في أعقاب فرض قيود برلمانية مشدّدة على الهجرة، انخفض إجمالي عدد المهاجرين إلى أوربا، منذ يناير 2019، إلى أدنى مستوى له خلال خمس سنوات. وهذا يشير إلى تغيير جوهري عمّا كان عليه الحال أيام ذروة أزمة اللاجئين الأوربية في عام 2015 عندما رُصِد وصول أكثر من مليون لاجئ إلى أوربا. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019، سجّلت الأمم اrلمتحدة ما يزيد قليلاً على 10,200 لاجئ لإعادة توطينهم في 17 دولة من دول الاتحاد الأوربي.
ووفقاً لآخر إفادة قدمها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن هذا الرقم يشكل تقريباً ثلث إجمالي طلبات إعادة التوطين المقدَّمة في عام 2018، و60% من متوسط معدل الطلبات السنوية الذي بلغ 16,960 طلباً سنوياً خلال السنوات العشر الماضية (انظر الجدول “1” أدناه).
الجدول رقم 1
(المصدر: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يناير-مارس 2019)
في عام 2019، تلقت ست دول الاتحاد الأوربي (ألمانيا والسويد وفرنسا والنرويج والمملكة المتحدة وهولندا) 81% من إجمالي طلبات إعادة التوطين. ومن بين الدول السبع عشرة الأعضاء في الاتحاد الأوربي التي تلقت طلبات لإعادة التوطين في عام 2019، أعادت تسع دول توطين لاجئين سوريين في الغالب. وكانت السويد وفرنسا والنرويج والمملكة المتحدة وهولندا هي الدول الوحيدة التي أعادت توطين أعداد كبيرة من اللاجئين أصحاب الجنسيات الأخرى، بمن فيهم القادمون من السودان والكونغو والصومال وجنوب السودان وإريتريا. وعلى الرغم من الانخفاض المطَّرِد في عدد اللاجئين القادمين إلى أوربا والاختلاف الكبير في وضع الهجرة واللجوء بين عامي 2015 و2019، فقد وصل العديد من الحكومات الأوربية إلى طريق مسدود لأكثر من عام بشأن المراجعة المُزمَعة لسياسة الهجرة واللجوء على نطاق الاتحاد الأوربي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المراجعة تتضمن أيضاً تعديلات في حصص إعادة توطين اللاجئين. ففي أوائل مارس 2019، أخفق وزراء داخلية الاتحاد الأوربي في إنجاز أي إصلاح لسياسة الهجرة في الاتحاد، ما أدى إلى تأجيل قضية الهجرة ليتم التعامل معها بعد الانتخابات البرلمانية الأوربية. هناك العديد من العوامل الكامنة وراء الخوف المستشري من الهجرة والمخاطر الأمنية المتصلة بها، من بينها:- غياب أي سياسة موحَّدة للهجرة نتيجةً للإخفاق الجماعي في العمل المشترك.
- المشاكل البنيوية العميقة داخل الاتحاد الأوربي وغياب الإرادة السياسية لمعالجة مثل هذه القضايا، بما فيها الهجرة (غير النظامية).
- حدوث تغيير سياسي على مستوى الاتحاد الأوربي؛ أيْ الانتخابات البرلمانية، حيث كانت الحاجة ماسّة إلى الاستقرار والإجماع السياسييْن.
- حدوث وحدة حقيقية بما يكفي بين الأحزاب اليمينية والأحزاب المناهضة للاتحاد الأوربي، والتي ينادي أغلبها بفرض سياسات هجرة أشد صرامة وتقييداً.
- الاستجابة للكوارث التي تقع في البحر الأبيض المتوسط، ضمن إطار برنامج “إنقاذ الأرواح في البحر” الذي تنفذه وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتيكس) بعملياتها المشتركة، مثل عملية تريتون في إيطاليا وعملية بوسيدون في اليونان.
- استهداف شبكات التهريب والاتجار بالبشر في إطار عملية السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة من أجل التعرف بطريقة منهجية على الزوارق التي يستخدمها المهربون للدخول إلى أوربا وإلقاء القبض عليها وتدميرها.
- الاستجابة للأعداد الضخمة من القادمين إلى أوربا عبر إعادة التوطين.
- وضع آلية مشتركة لتوفير الحماية للنازحين عبر إعادة التوطين، وفقاً لتوجيهات مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
- العمل بالشراكة مع دول ثالثة من أجل التصدي للهجرة في منابعها، من خلال مختلف برامج التنمية والحماية الإقليمية.
- استخدام أدوات الاتحاد الأوربي لمساعدة الدول الأعضاء الواقعة في الخطوط الأمامية وتمكينها من التصدي للأعداد الضخمة من اللاجئين من خلال صناديق الطوارئ، وهذا ينطبق خصوصاً على اليونان ومالطا وإيطاليا وإسبانيا.
- وضع آليات لإثبات حدوث انخفاض في تدفقات المهاجرين غير النظاميين من المنبع.
- زيادة عمليات العودة من خلال اتفاقات للسماح مجدداً للمهاجرين غير النظاميين بدخول البلدان التي أتوا منها.
- وضع شروط لعودة طالبي اللجوء بناءً على نظام لجوء فعّال.
- تعزيز إدارة الحدود – إنقاذ الأرواح وتأمين الحدود الخارجية – من خلال (أ) تعزيز دور وقدرات وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتيكس) (ب) وضع معيار لإدارة الحدود على مستوى الاتحاد الأوربي (ج) تعزيز التنسيق داخل الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بوظائف حرس السواحل (د) مراجعة المقترح الخاص بالحدود الذكية (هـ) تعزيز قدرات الدول الثالثة على إدارة حدودها.
- واجب أوروبا تجاه الحماية – وضع سياسة لجوء مشتركة فعالة، من خلال (أ) التنفيذ المُحكَم لنظام اللجوء الأوروبي المشترك (ب) المزيد من تطبيق نظام دبلن، الذي يعني تقاسُم أكبر للمسؤولية بين الدول الأعضاء (ج) تعزيز الأحكام الخاصة بـ”بلد المنشأ الآمن” المنصوص عليها في نظام إجراءات اللجوء، وذلك للمساعدة في تسريع معالجة طلبات اللجوء من الدول المصنَّفة على أنها آمنة.
- وضع سياسة جديدة للهجرة الشرعية، من خلال (أ) اعتماد سياسة ثابتة ومُحكَمة بشأن الهجرة والتأشيرة (ب) التكامل الفعال (ج) تعظيم فوائد التنمية في دول المنشأ (د) إنشاء منبر للحوار مع الشركاء الاجتماعيين حول الهجرة الاقتصادية.