Insight Image

تغيرات المناخ ومستقبل الغذاء

18 يوليو 2022

تغيرات المناخ ومستقبل الغذاء

18 يوليو 2022

مقدمة

لا يزال كوكبنا يختبر قدرتنا على المقاومة ومواجهة تحدياته الحرجة. ومن بين كل ما يشهده عالمنا وكل التقدم الذي تم إحرازه في القضايا العالمية، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به نحو تحديات تغيرات المناخ. ولتحقيق التوازن الأمثل والتغلب على مثل هذه التحديات لابد من وجود دعم وتعاون دولي قوي.

فإذا بدأنا بالحديث عن قضية التغير المناخي فسنرى أنها تمثّل تهديداً خطيراً على الأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر، إذ إنها تُعد القضية الحاسمة في عصرنا، حيث نعيش تحولاً في أنماط الطقس يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر؛ ما يزيد من أخطار الفيضانات الكارثية التي تهدد بدورها إنتاج الغذاء في عالمنا.

إن قضية التغير المناخي باتت واضحة بشدة، وتأثيراته المختلفة في تزايد مستمر وسريع، ولعل أبرز مظاهرها وأوضحها ارتفاع درجات الحرارة، فقد أكد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) في تقريره الخامس، أن درجة الحرارة العالمية في تنامٍ مستمر، ومن المتوقع أن ترتفع من 2.6 درجة مئوية إلى 4.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، خاصة في ظل ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وتناقص كمية الثلوج والجليد وانخفاض مستوى سطح البحر، ووجود المزيد من الموجات الحارة، وذوبان الجليد في القطب الشمالي.

وتتعدد التداعيات الناتجة عن قضية التغير المناخي، وأبرزها تلك المتعلقة بالمحاصيل الزراعية، وقد سلطت بعض وسائل الإعلام مؤخراً الضوء على حجم الخسائر الذي تعرضت له المحاصيل الزراعية بسبب التغيرات المناخية التي تجتاح معظم دول العالم؛ ما أدى إلى انخفاض المعروض من هذه المحاصيل ومن ثم ارتفاعها أسعارها بشكل كبير. ولم تقتصر هذه الآثار على المحاصيل الزراعية فقط، بل إن صيد الأسماك في المناطق المدارية قد ينخفض ما بين 40 إلى 60 بالمئة حسب أحد التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية التي يواجهها العالم.

وتسعى هذه الورقة إلى رصد تداعيات التغير المناخي على الغذاء، وذلك من خلال مجموعة من النقاط الرئيسية التي تسعى إلى الإجابة عن تساؤلات عدة مهمة؛ وهي: ما هي الركائز الأساسية للأمن الغذائي؟ وما هي التداعيات المترتبة في قضية التغير المناخي على عملية إنتاج الغذاء في العالم؟ وما هو دور البحث العلمي في مواجهة هذه التداعيات؟

أولاً: ركائز الأمن الغذائي

هناك أربع ركائز أساسية للأمن الغذائي؛ وهي: “التوافر”، و”الوصول”، و”الاستخدام”، و”الاستقرار”. وهذه الركائز تتأثر جميعها بقضية التغير المناخي، ومن ثم فإن تركيز العديد من الدراسات على عنصر “التوافر” فقط عند استعراض التأثيرات المحتملة لتغيرات المناخ على الأمن الغذائي قد يقودنا إلى احتمالية عدم إدراك الكثير من الآثار السلبية الأخرى التي طالت الركائز الثلاث الأخرى؛ وعليه فلابد من التطرق إلى جميع هذه الركائز عند الحديث عن تداعيات التغير المناخي على النظام الغذائي في العالم.

وتتعلق الركيزة الأولى “التوافر” بمدى توفر الغذاء الكافي، أي القدرة الكلية للأنظمة الزراعية على تلبية الطلب على الغذاء. وتشمل أبعاده الفرعية المتعلقة بالزراعة المناخية لإنتاج المحاصيل والمراعي ومجموعة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تحدد مكان وكيفية أداء المزارعين ومدى استجابتهم للأسواق. أما الركيزة الثانية “الوصول” فتُعنى بمدى قدرة الأفراد على الوصول إلى الموارد الكافية للحصول على أغذية مناسبة لنظام غذائي مغذي. والعنصر الأساسي في هذه الركيزة هو القوة الشرائية للمستهلكين وأسعار المواد الغذائية. ومع ذلك، لا يلزم أن تكون هذه الموارد نقدية بشكل حصري. وتشمل الركيزة الثالثة “الاستخدام” جميع جوانب التغذية المتعلقة بسلامة الأغذية وجودتها عبر السلسلة الغذائية بأكملها. وتتعلق الركيزة الرابعة “الاستقرار” بمدى إمكانية تعرض الأفراد لخطر كبير بفقدان وصولهم بشكل مؤقت أو دائم إلى الموارد اللازمة للحصول على غذاء كاف نتيجة وجود حالة مع عدم الاستقرار. وفي هذا الصدد تعتبر تغيرات المناخ أحد أهم الأسباب لعدم الاستقرار التي تحد من القدرة على الوصول إلى الغذاء.

وهناك العديد من الأمثلة على هذه الركائز وأهميتها؛ فعلى سبيل المثال تشير التقارير إلى ازدياد عدد الجياع في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وقدر بعضها عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع بنحو 800 مليون شخص حول العالم، وقدر البعض الآخر بأن 1 من كل 9 أشخاص يعاني الجوع يومياً ونقص التغذية نتيجة لذلك. والمشكلة هنا ليست أننا لا ننتج ما يكفي من الغذاء، فهناك عدة ملايين من المزارعين حول العالم، وهناك أيضاً زيادة في إنتاج السعرات الحرارية اللازمة لإطعام الجميع في العالم بمقدار الثلث، وإنما المشكلة هي افتقاد الناس القدرة على الوصول إلى الغذاء، بسبب عدم امتلاكهم ما يكفي من المال لشراء الغذاء، كما أنهم لا يمكنهم أن يزرعوا بأنفسهم.

وتبدو ركيزة “الاستخدام” واضحة في سوء النظام الغذائي المتوافر لدى بعض الأشخاص في العالم وما يترتب عليه من تداعيات سلبية، فوفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فإن البلدان التي لديها أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، لديها أيضاً أعلى معدلات الهجرة الخارجية للاجئين، حسب الإحصائيات الأخيرة، هناك ما يقدر بنحو 821 مليون شخص يعانون حالياً سوء التغذية، وحوالي 151 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون التقزُّم، وما يقارب من 613 مليون امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 15 – 49 عاماً يعانين نقص الحديد، وما لا يقل عن 2 مليار بالغ يعانون زيادة الوزن أو السمنة.

وتؤثر تغيرات المناخ التي تتضمن مظاهر عديدة، من بينها التغير في معدلات سقوط الأمطار والتغير في ظهور وانتشار الأمراض والآفات الزراعية وغيرها، سلبياً على الركائز الأربع للأمن الغذائي؛ ما يؤثر عموماً على قضية الأمن الغذائي في العالم، وهو ما سنعرض له في الجزء التالي من هذه الورقة البحثية.

ثانياً: تغير المناخ وتأثيره على أسعار الغذاء وإنتاجه

أجرت العديد من المراكز والمؤسسات البحثية العالمية عدداً من الدراسات للوقوف على التداعيات المترتبة على ظاهرة التغير المناخي على الأمن الغذائي، ولتوضيح مدى تأثير الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة على الإمدادات الغذائية. وقد خلصت منظمة أوكسفام الخيرية والمعنية بمكافحة الفقر عالمياً، في تقرير أعدته لدراسة الآثار المحتملة لتغيرات المناخ على أسعار السلع الغذائية بحلول عام 2030، إلى أن أسعار محاصيل الذرة ستزيد بنسبة 177% والقمح بنسبة 120%، والأرز بنسبة 117%، آخذين في الاعتبار نسب التضخم. وفي دراسة أخرى، توقعت النماذج العالمية للمحاصيل والنماذج الاقتصادية زيادة بنسبة 1-29% في أسعار الحبوب في عام 2050 بسبب تغير المناخ؛ ما سيؤثر على المستهلكين على مستوى العالم من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وستختلف التأثيرات الإقليمية؛ فالمستهلكون ذوو الدخل المنخفض معرضون للخطر بشكل خاص، حيث تشير النماذج إلى زيادات قد تصل إلى 183 مليون شخص إضافي معرضين لخطر الجوع.

وإلى جانب التأثير على أسعار المواد الغذائية، يؤثر التغير المناخي أيضاً على عنصر إنتاج الغذاء بعدة طرق مباشرة وغير مباشرة. فهو يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الغذاء من خلال التغير في الظروف الزراعية البيئية، وبشكل غير مباشر من خلال التأثير على نمو وتوزيع الدخل، وبالتالي على الطلب على المنتجات الزراعية.

إن استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة يؤدي إلى تغيرات في درجة الحرارة وهطول الأمطار، وبالتالي سيكون له تأثير على الأنماط الزراعية. وبرغم أنه قد تكون هناك بعض الإيجابيات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، فإن السلبيات المترتبة عليها تكون أكبر حجماً؛ فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يعود ارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بفوائد على الزراعة من حيث إمكانية اتساع المناطق التي يحتمل أن تكون مناسبة للزراعة، وازدياد فترة النمو، وارتفاع إنتاج المحاصيل، وزيادة إنتاجية المراعي في ظل ارتفاع درجة الحرارة في بعض الأراضي العشبية الرطبة والمعتدلة؛ ما يقلل الحاجة إلى الأعلاف المركبة. لكن هذه الإيجابيات يقابلها بعض السلبيات الناتجة عن عدم استقرار الأحوال الجوية العالمية مع زيادة في تواتر الظواهر المتطرفة، كموجات الحرارة والجفاف في بعض المناطق، ​​أو زيادة ظواهر هطول الأمطار الغزيرة والعواصف والفيضانات في المناطق المعتدلة؛ وهو ما سيؤدي إلى أن تشهد المراعي في المناطق شبه القاحلة والقاحلة في أفريقيا جنوب الصحراء وأجزاء من جنوب آسيا، انخفاضاً في إنتاجية الثروة الحيوانية وزيادة نفوق الماشية. أما في المناطق الأكثر جفافاً فإن النماذج المناخية تتنبأ بزيادة البخر، وانخفاض مستويات رطوبة التربة. ونتيجة لذلك، قد تصبح بعض المناطق المزروعة غير مناسبة للزراعة، وقد تصبح بعض الأراضي العشبية الاستوائية قاحلة بشكل متزايد. وسيؤدي ارتفاع درجة الحرارة أيضاً إلى توسيع نطاق العديد من الآفات الزراعية وزيادة قدرة تجمعات الآفات على البقاء في الشتاء، ومهاجمة محاصيل الربيع.

إلى جانب ذلك، هناك جانب آخر مهم للزراعة يتعلق بزيادة تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وفيما سيكون لتركيزات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة تأثير إيجابي على العديد من المحاصيل، فإن هذا التأثير لن يكون واضحاً في ظل وجود متغيرات أخرى تعتمد على نوع المحصول وحسن إدارة علميات الري والتسميد؛ ففي ظروف النمو المثلى للنبات، تزداد إنتاجية محاصيل مثل القمح والأرز وفول الصويا بنسبة تتراوح بين %10-20% عند 550 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون، فيما تزيد بنسبة تتراوح بين 0-10% لمحاصيل أخرى مثل الذرة والذرة الرفيعة.

غير أن المشكلة التي تترتب على زيادة تراكيز ثاني أكسيد الكربون تتعلق بجودة المنتجات الزراعية، فعلى سبيل المثال تظهر بعض محاصيل الحبوب والأعلاف تركيزات منخفضة من البروتين في ظل ظروف مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم يحدث انخفاض في الجودة الغذائية للثمار. فعلى سبيل المثال سينخفض محتوى القمح من البروتين بمقدار 5.9-12.7% عند زراعته تحت ظروف مناخية تحوي 546-586 جزءاً في المليون من ثاني أكسيد الكربون، وسينخفض محتواه من الزنك بمقدار 3.7-6.5% ومن الحديد بنسبة 5.2-7.5%.

وتبدو مشكلة التغير المناخي أكثر وضوحاً في حالة الفاكهة والخضروات، التي تعتبر عنصراً أساسياً في النظم الغذائية الصحية؛ فمن المتوقع حدوث انخفاض في إنتاج وملاءمة هذه الأنواع في ظل درجات الحرارة المرتفعة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث يقلل الإجهاد الحراري من ثبات الفاكهة ويسرّع من نضج الخضروات؛ ما يؤدي إلى خسائر في الإنتاج، وتدهور في جودة المنتج، وزيادة في فقد الطعام وهدره.

 ومن ناحية أخرى، فإن تغير المناخ سيؤدي إلى تغير في توزيع الآفات والأمراض النباتية؛ ما قد يؤثر سلبياً على الإنتاج في العديد من المناطق، ويؤدي إلى ظهور آفات نباتية جديدة لم تكن موجودة في السابق، وستنتشر آفات وأمراض أخرى بشكل أكبر، وستنتقل عبر المناطق الزراعية ومن دولة إلى أخرى، مهددة المحاصيل الزراعية.

ثالثاً: البحث العلمي وسد الفجوة

إن دعم وتعزيز البحث والتطوير في دولنا بات مهماً وضرورياً، حتى يكون له دور فاعل في تخطيط المستقبل ووضع حلول لما قد نواجهه من تحديات، فالدول المتقدمة تعتمد في رسم خططها وقراراتها على توافر البيانات والنتائج البحثية التي تبنى على أسس علمية. وقد جاء في التقرير الدوري الصادر عن مجلس التجارة والتنمية التابع لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) جملة من التوصيات في هذا السياق. حيث ركز فيه الخبراء على أهمية ضخ استثمارات إضافية في البحوث الزراعية مع التركيز على المعلومات المتعلقة بتغير المناخ والإرشاد الزراعي وتبني تقنيات ري جديدة وتطوير الهياكل الزراعية الأساسية. وننوه هنا إلى أهمية توافر بيانات أكثر دقة عن تقلبات المناخ والتوقعات المناخية الموسمية، والتي بلاشك ستساعد في التخطيط الأمثل للزراعة والإنتاج، ومن ثم تفادي تعرُّض المحاصيل الزراعية للخطر.

وتضمنت دراسة علمية نُشرت في مجلة نيتشر واعتمدت على نماذج الحاسب الآلي، اقتراحاً بإمكانية زيادة الإنتاج العالمي من الغذاء مع خفض مدخلات الإنتاج من مياه وأسمدة وبذور. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن إنتاج ما يقارب من 17 من أهم السلع الغذائية في العالم قد يرتفع بنسب تتراوح ما بين 45-70% وذلك في حالة إغلاق الفجوة بين الإنتاج الحالي للمحصول وبين الإنتاج المرجو. علماً بأن نماذج الحاسب الآلي تقوم بتحليل جميع البيانات المهمة والمتعلقة بالإنتاج؛ ومنها أسعار مدخلات الإنتاج كالبذور والأسمدة والمعدات الزراعية، بالإضافة إلى تحليل معدلات درجات الحرارة السنوية لمئات السنين، ومن ثم وضع تصور مستقبلي لتكاليف الإنتاج وأسعار السلع.

ستكون المرحلة القادمة بحاجة إلى وجود دراسات بحثية تركز على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والتركيز على التقدم التكنولوجي للحد من تأثير تغيرات المناخ. ومن المهم وضع سيناريوهات لما قد يصاحب هذه التغيرات. ومن وجهة نظر الأمن الغذائي، فإن دراسة مدى تأثير تغيرات المناخ على الغطاء الزراعي وتنوع المحاصيل التي تزرع في المناطق المختلفة باتت مهمة؛ لكي نتمكن من استقراء التغيرات القادمة والتحضير لاستراتيجيات جديدة قد تغير نظرتنا لقضية شح المياه ووفرة السلع الزراعية.

 ومن المهم كذلك، السعي لتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء؛ فعلى سبيل المثال يمكن استنباط أصناف جديدة ذات موسم زراعي قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة كمحصول الأرز الذي تم تطويره في مصر، حيث تم تطوير أصناف لها القدرة على تحمُّل الملوحة ونقص المياه والجفاف ومقاومة الأمراض، وغير مستهلكة للمياه وذات إنتاجية عالية. ويمكن من خلال استخدام التقنيات الحديثة أيضاً التنبؤ بمواعيد ظهور وانتشار الآفات وأحوال الطقس، فقد تمكن الخبراء في زامبيا من استخدام تقنيات بسيطة تساعدهم على وضع سيناريوهات للتغير المناخي، حيث تم تركيب محطات أرصاد جوية آلية على أبراج الهواتف المحمولة لضمان الطاقة والأمن ونقل المعلومات، وتمكنوا من الوصول إلى المزارعين في المناطق النائية وتزويدهم بمعلومات مناخية مهمة وإرشادات زراعية وذلك بواسطة الراديو المجتمعي والرسائل النصية القصيرة والاجتماعات العامة بالعشرات من اللغات المحلية؛ ما جعل المعلومات القابلة للتنفيذ في متناول المزارعين المعرضين للخطر. واستطاع ما يقارب 90 % من أقل البلدان نمواً وبعض الدول الصغيرة النامية استخدام أنظمة الإنذار المبكر كأولوية قصوى في وضع سيناريوهات للتغير المناخي.

خاتمة

هناك ضرورة أن يتم تمكين التغييرات اللازمة للتكيف مع قضية التغير المناخي وتداعياتها على الغذاء، وتطبيقها على أرض الواقع؛ وذلك من خلال ضخ الاستثمارات ووضع السياسات اللازمة وإنشاء المؤسسات في مختلف المجالات، وبالشراكة مع القطاع الخاص. ولكي تكون هذه التغييرات أكثر فاعلية، يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيات وخطط متكاملة توضع بطريقة شفافة ومراعية للأبعاد المختلفة، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والمقاييس الزمنية المختلفة التي سوف تحتاج إلى تنفيذ التغييرات ودعمها. كما يجب أن تستند إلى تقييمات المخاطر ونقاط الضعف، مع الاستفادة من التجارب والتقدم المحرز في الدول الأخرى، وأن تخضع للرصد والتقييم والتحديث بانتظام. وتقوم البلدان ذات الدخل المتوسط ​​والمرتفع بإجراء تقييمات منتظمة بشكل متزايد، لكن البلدان التي تفتقر إلى هذه القدرة ستحتاج إلى دعم خاص. وتوفر خطة التكيف الوطنية بشأن تغير المناخ التي تم وضعها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الفرصة لدمج الأمن الغذائي والتغذية كهدف رئيسي. ومن المهم دعم هذه الاستراتيجيات والخطط الوطنية من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

سيؤثر تغير المناخ على جميع ركائز الأمن الغذائي الأربع؛ وهي: توافر الغذاء، والوصول إلى الغذاء، واستقرار الإمدادات الغذائية، واستخدام الغذاء. لكن أهمية هذه الركائز والتأثير العام لتغير المناخ على الأمن الغذائي سيختلف باختلاف المناطق الجغرافية. وفي جميع الأحوال فقد بينت أغلب السيناريوهات أن تغير المناخ سيؤثر سلبياً على الأمن الغذائي، وسيؤدي إلى زيادة اعتماد البلدان النامية على الواردات.

إن العالم بحاجة إلى التحرك الآن للقضاء على الجوع وسوء التغذية ولتمكين قطاعات الزراعة من التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من تداعياته السلبية من أجل إبقائه عند المستويات التي لا يزال من الممكن فيها حماية الأمن الغذائي العالمي، وضمن توافر الغذاء للجميع.

المراجع

Extreme Weather and Resilience of the Global Food System. 2015. Final Project Report from the UK-US Taskforce on Extreme Weather and Global Food System Resilience, The Global Food Security programme, UK.

FAO. 2015. Climate Change and Food Security: risks and responses. 978-92-5-108998-9

FAO. 2018. The Future of Food and Agriculture: Alternative Pathways to 2050. Food and Agriculture Organization of the United Nations, Rome, Italy, 228 pp.

FAOSTAT. 2018. FAOSTAT. Food and Agriculture Organization Corporate Statistical Database. http://www.fao.org/faostat/en/#home.

Josef Schmidhuber and Francesco N. Tubiello. 2007. Global Food Security Under Climate Change. Edited by William Easterling. Proceedings of the National Academy of Sciences. 104 (50) 19703-19708.

Mbow, C., C. Rosenzweig, L.G. Barioni, T.G. Benton, M. Herrero, M. Krishnapillai, E. Liwenga, P. Pradhan, M.G. Rivera-Ferre, T. Sapkota, F.N. Tubiello, Y. Xu. 2019. Food Security, In: Climate Change and Land: an IPCC special report on climate change, desertification, land degradation, sustainable land management, food security, and greenhouse gas fluxes in terrestrial ecosystems, [P.R. Shukla, J. Skea, E. Calvo Buendia, V. Masson-Delmotte, H.-O. Pörtner, D.C. Roberts, P. Zhai, R. Slade, S. Connors, R. van Diemen, M. Ferrat, E. Haughey, S. Luz, S. Neogi, M. Pathak, J. Petzold, J. Portugal Pereira, P. Vyas, E. Huntley, K. Kissick, M. Belkacemi, J. Malley, (eds.)].

Raj S, Roodbar S, Brinkley C and Wolfe DW. 2022. Food Security and Climate Change: Differences in Impacts and Adaptation Strategies for Rural Communities in the Global South and North. Front. Sustain. Food Syst. 5:691191.

United Nations Development Programme, climate adaptation. 2021. Bridging the digital divide will save our planet.

 

المواضيع ذات الصلة