سيشهد هذا العام الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر المرعبة على الولايات المتحدة الأمريكية، وستكون لحظة أخرى من لحظات التحدي في بلاد العم سام، بل ويمكن وصفها باللحظة الأصعب بكل ما تحمله، نظراً إلى أن الحروب التي اندلعت بسببها ما زالت مستعرة، وما زالت القوات الأمريكية منتشرة في بلدان مزقتها الحروب وخربتها، بما فيها أفغانستان والعراق والصومال وسوريا.
وسيكون جو بايدن الرئيس الأمريكي الرابع الذي يواجه هذه “الحروب الأبدية”، ويتصدى في الوقت نفسه للتهديدات الأمنية الكبرى التي تشكلها إيران وكوريا الشمالية، وربما لا يكون آخر رئيس لأن النجاح غير مضمون؛ وفي هذا السياق، نشير إلى طبيعة الخطاب الذي تبناه الديمقراطيون في برنامجهم الانتخابي لعام 2020 الذي كان واضحاً في توجهاته: “لا بد لنا من وضع نهاية مسؤولة لحروبنا الأبدية“[1] وكلمة “مسؤولة” هي الأهم وربما تثبت أنها تحدّ صعب.
ستواجه الإدارة الجديدة ضغوطاً كبيرة لكي تشرح الكيفية التي ستتجنب بها أي مزيد من التورط غير المرغوب به في الخارج والكيفية التي ستقترح بها إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن وإنهاء هذه الحروب الأبدية؛ والملاحظ، في هذا الصدد، هو أنه من النادر أن تنفصل السياسة الخارجية الأمريكية عن السياسة الداخلية؛ إذ يعتمد نفوذها الخارجي إلى حد كبير على قوتها الداخلية كما تبدو الرغبة في أي مغامرات عسكرية أمريكية جديدة ضعيفة.
عانت الولايات المتحدة، خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، من أزمة مالية وانقسامات داخلية خطيرة ووباء مدمِّر؛ ولهذا سيكون التركيز على الجبهة الداخلية لمكافحة وباء كوفيد-19 وطرح اللقاح باعتبارهما الأولوية الأولى، وعلى الرغم من أن بايدن يسيطر الآن على مجلسيْ البرلمان الأمريكي، فإن تمرير أي تشريعات مهمة سيشكِّل تحدياً في جو الاستقطاب المؤذي داخل الكونغرس.
يبدأ كل رئيس أمريكي تقريباً بإعلان أن أولوياته محلية ولكنه سرعان ما يجد الأزمات الدولية تستأثر بكل وقته، خصوصاً أزمات الشرق الأوسط؛ لأن المصالح الأمريكية متشابكة مع الشؤون العالمية لدرجة يستحيل معها فصل الشأن الدولي عن الشأن المحلي؛ فهل يستطيع بايدن إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي المحطَّم دون استراتيجية واضحة للتعامل مع الصين، هذا البلد الذي يدرك بايدن تماما أنه ينظر إلى الولايات المتحدة وينتظر بروز فرصة لاختبار الإدارة الجديدة.
من المؤكد أن الرغبة في إخراج الولايات المتحدة من هذه الحروب الأبدية تجمع بين بايدن وترامب؛ فقد كان ترامب عدوانياً في لهجته وسعى دائما إلى سحب القوات الأمريكية من الخارج، وتباهى نائبه، مايك بنس، على موقع تويتر بالقول: “إدارتنا هي الإدارة الأولى، منذ عقود، التي لم تقحم أمريكا في حرب جديدة“[2]، وحتى في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب، في يناير 2021 تحديدا، أصدر البنتاغون إعلانات مهمة بخصوص سحب القوات الأمريكية من كل من العراق وأفغانستان[3]. كما أمر ترامب، سيراً على النهج نفسه، بسحب جميع القوات تقريباً من الصومال بحلول بداية عام 2021[4]. وإجمالاً، ما زال لدى الولايات المتحدة الأمريكية أقل قليلاً من 20 ألف جندي منتشرين في الخارج[5]؛ ما يعني أن هذه القوات لم تشهد سوى تخفيض طفيف منذ تولي ترامب منصبه، وأقل كثيراً من التخفيض الذي حدث خلال إدارة أوباما من حيث النسبة المئوية[6].
حاول ترامب إنهاء هذه الحروب، وطرح العديد من الأسئلة الصعبة، ولم يكن دائماً مقتنعاً بالإجابات. وما زال يوجد مشككون يشيرون إلى أن العديد من حالات إعادة انتشار القوات الأمريكية لم تكن سوى عمليات إعادة تنظيم وتبديل لها[7]. كما أن قرار ترامب بتوظيف جون بولتون المتشدد أثار دهشة الكثيرين لأنه من دعاة بقاء القوات الأمريكية بالخارج. كما تنسجم فكرة إعادة الجنود إلى الوطن مع الموقف السائد المناهض للتدخل بين معظم الديمقراطيين، وكذلك مع تصاعد النزعة الانعزالية للأمريكيين عامة. مع ذلك، ما زال الكثيرون من الجمهوريين يعارضون هذه التوجهات، خصوصاً جون بولتون، مستشار ترامب السابق للأمن الوطني.
يضم فريق بايدن المعني بالأمن الوطني والشؤون الخارجية كثيرين ممن عملوا خلال عهد أوباما، ولذلك ربما يكون تقييم سنوات أوباما أمراً مفيداً. فقد كان لدى إدارة أوباما سجل متقلِّب في ما يخص هذه الحروب الأبدية، حيث قام بسحب القوات من العراق ولكنه زادها في أفغانستان، وابتعد بنفسه عن سوريا فقط ليتدخل لاحقاً لمقاومة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، وكان متشككاً في جدوى التدخل في ليبيا ولكنه في النهاية أيّد وروّج لما أصبح فعلياً منطقة محظورة الحركة في ليبيا. كما أن اتفاقه النووي مع إيران في 2015 لم ينجُ من ترامب الذي مزقه. إضافة إلى هذا، يشير المنتقدون إلى أن التوسع الهائل في برنامج الاغتيالات الموجَّهة واستخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) في عهد أوباما لم يساعد في الغالب على إنهاء هذه الحروب بل أطال أمدها.
سيضع بايدن الحلفاء في مقدمة اهتماماته من أجل إعادة بناء العلاقات مع الدول الديمقراطية التي تعرضت لسوء المعاملة في عهد ترامب، ولا شك في أنه سيسعى إلى الحصول على المساعدة منهم من أجل إنهاء هذه الحروب وإبراز جبهة أكثر اتحاداً أمام روسيا في سوريا، على سبيل المثال.
لقد بلغت شعبية الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً مستويات متدنية للغاية، وهذا سيعرقل خيارات بايدن. فوفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب، انخفضت شعبية الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستويات تاريخية حتى بين حلفائها، مثل أيرلندا بواقع 20%، والمملكة المتحدة بواقع 15%، والدنمارك بواقع 14%، وسويسرا بواقع 10%، وألمانيا بواقع 6% وآيسلندا بواقع 5%[8].
ثمة انتقاد آخر موجه إلى المشاركة في مشاريع “بناء الدولة” المكلِّفة حيث من الصعب الإشارة إلى نجاح تحقق مؤخراً في هذا المجال، والأموال الضخمة التي ضُخّت في أفغانستان لم تحقق التغيير المنشود بسبب التحديات الداخلية والحكومة الفاسدة؛ ومن يستطيع أن ينسى الإخفاق في العراق الذي ما زالت تمزقه الانقسامات والطائفية والفساد المريع رغم استثمار موارد ضخمة في البلاد بعد حرب 2003؟
نظراً إلى الإخفاقات المشار إليها أعلاه، كان التوجه الأخير هو تجنُّب محاولات إعادة الإعمار وبناء الدولة. وقد شهدت الموصل العراقية، والرقة السورية، وليبيا عموماً هذا التوجه. لقد تعرضت الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، إلى الدمار، وقُدِّرت الأضرار التي لحقت بها وحدها بنحو مليار دولار؛ رغم هذا، يُعتقد أن بين 50% و75% من المباني العامة في المدينة قد دُمِّرت[9].
يشكل بناء الدولة في الخارج تحدياً صعباً في بيئة ما بعد الحرب. وقد مر وقت طويل منذ نجاح إعادة إعمار ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومن المشكوك فيه أن تتمكن أي حكومة أمريكية من حشد ذلك النوع من الدعم المحلي لمثل هذه المشاريع في هذا القرن. ويتمثل التحدي في أن القادة السياسيين كثيراً ما ينسون هذا أو يقللون من شأنه عندما يفكرون في إصدار الأوامر للقوات بالتدخل.
والسؤال هو هل يشكل النجاح في بناء الدولة عاملاً أساسياً لإنهاء هذه الحروب الأبدية؛ ففي حالة الحرب على داعش، مثلاً، أدت جهود إدارتي أوباما وترامب، إلى جانب الحلفاء، إلى إنهاء الجماعة الإرهابية. مع هذا، ما زال تنظيم داعش بعيداً عن الهزيمة وما زال تهديده قائماً، ويتغذى من الامتعاض المستمر والغضب المتزايد إزاء عدم إعادة الإعمار.
أفغانستان
لا بد من التساؤل بشأن الانتشار العسكري الذي استمر لعقدين في أفغانستان. فالجماعات الإرهابية المتطرفة لديها العديد من القواعد في جميع أنحاء العالم حيثما وجدت ملاذاً لها، وأفغانستان ليست بؤرة لهذا النشاط. وقد كان أوباما واضحاً في مذكراته الأخيرة بقوله: “بدت لي الحملة الأفغانية دائماً حرب ضرورة“[10].
كان بايدن معارضاً لقرار أوباما القاضي بزيادة القوات في أفغانستان عام 2009[11]، وسيستغرق إخراج القوات من هناك بعض الوقت، خصوصاً إذا تم بالطريقة المسؤولة التي تلقى القبول من بايدن. وعلى العكس من ترامب، سيكون بايدن مهتماً بنوع الدولة الأفغانية التي سيخلِّفها سحب القوات وراءه.
كان خفض عدد القوات في أفغانستان أحد آخر التحركات التي اتخذتها إدارة ترامب، حيث أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كريستوفر ميلر، في 15 يناير 2021 أن القوات الأمريكية سيخفض تعدادها من 5,000 إلى 2,500 فقط؛ وهذا أدنى مستوى منذ عام 2001، بل إن وزارة الدفاع الأمريكية تطمح إلى انسحاب كامل بحلول مايو 2021. وربما يصوِّر معارضو بايدن أي مزيد من الانسحاب باعتباره مؤشر ضعف حتى الذين لم يقولوا شيئاً عندما أراد ترامب فعل الشيء نفسه.
الصومال
ما زالت الولايات المتحدة منخرطة في محاربة الجماعات الإرهابية في الصومال، خصوصاً تنظيم الشباب وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش. وقد بدأ ضرب هذه الجماعات في عهد الرئيس جورج بوش الابن ولكنه ظل مستمراً إلى اليوم؛ وفي عهد ترامب، زادت الولايات المتحدة عدد الضربات على الأهداف في الصومال. ورغم قلة عدد القوات الأمريكية على الأرض، يشعر العديد من الصوماليين أنها ضرورية لصد جماعة الشباب التي ترعب السكان المحليين وتواصل شن الهجمات في مقديشو كما حدث يوم 2 يناير 2021[12].
وكان الرئيس ترامب قد أعلن في ديسمبر الماضي عن سحب 700 جندي أمريكي من الصومال، ولكن نشر 5,000 من البحارة ومشاة البحرية قبالة القرن الأفريقي في وقت لاحق من ذلك الشهر يوضّح أن الجيش الأمريكي يدرك مدى أهمية هذه المنطقة للمصالح الأمريكية، بما في ذلك أمن النقل البحري.
سوريا
تُعد مشاركة الولايات المتحدة في سوريا ضئيلة مقارنةً بمشاركتها في ساحات الحرب الأخرى. ومنذ البداية، كانت الولايات المتحدة في عهد أوباما ثم في عهد ترامب كارهة لنشر أعداد كبيرة من قواتها، وحاولت هزيمة تنظيم داعش بالقصف الجوي في أغلب الأحيان؛ وكان ذلك نهجاً مختلاً طوال الوقت وأدى إلى سقوط ضحايا مدنيين أكثر عدداً بكثير وإلى تدمير البنية التحتية الرئيسية في كل من سوريا والعراق.
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين والعرب متأثرون للغاية بالأحداث في سوريا، لأن تداعيات الحرب الأهلية السورية امتدت أيضاً إلى المنطقة كلها، حيث أوجدت أزمة لاجئين، وحاضنةً خطيرة للتطرف، وفراغاً سياسياً تنافست القوى الإقليمية والدولية لملئه على حساب أرواح السوريين ومستقبلهم.
ليس واضحاً ما إذا كان بايدن سيجعل سوريا إحدى أولوياته أم سيغير النهج الأمريكي تغييراً جذرياً. فقد عيّن بريت ماكغورك، الذي استقال من إدارة ترامب، منسقاً لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني الأميركي. وأيد ماكغورك الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وكان شديد الانتقاد للسلطات التركية لدرجة ادعائه أن تركيا ربما كانت على علم بمكان وجود أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق لتنظيم داعش.
إضافة إلى هذا، من الواضح أن بايدن حريص على احترام التعهدات بدعم المجموعات الكردية في سوريا التي حاربت تنظيم داعش؛ وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، ستهتم الولايات المتحدة الأمريكية بانتشار الهجمات التي يشنها تنظيم داعش والجماعات الأخرى، مثل حرّاس الدين، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا، لأن نشاط تنظيم داعش آخذ في التوسع وليس الانكماش[13].
ومن المرجح أن يحافظ بايدن على الوجود الأمريكي الحالي في سوريا، وربما يزيده، لأن هذا الوجود على الأرض يمنحه مقعداً على الطاولة وقد يسهم في التأثير على أي عملية سياسية بحيث لا يسمح لروسيا بالهيمنة الكاملة على مجرياتها.
العراق
سيكون العراق عاملاً مهماً لأي أمل في إنهاء الحروب المختلفة، ولكن الافتقار التام إلى حكومة فعالة سمح للقوى الإقليمية، خصوصاً إيران، بالتدخل وحتى الهيمنة على المشهد العراقي المحلي.
سيكون من الحكمة أن تضع إدارة بايدن استراتيجيات ليس فقط لتحقيق الاستقرار في العراق بل لمساعدته أيضاً على الخروج من المستنقع الذي أسهمت الولايات المتحدة في صنعه. لقد بلغ معدل البطالة بين الشباب العراقيين 36%[14]، وما لم تُعالَج هذه المشكلة بالتزامن مع تحسين نوعية الحكم البائس ومحاربة الفساد المستشري، من الصعب أن يحدث أي تقدم إيجابي. كما أن إنجاز هذا سيحد من النفوذ الإيراني في المنطقة ويضعف قدرة الجماعات، مثل تنظيم داعش، على الاستفادة من الغضب الواسع الذي يشعر به العرب السنّة العراقيون.
في الوقت الراهن، يعتبر الوجود الأمريكي في العراق للمساعدة في مكافحة الإرهاب أمراً صائباً، نظراً إلى التهديد الخطير الذي ما زال يشكله تنظيم داعش، ولكن لا بد أن يكون مبرر هذا الوجود أكثر شفافية بالنسبة للجمهور المحلي الأمريكي وللعراقيين. كما يجب على الولايات المتحدة أن تثبت أنها شريك موثوق للعراقيين. وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن كلاً من الصين وروسيا، كما هو شأنهما دائماً، يقفان على استعداد للاستفادة من أي إخفاقات أمريكية إضافية.
الخاتمة
ماذا سيفعل، أو يستطيع أن يفعل، الرئيس بادين؟
إذا كان إنهاء الحروب الأبدية يسيراً لفعله ترامب وأوباما. كما أن إنهاءها بطريقة مسؤولة يشكل تحدياً هائلاً. وبقدر ما قد ترغب الولايات المتحدة في الخروج من هذه الحروب، فإن الخوف أعظم في ما يخص من يملأ الفراغ الذي تتركه وراءها، سواء أكانت جماعات متطرفة أو أنظمة وحشية أو قوى منافسة مثل روسيا وإيران وتركيا.
سيتعيّن على بايدن أن يستثمر في الدبلوماسية الأمريكية وأن يسعى إلى تنشيط وزارة الخارجية. كما سيحتاج إلى أفضل الدبلوماسيين الأمريكيين لإظهار الطاقة والإبداع والمثابرة في توجهه الاستراتيجي العام؛ على العكس من الدبلوماسية الأمريكية الطائشة خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وعلى أرض الواقع في هذه الحروب الأبدية، سيتعين وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، وسيكون من الحكمة أن يولي بايدن مزيداً من الاهتمام لمصالح الناس وتطلعاتهم في هذه الدول التي مزقتها الحروب وأن يضعها في صلب نهجه. كما سيحتاج بايدن إلى حلفاء ليشاركوه العبء، خصوصاً في أفغانستان، وعلى الحلفاء الأوروبيين أن ينتبهوا إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أقل استعداداً لنشر قواتها في الخارج وأن يتأقلموا وفقاً لوجود قيادة أمريكية ذات توجه انعزالي متزايد.
سيساعد وضوح الرؤية والأهداف فريق بايدن وحلفاءه أيضاً على خلاف ترامب الذي يحبذ ترك الآخرين يخمنون. كما أن ما يطالب به أصدقاء الولايات المتحدة هو قيادة موثوقة تتمسك بالتزاماتها وتقف مع حلفائها.
المراجع
[1] Democratic 2020 Platform https://democrats.org/where-we-stand/party-platform/renewing-american-leadership/
[2] Tweet from Mike Pence, January 18, 2021 https://twitter.com/Mike_Pence/status/1350978793549275136?s=20
[3] Jim Garamone, US Department of Defense, January 15, 2021, https://www.defense.gov/Explore/News/Article/Article/2473884/us-completes-troop-level-drawdown-in-afghanistan-iraq/
[4] Ryan Browne, CNN, December 19, 2020, US forces begin to move out of Somalia
https://edition.cnn.com/2020/12/19/politics/somalia-troop-withdrawal-trump/index.html
[5] Thomas Gibbons-Neff and Eric Schmitt, New York Times, October 21, 2019, Despite Vow to End ‘Endless Wars,’ Here’s Where About 200,000 Troops Remain,
https://www.nytimes.com/2019/10/21/world/middleeast/us-troops-deployments.html
[6] Christopher Giles, BBC Online, October 16, 2020, US election 2020: Has Trump kept his promises on the military?
[7] Ben Wolfgang, Washington Times, December 31, 2020, Trump’s efforts to end ‘forever wars’ only reshuffles deployed troops,
https://www.washingtontimes.com/news/2020/dec/31/trump-efforts-end-forever-wars-fall-short/
[8] Julie Ray, December 17, 2020, Gallup: Biden Inherits a Battered US Image Abroad,
https://news.gallup.com/poll/327629/biden-inherits-battered-image-abroad.aspx
[9] Philip Whiteside, January 31, 2019, Sky News, how is the reconstruction of Iraq going?
https://news.sky.com/feature/8m-tonnes-of-debris-the-daunting-task-of-rebuilding-iraq-11621362
[10] Obama, Barack. A Promised Land (p. 410). Penguin Books Ltd. Kindle Edition.
[11] Obama, Barack. A Promised Land (p. 413). Penguin Books Ltd. Kindle Edition.
[12] Arab News, January 2, 2021, 5 killed, 14 wounded in suicide attack in Somali capital,
https://www.arabnews.com/node/1786206/world
[13] http://www.understandingwar.org/backgrounder/syria-situation-report-december-16-2020-january-7-2021
[14] World Bank, Breaking Out of Fragility A Country Economic Memorandum for Diversification and Growth in Iraq, 2020. https://openknowledge.worldbank.org/bitstream/handle/10986/34416/9781464816376.pdf?sequence=4&isAllowed=y