تقارير الباروميتر التحليلية

مستقبل اللامساواة الاقتصادية ودور الحكومات في الحد منها

على مرّ التاريخ، ظلّت اللامساواة واحدة من أكثر التحديات المستمرة التي تواجهها المجتمعات في مختلف أنحاء العالم. فهي تتغلفل في جميع جوانب الحياة، مؤثرة في الوصول إلى الموارد والفرص والنتائج عبر المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية. ويمكن أن تتجلى اللامساواة في أشكال متعددة، مثل فجوات الدخل، وتفاوتات الثروة، والمشكلات الاجتماعية، وعدم المساواة بين الجنسين. ورغم الجهود المبذولة خلال العقود الماضية لتقليص الفقر وتحسين مستويات المعيشة عالميًّا، فإن اللامساواة ما تزال متجذرة بعمق، بل إنها في كثير من الحالات تفاقم بشكل ملحوظ. وغالبًا ما تنشأ هذه الفجوات بسبب التوزيع غير العادل للموارد، والتمييز، وضعف فرص الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والعمل، بالإضافة إلى الأنظمة الاجتماعية التي تعيد إنتاج هذه الفوارق وتُعمّقها. إن استمرار اللامساواة يُلحق ضررًا بالأفراد والمجتمع، ويزيد المشكلات الاجتماعية، ويقلل الإنتاجية الاقتصادية، ويُعيق التقدّم العام.

وفي المنطقة العربية، تتضح هذه الاتجاهات بجلاء؛ إذ إن البطالة بين الشباب ما تزال هي الأعلى عالميًّا، بينما تأتي العديد من الدول في مراتب متدنية جدَّا في مؤشرات الفساد الدولية.