Insight Image

المشهد السياسي العراقي بعد انسحاب الصدر.. تعدد الفواعل وقلة الخيارات

28 يونيو 2022

المشهد السياسي العراقي بعد انسحاب الصدر.. تعدد الفواعل وقلة الخيارات

28 يونيو 2022

 تغيرت أدوار الفواعل الداخلية والخارجية المؤثرة على العملية السياسية من خارجها، بعد انتخابات 10 أكتوبر 2021 كما تغيرت حجوم القوى السياسية المشاركة فيها، ناهيك عن تغير الظروف السياسية والاجتماعية والمعيشية التي رافقت مرحلة مابعد عام 2003، حيث دخل الشارع لاعباً أساسياً في العملية السياسية، بل تحول إلى مقدمة اللاعبين.

ويحدث هذا في بيئة إقليمية ودولية تتسابق أطرافها على التدخل في تفاصيل المشهد العراقي تارة كطرف ضامن، وتارة أخرى كطرف ضاغط، أو مراقب، الأمر الذي يجعل البلاد أمام سيناريوهات صعبة خاصة بعد انسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي وتحوله من العمل داخل العملية السياسية إلى العمل خارجها، عقب شهور متواصلة من الصراعات التي استُخدمت فيها الأدوات الممكنة كلها.

وبناء على ذلك فإن المشهد السياسي العراقي يتكون من مكونين، الأول: هم الفاعلون من خارج المشهد السياسي، والثاني القوى السياسية.

 وسوف نحاول دراسة طبيعة القوى والفواعل المؤثرة من خارج المشهد العراقي داخلياً وخارجياً وعلاقتها بالقوى والمحاور السياسية العراقية داخل المشهد؟ وصولاً إلى تحليل سيناريوهات المشهد بعد انسحاب الصدر من العملية السياسية، وما طبيعة الخطوة المقبلة؟

المكون الأول: الفاعلون من خارج المشهد السياسي

يأتي تأثير هذا المكون من ثلاثة اتجاهات هي: القوى الداخلية، والقوى الإقليمية، والقوى العالمية.

أولاً: القوى الداخلية المؤثرة على العملية السياسية:

وهي قوى خارج التركيبة السياسية، وخارج الحكومة والبرلمان والأحزاب، لكنها تمتلك تأثيراً فعلياً على مسارات العملية السياسية وهي المرجعية الدينية والشارع العراقي والفصائل المسلحة.

  1. المرجعية الدينية:

امتلكت المرجعية الدينية في النجف الأشرف تأثيراً استثنائياً على العملية السياسية، منذ صدور الفتوى الشهيرة للسيد السيستاني المتعلقة بكتابة الدستور في 25 يونيو 2003[1]، ومن يومها لا يمكن أن يمر أي رئيس للوزراء دون ضوء أخضر من المرجعية في النجف، وقد كان لمرجعية السيستاني دور أساسي في منع رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، من الحصول على ولاية ثالثة لرئاسة الوزراء عام 2014 رغم حصول كتلته على 92 مقعداً، وهي مَنْ فتح الطريق للدكتور حيدر العبادي ليحصل على منصب رئيس الوزراء في العام نفسه[2]، وتعززت مكانة المرجعية بشكل أكبر في عام 2014 بعد صدور فتوى (الجهاد الكفائي) التي أوجبت على الجماهير مواجهة تنظيم داعش الإرهابي[3]. وفي احتجاجات تشرين الشعبية عام 2019 انحازت المرجعية إلى الحراك الشعبي وطالبت رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، بالاستقالة، وبالفعل قدّم عبد المهدي استقالته امتثالاً لطلب المرجعية التي التزمت الصمت بعد ذلك[4].

ورغم أنها، أي المرجعية، كسرت صمتها السياسي في بيانها الذي صدر قبيل انتخابات عام 2021، الذي دعت فيه الناخبين إلى المشاركة الواسعة، لكنها اختارت إغلاق أبوابها ونوافذها أمام تفاعلات المشهد السياسي وشخصياته، وخصوصاً مرحلة مابعد انتخابات عام 2021 بعد أن كانت الفاعل الأهم والأقوى في المعادلة، ومن غير المتوقع أن يكون لها دور علني في أي ترتيبات سياسية خلال المدى القريب.

  1. الشارع العراقي

لغاية عام 2011 لم يكن دور الشارع العراقي يتعدى المشاركة بالانتخابات، لكن بعد عام 2011 بدأت التظاهرات المطالبة بالضغط على الطبقة السياسية، وشهد العراق أكثر من 200 تظاهرة منظمة في محافظات العراق كافة[5]، وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تنظيمها وتنسيقها، ففي الأول من أكتوبر 2019 نزل المتظاهرون إلى الشوارع بكثافة غير مسبوقة استجابة للدعوات الإلكترونية، رافعين شعار نريد وطناً، للمطالبة لأول مرة بإسقاط الطبقة الحاكمة[6]، وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة ظهور جيل شبابي من الصعب على الطبقة السياسية السيطرة عليه بأدواتها التقليدية نفسها، فهناك من يرى أنه جيل أكثــر وطنية وعقلانيــة في فهم وسائل الديمقراطية، وقد عبّـر عن رفضه للطبقة السياسية وتمرده عليها عبر حراك متواصل من خلال الشارع[7].

وكان خروج أتباع التيار الصدري في العراق منذ مايو 2015 في عشرات في العاصمة العراقية بغداد هو البداية الحقيقية لتحويل الشارع إلى فاعل سياسي يؤثر ومسار القرارات داخل الحكومة والبرلمان، حيث نجح الصدريون في اقتحام مقار الحكومة والبرلمان وفرض إرادتهم عليها من خلال تغيير القوانين الخاصة بالانتخابات وطبيعة تشكيلة المفوضية وإبعاد العناصر الحزبية وغيرها[8]. لذلك كانت تظاهرات الصدريين أكثر تأثيراً من تظاهرات المدنيين والشباب الآخرين لأنها مارست تكتيكاً يقوم على رفع شعارات عامة للتناغم مع الجماهير وفرض مطلب سياسي خاص على الشركاء في العملية السياسية بشكل محدد ومدروس بعناية وممكن التحقق، فهي تحتج وتتفاوض وتشارك صناعة القرار في الوقت نفسه.

وبعد أكتوبر 2019 أصبح الشارع العراقي من أهم الفواعل السياسية، إذ تعدى دوره المشاركة بالانتخابات إلى أدوار ما بعد الانتخابات وقد انفرد الصدريون دون غيرهم في التعامل الناجح مع القوى المحركة للشارع.

  1. الفصائل المسلحة

تصاعد دور الفصائل المسلحة في المجتمع السياسي بعد حرب تحرير الموصل عام 2017، إذ أخذ قادتها يعلنون مواقفهم السياسية من خلال التغريدات والتصريحات، ودخل بعضهم الانتخابات عام 2018 ضمن تحالف الفتح، ولكن التطور الأهم حصل خلال احتجاجات تشرين الأول 2019 حين وجهت اتهامات لبعض الفصائل في الإسهام بقمع هذه الاحتجاجات، لاسيما بعد وقوع سلسلة اغتيالات لوجوه مهمة من قيادات الاحتجاج، ورغم نفي الفصائل لهذا الأمر إلا أن التشرينيين كانوا يصرون دائماً على وضع أنفسهم في مواجهة الفصائل.

 لذلك بعد عام 2019 تحولت الفصائل إلى فاعل سياسي مهم، من خلال الدخول في الانتخابات أو الضغط الذي تمارسه على الأرض سواء من خلال تصريحات قادتها ورموزها أو من خلال العمليات العسكرية ضد أهداف محددة بدقة.

وعندما تبنّى مقتدى الصدر مشروع حكومة الأغلبية كان التحدي الأكبر الذي من المؤكد أن يواجهه هذا المشروع هو الموقف من الفصائل وقدرتها على الالتزام بالوعد الذي أطلقه الصدر، بتفكيك الفصائل المسلحة وإعادة هيكلة الحشد الشعبي[9]. وهو أمر من الصعب تنفيذه.

ثانياً: الفواعل الإقليمية والعربية المؤثرة في المشهد السياسي العراقي

 إن أبرز اللاعبين الإقليميين في العراق هم إيران وتليها تركيا وتليها بعض دول الخليج، وسنكتفي بتسليط الضوء على الدورين الإيراني والتركي لكونهما الأكثر تأثيراً في مرحلة مابعد انتخابات 2021.

  1. الفاعل الإيراني

 تضاعف نفوذ إيران بعد عمليات تحرير الموصل والمدن التي احتلتها تنظيمات داعش الإرهابية عام 2014، وبرز دور الجنرال قاسم سليماني كعراب سياسي ماهر تمكن من الدخول كوسيط لتشكيل الحكومات الائتلافية التوافقية في أكثر من دورة برلمانية[10]، ولاسيما عام 2018 حين صنع سليماني الترتيبات السياسية كلها التي أنتجت صفقة اختيار الرئاسات الثلاث، حتى وصف بأنه الحاكم الفعلي للعراق[11].

لكن بعد عام 2019 اصطدم النفوذ الإيراني برفض واسع عبّـرت عنه احتجاجات تشرين الأول 2019، كما أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع إيران أيام الاحتلال الأمريكي اتخذ سياسة مختلفة تماماً إذ تحول إلى أكثر المطالبين بتحجيم الدور الإيراني في العراق[12]. وتراجع الدور الإيراني بشكل كبير بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني عام 2020[13]؛ وتسبب هذا التراجع في الكثير من التفاعلات السياسية المختلفة تماماً عن أجواء ما قبل عام 2018، وقد أشار مقتدى الصدر إلى ذلك في بيان رسمي ينفي فيه وجود ضغط إيراني دفعه لاتخاذ قرار الانسحاب مؤكداً أن “إيران لم تمارس هذه المرة أي ضغوط على أي طرف شيعي”[14].

  1. الفاعل التركي

 تمكّن أردوغان من توحيد السُّنة العراقيين تحت رايته فالكتلة السُّنية شبه الموحدة في البرلمان العراقي تتأثر اليوم بشكل مباشر بتركيا، التي تمكنت من تأسيس قاعدة عسكرية لها في بعشيقة في نينوى منذ عام 2015[15].

ورغم ما يكنه الأتراك من عداء للكرد لكنهم اتخذوا مسعود البارزاني حليفاً لهم، فيما مال قادة الاتحاد الوطني الكردستاني إلى إيران، واليوم باتت تركيا من كبار داعمي الحزب الديمقراطي الكردستاني بحيث تستفيد من صفقات الطاقة والتبادلات التجارية المقدرة بمليارات الدولارات مع “حكومة إقليم كردستان”[16].

 وبعد انتخابات عام 2021 نشطت تركيا في تنفيذ مشروع توحيد الجهود السياسية السُّنية بشكل أكبر وتنسيقها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي أسفر بالنهاية عن دعم تشكيل التحالف الثلاثي “تحالف إنقاذ وطن”، فقد نشرت مواقع عراقية ترجمة لتقرير قالت إنه لصحيفة “أحوال” التركية يتعلق بظهور رئيس جهاز المخابرات التركي، هاكان فيدان، في لقاء جمع أردوغان بالحلبوسي والخنجر، وقالت إنه يكشف حجم دور المخابرات التركية في العراق[17].

ثالثاً: الفواعل الدولية المؤثرة في المشهد السياسي العراقي

 سوف نتناول دور الفاعلين الأمريكي والبريطاني كونهما الفواعل الأهم في المشهد السياسي العراقي منذ بداية العملية السياسية لغاية اليوم، وكذلك دور الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لكونهما يمارسان أدواراً مؤثرة خصوصاً الأمم المتحدة:

  1. الفاعل الأمريكي

فشلت الولايات المتحدة في لعب دور مهم خلال مفاوضات تشكيل الحكومة لعام 2018 التي أفرزت عن حكومة عادل عبد المهدي، وفي تلك المرحلة كانت معظم القوى السياسية تبدي انزعاجها من زيارات المبعوث الأمريكي، بريت ماكغورك، ودخوله معترك التفاوض لتشكيل الحكومة[18]، وبلغت الفجوة مع الولايات المتحدة أشدها أيام عادل عبد المهدي، الذي قال في وقت لاحق إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلبت منه التخلي عن طهران مقابل الاحتفاظ بعلاقات مع واشنطن[19].

ورغم تراجع دور أمريكا كفاعل سياسي مهم في المشهد السياسي العراقي لكن من الواضح أن السياسة الأمريكية في العراق مازالت تحافظ على ثوابت عدة، أبرزها الحد من النفوذ الإيراني في العراق وتصفية تركة مرحلة داعش، ودعم الديمقراطية الناشئة في العراق، وأبرز علامات هذا الدعم هو اختيار العراق مع إسرائيل من دون دول الشرق الأوسط كلها للمشاركة في قمة الديمقراطية التي دعا لها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وشارك فيها قادة ورؤساء من 110 دول في ديسمبر 2021[20]. ومن المتوقع أن يكون لواشنطن دور في مرحلة مابعد انسحاب مقتدى الصدر .

  1. الفاعل البريطاني

هناك معلومات تتناقلها الصالونات السياسية في بغداد عن دور بريطاني في رعاية مشروع التحالف الثلاثي ودعمه (لم يتسنَ لنا نفيها أو إثباتها) لكن رئيس الجمهورية، برهم صالح، قلل من هذا الدور دون أن ينكره أو يؤكده[21]، إلا أن قادة الإطار التنسيقي يؤكدون ضلوع بريطانيا في رعاية مشروع تنفذه تركيا في مرحلة ما بعد انتخابات عام 2021؛ بمعنى دعم تحالف (إنقاذ وطن) الذي يضم الصدر وبارزاني والحلبوسي[22]. ورغم أن سفراء بريطانيا لدى العراق ينفون تدخل بلادهم في الشؤون الداخلية العراقية، فإنهم يعبرون دائماً عن مواقف تتدخل في الشؤون العراقية، ولاسيما مواقفهم خلال احتجاجات تشرين الأول 2019 فبريطانيا تسعى للحصول على فرص استثمارية في مجال الطاقة في العراق ناهيك عن دورها التاريخي في هذا البلد[23].

والمثير أن قائمة طويلة من قادة العراق هم من حملة الجنسية البريطانية، فجميع من تولى رئاسة الوزراء باستثناء المالكي وعبد المهدي هم من حملة الجنسية البريطانية، كما أن أغلب من يتولون المناصب الرفيعة المستوى في العراق هم إما مقيمون في بريطانيا وإما يحملون جنسيتها، ناهيك عن أن مرشح التحالف الثلاثي “إنقاذ وطن” لرئاسة الوزراء هو سفير العراق في المملكة المتحدة جعفر محمد باقر الصدر.

  1. الفاعل الدولي (الأمم المتحدة)

تلعب رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، دوراً محورياً في مراقبة الصراع السياسي ومحاولة الاضطلاع بدور أكبر في التأثير على القوى السياسية، وفي آخر إحاطة قدمتها بلاسخارت لمجلس الأمن الدولي وجهت انتقادات قاسية إلى الطبقة السياسية العراقية قائلة “مازال العراقيون بانتظار طبقة سياسية تسعى بدلاً من الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم بتحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلقة في العراق”[24].

  1. الفاعل الأوروبي

يعتبر الاتحاد الأوروبي شريكاً طويل الأمد للعراق، ويتعاون معه في مجالات المساعدات الإنسانية، وتحقيق الاستقرار، والإصلاح الأمني ​​والسياسي، والتركيز على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه وتنوعه العرقي والديني، وتقوية النظام السياسي العراقي وتعزيز علاقات العراق الطيبة مع جيرانه جميعهم[25].

وقبيل انتخابات عام 2021 أرسل الاتحاد الأوروبي بعثة خاصة لمراقبة الانتخابات، حيث قامت البعثة بالمراقبة والتحليل، دون التدخل في التفاصيل الفنية للعملية الانتخابية ومخرجاتها[26]، ويبدو أن للاتحاد الأوروبي موقفاً يختلف عن الموقفين الأمريكي والبريطاني من العملية السياسية في العراق.

المكون الثاني: الفاعلون من داخل المشهد (القوى السياسية)

القوى السياسية العراقية بعد عام 2021

بعد إعلان النتائج لانتخابات عام 2021 تغيرت خارطة التحالفات السياسية وانقسم المشهد إلى ثلاثة محاور:

المحور الأول: “إنقاذ وطن” وهو تحالف مقتدى الصدر مع مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي

المحور الثاني: الإطار التنسيقي الشيعي بزعامة نوري المالكي وشركائه من “الاتحاد الوطني الكردستاني” بزعامة بافيل طالباني، وتحالف “عزم” برئاسة مثنى السامرائي وقوى أخرى.

المحور الثالث: المستقلون والقوى الجديدة: ويضم حراك الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبدالواحد وشقيقته سروة عبدالواحد (9) مقاعد، وحركة امتداد التشرينية (9) مقاعد[27]، وإشراقة كانون المقربة من المرجعية (6 مقاعد) والمستقلين الذين فازوا بشكل منفرد وعددهم 15 نائباً.

 فقد أحدثت انتخابات عام 2021 تغييراً كبيراً في أوزان الكتل السياسية وأفرزت قوى سياسية جديدة، شكلت ثنائية مقتدى الصدر نوري المالكي فيها العلامة الأبرز في جانبها التصارعي، فقد تقدم مقتدى الصدر محققاً 73 مقعداً بعد أن كان يملك 54 مقعداً في الدورة البرلمانية السابقة، وتقدم نوري المالكي إلى 33 مقعداً بعد أن كان يملك 24 مقعداً عام 2018، وظهر الحلبوسي كرقم صعب في الساحة السُّنية بعد أن حصل على 37 مقعداً ليتجاوز منافسيه من القوى والشخصيات التقليدية في المحافظات الغربية[28].

هذه التوليفة السياسية من التحالفات تمخضت عنها رؤيتان ومشروعان متعارضان لتحديد مستقبل العملية السياسية[29].

المشروع الأول: حكومة الأغلبية

وهو المشروع الذي تمحورت حوله رؤية مقتدى الصدر التي طرحها وأصر عليها وكررها في بياناته وتغريداته وخطبه السياسية، وتحالف معه محمد الحلبوسي ومسعود بارزاني ليشكلوا تحالفاً ثلاثياً أطلقوا عليه اسم (تحالف إنقاذ وطن)، ويحرص مقتدى الصدر من خلال هذا المشروع على إقصاء خصومه التقليديين وخاصة نوري المالكي وبعض قيادات تحالف الفتح، فيما يستثني بعض الشخصيات في الإطار التنسيقي ويحاول استمالتها، مثل: هادي العامري، وعمار الحكيم، وحيدر العبادي.

بذل مقتدى الصدر جهداً كبيراً وجرب تكتيكات ذكية لتفتيت الإطار التنسيقي لينفرد هو بالنهاية بقيادة المكون الشيعي داخل البرلمان وخارجه، لكنه لم يتمكن من المضي في تحقيق هدفه الاستراتيجي[30].

 المشروع الثاني: الحكومة التوافقية

وهي الرؤية التي طرحها الإطار التنسيقي وشركاؤه وتمسكوا بها، والتي تقوم على مشاركة الكتل والقوى السياسية جميعها الفائزة بالانتخابات بتشكيل الحكومة، وحسبما جرت عليه العملية السياسية منذ أول دورة برلمانية لها، حيث قام النظام السياسي على مبدأ المكونات والتقاسم الوظيفي الطائفي – الإثني الذي يرى أغلب المراقبين أنه يغطّي على مظاهر الخلل والأخطاء والعيوب والنواقص والثغرات[31].

وسابقاً كان المالكي قد تبنّـى شعار الأغلبية السياسية للخروج من مأزق المحاصصة وتشكيل حكومة أغلبية سياسية[32]، لكنه اكتشف بعد محاولات عدة أن تحقيق هذا المشروع يتطلب إصلاحات دستورية وتغييرات بنيوية في السلوك السياسي.

 خيارات المستقبل:

شكّل انسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي بداية لمفترق طريق سياسي يحتمل مسارين:

المسار الأول: انهيار الدولة أمام ضغط الشارع وقيام الصدر الذي تحول بانسحابه من العملية السياسية إلى فاعل سياسي مهم بإمكانه قيادة تظاهرات شعبية شبيهة بتظاهرات تشرين أو أشد منها، ففي ظل هذا المسار سيبرز دور الجماعات المسلحة بدل العملين السياسي والإعلامي، لضمان تحقيق توازن جديد في القوة بين الفرقاء السياسيين، والبحث عن حجوم جديدة تحددها القوة على الأرض لا صناديق الاقتراع.

فبارزاني والصدر وقوى الإطار التنسيقي يمتلك كل منهم فصائل مسلحة مدربة بشكل جيد على حروب العصابات وقتال الشوارع، وكذلك يمتلك كل منهم مجاله الحيوي وتحالفاته الخارجية التي سيكون لها الدور الأهم في إيقاد شرارة الحرب الأهلية في حال حدوثها، لكن أحداً لا يمكن له أن يتكهن بتحديد نتيجتها أو كيفية نهايتها أو توقيتها.

المسار الثاني: تماسك الدولة في ظل الدستور والأنظمة والقوانين القائمة ويتم ذلك باستمرار دعم الفواعل الخارجية التي يرتبط العراق معها بالتزامات متبادلة للحفاظ على وحدته واستقراره ودعم نظامه الديمقراطي، مثل: الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الاوروبي.

وفي ظل هذا المسار نحن أمام ثلاثة سيناريوهات:

السيناريو الأول: حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة

يتحقق هذا السيناريو إذا أقدم حلفاء مقتدى الصدر في “تحالف إنقاذ وطن”، وهم: مسعود بارزاني و محمد الحلبوسي على اتخاذ موقف مماثل من موقف مقتدى الصدر بالانسحاب من البرلمان، أو البقاء فيه والعمل كثلث معطل، لإحراج الإطار التنسيقي، لاسيما مع عدم توصل الإطار وشركائه إلى اتفاق على تشكيل الحكومة، ومن المرجّح أن يتخذ البارزاني هذه الخطوة أو يهدد بها إذا شعر أن الخارطة السياسية الجديدة تتجاهله أو تهدد مكانته الجديدة كزعيم للكرد والسُّنة العرب، وفي حال لم يحصل بارزاني على تنازلات من الإطار التنسيقي بالاستجابة إلى مطالبه، كونه أي البارزاني أقل المستفيدين من التحالف الثلاثي منذ إعلان نتائج الانتخابات لغاية انسحاب مقتدى الصدر، ويمتلك بارزاني اليوم القدرة على حشد ثلث معطل لعرقلة جهود الإطار لتشكيل الحكومة.

وهذا السيناريو أي (حل البرلمان) ترفضه قوى الإطار التنسيقي لأنها ترغب في تغيير قانون الانتخابات المعدل في عام 2020، الذي على أساسه أجريت انتخابات عام 2021، وتعتبره سبباً مباشراً فى تراجع نتائجها الانتخابية[33]. ولعل أبرز المسائل التي حوّلت التيار الصدري إلى أكبر كتلة برلمانياً وسياسياً هي ماكنته النتائج الانتخابية التي استثمرت التقسيم الانتخابي للقانون الجديد (الذي حوّل العراق إلى 83 دائرة انتخابية بعدما كانت 18 دائرة)، فضلاً عن التزام جماهيره بالتوصيات الانتخابية الصادرة من الفريق الانتخابي للصدريين[34].

السيناريو الثاني: حكومة توافقية بالاتفاق بين الإطار التنسيقي مع حلفاء الصدر

هذا السيناريو ممكن التحقق، وهو أفضل سيناريو ممكن، وسيحظى بدعم خارجي جيد، لاسيما مع حاجة الحلبوسي والبارزاني إلى المضي بتشكيل الحكومة، ورغبة واشنطن في المضي بالاستحقاقات الدستورية، ورغبة إيران بتماسك وقوة حلفائها وأصدقائها داخل العراق لكنه سيكون في امتحان المواجهة مع الشارع.

وجاء تأكيد الإطار التنسيقي في أول رد فعل له عقب إعلان استقالة الصدريين على استمراره بالخطوات اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية ومواصلة الحوارات مع القوى السياسية وتشكيل حكومة خدمة وطنية.” مؤشراً على إمكانية إجراء مفاوضات للتوافق بين جميع الفرقاء[35].

ومن المتوقع أن يكون الحلبوسي أكثر مرونة من بارزاني في حال حصل على ضمانات من الإطار التنسيقي تبقيه على رأس السلطة التشريعية لغاية انتهاء الدورة البرلمانية الحالية، لكن الجانب الأهم في إنجاح هذا السيناريو لو تدخلت مرجعية النجف الأشرف في مباركته وهو أمر صعب لكنه لو تحقق سيوفر مساحة من الثقة بين الإطار وتحالف السيادة السُّني، وسيكون أمراً مشجعاً للبيت الكردي على الاتفاق واختيار رئيس جمهورية يحظى برضا الأطراف كلها.

لكن العامل الأهم في هذا السيناريو هو الاتفاق على رئيس وزراء يحظى بقَبُول لدى الفواعل الداخلية والخارجية ويمتلك الخبرة والقدرة على العمل في الظروف الاستثنائية.

السيناريو الثالث: حكومة من المستقلين

 هو سيناريو مشابه لحكومة الكاظمي، حيث يرى تقرير أمريكي نشره موقع البيت الأبيض بالعربي، بتاريخ 16 يونيو/حزيران 2022، “أن هذا السيناريو قد يكون هو الأصوب بالنسبة إلى العراق”، معللاً ذلك بأن اختيار رئيس حكومة مستقل سيكون كفيلاً “بامتصاص غضب الصدر، وغضب الجماهير باعتبار أنه من خارج الطبقة السياسية”[36].

كما أن هذا الخيار هو سيناريو معقول سبق أن طرحه الإطار التنسيقي والتيار الصدري في مبادرتين منفصلتين[37]، وبحسب التقرير الأمريكي، أن الصدر وجماهيره ينزعجون من الحكومات التي قادها حزب الدعوة، على رغم مساهمتهم فيها، وتقول التجارب أيضاً إن الصدر يتفاعل بشكل جيد مع المجتمع العراقي المستقل، البعيد عن التحزب[38].

لكن الواقع رغم أن المستقلين والقوى الجديدة تشكل كتلة لا يستهان بها في هذه الدورة البرلمانية فإنها مازالت بحاجة إلى الخبرة والتماسك والقدرة على صناعة قرار سياسي فعال، كما أن سيناريو اختيار شخصية مستقلة رغم أنه خيار يضمن عدم استفزاز الصدر والتشرينيين، وقوى الشارع العراقي، فإن الشخصيات المستقلة في العراق أثبتت ضعفها وقلة خبرتها في التعامل مع الواقع العراقي المعقد المتعدد الفواعل، فكيف لها قيادته.

الخاتمة

بعد انتخابات عام 2021 لم يتغير المزاج الشعبي وأولويات الناخب وشعارات المرشحين فقط، بل تغيرت بشكل كبير تأثيرات الفواعل الداخلية والخارجية وأوزانها، فمرجعية النجف الأشرف التي كانت من أهم الفواعل تخلت عن دورها الجوهري في تحديد رئيس الوزراء والتزمت الصمت.

والولايات المتحدة الأمريكية التي كان لها التأثير الأكبر في المشهد السياسي العراقي لدورات برلمانية متعاقبة تغيرت أولوياتها، ولم يعد للسفراء الأمريكيين في بغداد الرغبة ذاتها في التأثير الذي كانوا يتمتعون به في السابق، وتراجع دور إيران بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني وأصبحت طهران بعد تنامي قوة الشارع العراقي تخشى مشاعر الغضب الشعبي العراقي تجاهها.

 ووسط تراجع الفواعل التقليدية المؤثرة، تصاعد الدور التركي ميدانياً وسياسياً، وظهرت ملامح بريطانية غير معلنة على بعض الطبخات السياسية التي تتسق مع الرغبة في الانقلاب على تقاليد ما بعد عام 2003، وبصورة أدق الانقلاب على القوى التقليدية التي تميزت بعلاقاتها الوثيقة مع إيران، وأصبحت الأروقة السياسية تتحدث عن لاعبين جدد.

 وحافظ الاتحاد الأوروبي رغم حضوره الواسع على توازنه وعدم انحيازه لأي طرف، بخلاف الأمم المتحدة ورئيسة بعثتها في العراق جنين بلاسخارت التي احتفظت برؤيا طموحة لتغيير الواقع والتناغم مع رغبات الشارع، لكنها أخفقت في مسك العصا من الوسط، لذلك هي تتعرض إلى حملات إعلامية قاسية من قِبل الأطراف كلها.

وفي الأحوال جميعها سيكون الفشل مصير أي حكومة تتجاوز الفواعل الداخلية والخارجية، وسيكون الفشل مصير أي حكومة ينتجها التعجل من قِبل قوى الإطار سواء في المنهج أو في اختيار شخصية غير قادرة على المضي في حقل الألغام العراقي.

هنا جاء دور مقتدى الصدر الذي يصنع قراره وطروحاته بالصورة التي تتسق مع رغبات الشارع الراغب في التغيير الجذري وتغيير قواعد اللعب، وفي خطوته التي قرر فيها الانسحاب من المشهد سيتحول الصدر من مشارك في العملية السياسية إلى أحد أهم فواعلها لاسيما مع غياب مرجعية النجف عن المشهد السياسي، وأثبتت التجارب أن الصدر بارع في توظيف ما يمتلك من عناصر قوة.

إن انسحاب الصدر سيجعل القوى السياسية والفواعل المؤثرة تعيد حساباتها من جديد، إذ يراهن الصدريون على الشارع كفاعل أساسي يمتلك الزخم والقوة والتأثير، وسيعملون على قيادته دينياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً للانتفاضة (سلمياً) ضد أي حكومة لا تتماشى مع توجهاتهم.

فبينما ينهمك الخصوم بأعباء تشكيل حكومة لا تمتلك إلا القليل من فرص النجاح، يتنعم الصدريون اليوم بدولة عميقة متجذرة في عمق مراكز القرار الإداري الحكومي تؤمن لهم القوة على كسب جمهور جديد، ودولة موازية مقتدرة تؤمن لهم القدرة على تنظيم شارعهم وجماهيرهم، وفضاءً إعلامياً سياسياً يحاولون تطويعه بالشكل الذي يتيح لهم التخطيط لإدارة مرحلة مقبلة يمتلكون فيها كامل أدوات اللعب الضامنة لتصدرهم المشهد السياسي بلا منافس، وسيضمنون التفوق في الجولة المقبلة ما لم يسبقهم الإطار التنسيقي بخطوة تجعلهم يعيدون النظر في حساباتهم.

المراجع

[1] . الموقع الرسمي لمكتب آية الله السيد علي السيستاني، النجف 25 ربيع الثاني 1424 هجرية المصادف 25/06/2003. https://bit.ly/3MN4XYx

[2] . انتخابات العراق.. 92 مقعداً لـ”دولة قانون” المالكي.. و21 لـ”وطنية” علاوي، CNN العربية، الإثنين 19/05/2014. https://cnn.it/3MPldIl

[3] . العراق: المرجعية الدينية العليا تعلن الجهاد الكفائي، bbc عربي، 13/06/2014. https://bbc.in/3MQW9Rh

[4] . استجابة للمرجعية الدينية.. عبد المهدي يقدم استقالته للبرلمان، عربي 21، الجمعة 29/11/2019. https://bit.ly/3xskK9m

[5] . هشام الهاشمي، تظاهرات العراق: سلوك اجتماعي لتغيير سلوك النظام، مركز الجزيرة للدراسات، 15/10/2019. https://bit.ly/3QyeGVs

[6] . ثورة تشرين العراقية.. من إسقاط الطبقة السياسية إلى الانتخابات المبكرة، صحيفة العربي، 11 /12/2021. https://bit.ly/3n2XVnZ

[7] . هشام الهاشمي، تظاهرات العراق: سلوك اجتماعي لتغيير سلوك النظام، مركز الجزيرة للدراسات، 15/10/2019. https://bit.ly/3QyeGVs

[8] . أبرز مظاهرات التيار الصدري للمطالبة بالإصلاح منذ عام 2015، الجزيرة نت، 26/3/2017. https://bit.ly/3zZ1W4i

[9] . عقيل عباس، النهار العربي، 21/12/2021. https://bit.ly/3xIJsCp

[10] . علي المعموري، ما هي حقيقة دور قاسم سليماني في العراق؟، ميدل إيست أونلاين، 11/01/2020. https://bit.ly/3tCht68

[11] . عمر المنصوري، الآلوسي: قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق.. والحرب الأمريكية على إيران قادمة، شبكة راوداو 01/02/2019. https://bit.ly/3QxSP0k

[12] . هدى رؤوف، هل نجحت إيران في بسط نفوذها داخل العراق؟، إندبندنت عربية، الجمعة 13/12/2019. https://bit.ly/3NVgSVf

[13] . علي جواد، رئيس وزراء العراق السابق: إدارة ترامب طلبت مني التخلي عن إيران، وكالة الأناضول، 12/04/2020. https://bit.ly/3NWSBhN

[14] . مقتدى الصدر، بيان رسمي، الموقع الرسمي الخاص، 22 ذو القعدة 1443 – 22/ 06/2022. https://bit.ly/3HMQBGD

[15] . يوسف إسماعيل، الوجود العسكري التركي المتزايد في إقليم كردستان العراق، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 18 مايو 2022. https://bit.ly/3O3juRc

[16] . يوسف إسماعيل، مصدر سبق ذكره.

[17] . صحيفة تركية: اجتماع أردوغان مع الحلبوسي والخنجر يكشف سيطرة المخابرات على الملف السُّني في العراق، وكالة المعلومة، 2022/03/01. https://bit.ly/3Hu6m59

[18] . انزعاج سياسي عراقي من مبعوث ترامب لتدخله في تشكيل الحكومة، روسيا اليوم RT، 30/07/.2018. https://bit.ly/3MRGiSp

[19] . علي جواد، وكالة الأناضول، مصدر سبق ذكره.

[20] . دولة عربية واحدة في قمة الديمقراطية بدعوة من بايدن.. ما الهدف؟، الجزيرة مباشر، 25/11/2021. https://bit.ly/3HBYbna

[21] . برهم صالح، رئيس الجمهورية في لقاء خاص.

[22] . نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق في لقاء خاص.

[23] . بريطانيا تتسلل بدهاء في العراق!، موقع الخنادق، السبت 23/10/2021. https://bit.ly/3HxSM0u

[24] . بلاسخارت: التصحر بالعراق يعد مصدر قلق رئيسياً والطبقة السياسية منشغلة بمعارك السلطة، وكالة الأنباء العراقية، 17/05/2022.

[25] . العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والعراق، الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، 18/11/2021. https://bit.ly/3OGMzlx

[26] . بعثة الاتحاد الأوروبي: بدأنا العمل في العراق وسيكون هناك 80 شخصاً يوم الاقتراع، وكالة الأنباء العراقية، 16/09/2021. https://bit.ly/39GReEV

[27] . علي جواد، العراق.. تشكيل تحالف في البرلمان من 18 نائباً، وكالة الأناضول، تاريخ 15/12/2021. https://bit.ly/3MSdCIZ

[28] . قائمة بأسماء أبرز المرشحين الخاسرين في الانتخابات النيابية لعام 2021، بغداد، شبكة NRT، 12/10/2021. https://bit.ly/3xwe8H9

[29] . يونس السيد، العراق بين «الأغلبية» و«التوافق»، جريدة أخبار الخليج البحرينية، 29 مارس 2022. https://bit.ly/3ba9Yxa

[30] . محمد علي، البرلمان العراقي يخفق مجدداً في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، العربي الجديد، 30 مارس 2022. https://bit.ly/3O0Ul9H

[31] . عبد الحسين شعبان، موقع 180POST، حكومة العراق المقبلة توافقية أم أغلبية.. وبرئاسة من؟ 06/02/2022. https://bit.ly/3zFQ8E8

[32] . تشكيل حكومة أغلبية سياسية، تمتلك القدرة على النهوض في الخدمات وتلبية كل طموحات أبناء الشعب العراقي، جريدة القبس الكويتية، 13 أغسطس/آب 2018. https://bit.ly/3tJ8Zu5

[33] . صافيناز محمد أحمد، العراق: استقال الصدر.. فهل ينجح الإطار؟ مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 18/6/2022. https://bit.ly/3QwV6Jn

[34] . أشرف كريم، لهذا فاز تيار مقتدى الصدر بانتخابات العراق وفشل منافسوه الشيعة، الجزيرة نت، 21/10/2021. https://bit.ly/39Npjn0

[35] . الإطار التنسيقي يؤكد المضي في الحوارات مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة، وكالة الأنباء العراقية، 13/06/2022. https://bit.ly/3tIlXZ2

[36] . عمر الشمري، العراق بحاجة إلى حكومة مستقلة لاستيعاب مقتدى الصدر، موقع وايت هاوس إن أربيك (البيت الأبيض بالعربي)، 16/06/2022. https://whia.us/4466/

[37] . الإطار التنسيقي يطلق مبادرة جديدة لمعالجة الانسداد السياسي، وكالة الأنباء العراقية، 4/05/2022. https://bit.ly/3mV9oFU

[38] . عمر الشمري، مصدر سبق ذكره.

المواضيع ذات الصلة