يتطلّب اتخاذ إجراءات لمواجهة تحديات، مثل زيادة الطلب على الموارد الطبيعية والطاقة وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية للجميع.
علاوة على ذلك، يسهم ازدياد متوسط عمر البشر في تغيير الخصائص الديمغرافية، فزيادة عمر البشر تعني تحسينًا في مستوى الرعاية الصحية وتخفيض في معدلات الوفاة، وهذا الازدياد في عمر البشر يعني زيادة في عدد الأشخاص المسنين، وبالتالي الاحتياجات المتعلقة بهم.