Insight Image

توظيف الخوف عند جماعة الإخوان المسلمين

21 أغسطس 2024

توظيف الخوف عند جماعة الإخوان المسلمين

21 أغسطس 2024

 بات اعتماد المشاعر عامّة والخوف خاصة منهجًا رائجًا في العلوم السياسيّة المهتمّة بدراسة أنماط صراعات القوّة في المجال السياسيّ والديناميات الفاعلة في مسارات تشكّل المجتمعات وتحوّلاتها وفي كيفيات صناعة القرارات السياسيّة واتّخاذها، فظهر مصطلح “جيوسياسية الخوف” باعتباره يدلّ على “فنّ توظيف الخوف في توجيه الرأي العام الوطني أو الدولي لانتزاع فرص جيوسياسية مرتبطة بسياق محدّد؛ وهي كذلك استثمار لهواجس شعب مّا وحمله على قبول سياسات تحدّ من حريته وحقوقه (..) ولا شكّ أنّ هناك فوائد جيوسياسية يجنيها صنّاع السياسة من الخوف، ومن ذلك توحيد شعب مّا لمواجهة خطر قادم من عدوّ محدّد؛ وإذا لم يوجد يتمّ صناعة هذا العدوّ”[1]. وتحدّث آخرون عن ثقافة الخوف باعتبارها “محصلة عملية التخويف الذي تعتمده السلطة (وهي سلط متنوعة) في تعميم المخاوف الحقيقية أو الوهمية بين الناس وفي تضخيمها إلى الحدّ الذي يرون معه من يحميهم منها غير السلطة ذاتها”[2]، ويكتسي التخويف طابعًا استراتيجيًّا باعتباره من آليات الصراع على السلطة وتقوم استراتيجية التخويف السياسي على تحويل مصادر الخوف وبالتالي على تحويل العدوانية وينتقل الخوف من الحيّز الخاص ليكتسح الحيّز العام[3].

 وهكذا لم يعد يُنظر إلى الخوف باعتباره شعورًا إنسانيًّا وتجربة شخصية محضًا يعيشها الفرد في مواجهة ما يتهدّد حياته من ضرر أو أذى فقط، وإنّما هو أيضًا فكرة سياسيّة ويعني في هذا المضمار “شعور الناس بالخوف جرّاء الضرر الّذي يلحق برفاههم الجماعيّ (..) أو الترهيب الّذي يمارس عليهم من الحكومات أو الجماعات”[4]. وما يضفي على هذين الأمرين بعدًا سياسيًّا أكثر منه شخصيًّا هو أنّ كليهما إمّا أنّه ينبعث من المجتمع أو له عواقب عليه[5].

 ويمكن أن يلاحظ المرء أنّ للخوف باعتباره ثقافة واستراتيجية ذات أبعاد سياسية واجتماعية وأمنية حضورًا بارزًا لدى الجماعات الإسلاموية عمومًا وجماعة الإخوان المسلمين خصوصًا، وترمي هذه الدراسة إلى بيان أوجه الخوف المتعدّدة في خطابات هذه الجماعة وفي ممارساتها باعتبارها جماعة تحوّل الإسلام إلى أيديولوجيا سياسيّة ذات غايات سلطوية تسلّطية تستهدف الدولة والمجتمع، وقد استخدمت طَوال تاريخها المديد وسائل متنوّعة لتحقيق أهدافها، ومنها توظيف الخوف من أجل توجيه مشاعر الجمهور أفرادًا ومجموعات والتحكّم في توجّهاتهم والسيطرة عليهم وتطويعهم لخدمة مشروعها السياسيّ.

 وتقوم هذه الدراسة في استجلائها لمظاهر الخوف وآلياته ورهاناته لدى جماعة الإخوان المسلمين في مراحل تاريخها المتقلّبة بين المعارضة والحكم على عنصرين اثنين؛ يتناول العنصر الأوّل الخوف والتخويف في خطابات الجماعة وأدبياتها. ويتقصّى العنصر الثاني حضور الخوف والتخويف في ممارسات الجماعة.

 ويكمن الرهان العلميّ لهذه الدراسة في الكشف عن إحدى خصائص الجماعات الإسلاموية الإخوانية المتمثّلة في توظيفها للخوف والتخويف آلية من آليات صراعها مع القوى السياسيّة والاجتماعيّة في سعيها المحموم للتمكين السياسيّ والفكريّ والاجتماعيّ.

أوّلًا- الخوف في خطابات جماعة الإخوان المسلمين

 تنتشر خطابات الإخوان من خلال وسائط متعدّدة ومتنوّعة مكتوبة ومسموعة ومرئيّة، وقد أبدت الجماعة حرصًا ملحوظًا على مواكبة ما يستجدّ من تطوّرات في وسائل الاتصال والتواصل عبر مختلف محطاتها التاريخيّة كالكتب والمقالات والخطب ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية ومواقع شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعيّ، فالمسألة الاتصالية والتواصلية شكلًا ومضمونًا تحظى بقدر من الأهمية والأولوية لدى الجماعة التي كانت حريصة على الاستفادة من كلّ الوسائل والوسائط المتاحة لنشر أدبياتها الإيديولوجية وما تعتبره رسالتها الدعويّة من ناحية، ولاستقطاب الأتباع والأنصار من ناحية ثانية، وللدعاية لمشروعها أو الدعاية المضادة لمخالفيها من الحكّام أو من التيارات الإيديولوجية أو السياسية الأخرى من ناحية ثالثة. ويخترق الخوف خطابات الجماعة سواء كانت خطابات موجّهة لأنصارها أو لخصومها، ومهما يكن السياق سواء في لحظات قوّتها وعنفوانها أو في لحظات الضعف والأزمة، فالخوف يكاد يكون أحد ثوابت خطابها. وتتعدّد أشكال حضوره، فيتجلّى أحيانًا سافرًا في خطابات يكتنفها الوعيد والتحذير والتهديد بوضوح لا لبس فيه، وأحيانًا أخرى يبدو متخفّيًا في تجاويف الخطاب تحجبه براقع من ادعاءات المرونة والتهدئة والسلميّة والبحث عن المصلحة العامة ومنفعة الأمة، ولكنّها تنطوي على توظيف مبطّن للخوف، فهي خطابات تقول بشكل ضمنيّ “إذا لم تجنحوا للسلم جنحنا للعنف والقوّة” وإذا لم تقبلوا بنا قلبنا لكم ظهر المجنّ. ويظهر الخوف في خطابات الجماعة ليس فقط باعتباره تقنية لترهيب الخصوم وردعهم وتجييش الأنصار وتحفيزهم شعوريًّا للانخراط في مشروعها، بل باعتباره أيضًا محرّكًا للجماعة فهي مثلما تنتج خطابات توظّف الخوف، فإنها تنتج خطابات بدافع الخوف. ويمكن أن نرصد تجليات الخوف في مختلف وجوهه في الخطاب الإخوانيّ من خلال جملة من الأمثلة نوجز الإشارة إليها في النقاط الآتية:

  • ينهض الخطاب الإسلامويّ الإخوانيّ على رهان تشكيل هوية خاصة بالإخوان أفرادًا وجماعة، وهو رهان يؤول إلى العزلة الشعورية أي إلى عزل الجماعة عن المجتمع وخلق علاقة صدامية قائمة على العداء بين الطرفين[6]. وينطوي تشكيل هذه الهوية الإخوانية على جملة من الخصائص الإيديولوجيّة والتنظيميّة والتربويّة التي تمنح الإخوان نظامًا رمزيًّا من القيم والمعايير في حياتهم اليومية يعزز إحساسهم بالالتزام والانتماء للحركة، وتمكّن من خلق مجتمع مواز منغلق لأعضائها، وتربط بنية التنظيم القواعد بالسلوك، واللوائح بالقيم، والأعضاء بالقيادة، وقد كان لهذه القواعد دور محوري في تمكين الإخوان من الحفاظ على وحدتهم الداخلية وتجنّب التفكك[7]. وقد اعتمدت القيادة الإخوانيّة لتحقيق هذه الغاية استراتيجيّة عمادها التخويف؛ ويظهر ذلك في تخويف الأتباع وأعضاء التنظيم من عواقب عدم الالتزام بتعاليم الجماعة وواجبات الانتماء إليها وهو ما دأبت عليه منذ نشأتها الأولى على يد مؤسسها حسن البنّا الّذي توجّه في خاتمة رسالة التعاليم بهذا التحذير لكلّ إخوانيّ “فخذ نفسك بشدة بهذه التعاليم، وإلا ففي صفوف القاعدين متسع للكسالى والعابثين. وأعتقد أنك إن عملت بها وجعلتها أمل حياتك وغاية غايتك، كان جزاؤك العزة في الدنيا والخير والرضوان في الآخرة، وأنت منا ونحن منك، وإن انصرفت عنها وقعدت عن العمل لها فلا صلة بيننا وبينك، وإن تصدرت فينا المجالس وحملت أفخم الألقاب وظهرت بيننا بأكبر المظاهر، وسيحاسبك الله على قعودك أشد الحساب”[8]. ويتجلّى أيضًا في تخويفهم من مخاطر التفكّك وانفصام عرى الوحدة فدون ذلك ينفرط عقد الجماعة ويفشلوا وتذهب ريحهم، وهي المعاني التي أكّد عليها بيان “لجنة علماء جماعة الإخوان المسلمين” بتاريخ 2 ديسمبر 2021 على إثر الخلاف الداخليّ الّذي دبّ في صفوف الجماعة بين جبهة إبراهيم منير نائب المرشد العام وجبهة محمود حسين أمين عام الجماعة[9]. وتختزل الأدبيات الإخوانيّة هذه المعاني في مبدأ “حق الاختلاف وواجب وحدة الصفّ”[10]، وهو مبدأ يضمر خوف الجماعة من التفرّق والتشرذم لاسيّما في أوقات المحن والأزمات، ولذلك تحرص القيادة على تكريس قواعد البيعة والطاعة لشدّ الأتباع إليها وفرض ولائهم لها مخافة أن ينفضّوا من حولها فتفقد جندها الّذين تخوض بهم معاركها التي تدور حول السلطة والحكم.
  • يقوم الخطاب الإسلامويّ الإخوانيّ على تيمة أساسيّة مفادها تقسيم المجتمع إلى قسمين بينهما تعارض جوهريّ، هما قسم المؤمنين ويضمّ الإخوان ومن تابعهم من الأنصار والمتعاطفين إيديولوجيا باعتبارهم “العصبة المؤمنة”، وقسم الكفّار ويضمّ كلّ من ناوأهم وخالف أفكارهم وتصوّراتهم الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. وتكمن وراء هذا التقسيم الحدّي استراتيجيّة قائمة على تخويف “الإخوان المؤمنين” من الكفّار المخالفين الّذين يُصَوّرون باعتبارهم أعداء لا للجماعة ككتلة بشريّة فحسب، بل للدين باعتباره منظومة حياة شاملة. ولأنّ من آكد مهامّ العصبة المؤمنة حراسة الدين وحمايته من كلّ ما قد يهدّده من مخاطر الانحراف والزيغ التي تحيق به من أعداء الداخل والخارج، فإنّ القيادة الإخوانيّة تتوخّى خطّة تثير في الأتباع مشاعر الخوف على “دينهم” كما وقع تمثيله لهم والسخط والغضب على أعدائهم المتربّصين به، ولكي تنجح خطّتها عملت هذه القيادة على تكريس تبعيّة الأنصار وإلغاء دور العقل والتفكير ما جعل منهم كتلة قائمة على التعصّب لمنهجهم والتحيّز لأفكارهم. ولعلّ الخوف من تأثير الأفكار المخالفة عليهم هو ما يحرّك القيادة، فتجد خطاب دعاتهم يحذّر من فتنتها فيصمونها بالبدعة والفجور والفسق والكفر. وهكذا يظهر الخوف في هذا المضمار باعتباره ذا وجهين متداخلين تداخلًا وثيقًا؛ وجه يلوح فيه الخوف من الآخر سواء كان نظامًا حاكمًا وهو خوف من سطوته أو كان تيارات إيديولوجية وسياسية وهو خوف من أفكارها المناوئة ومزاحمتها لها أو كان آخر حضاريًّا وهو خوف من جاذبيّة قيمه ونظمه المعولمة[11]. ووجه آخر هو الخوف على الأتباع والأنصار أن تفتّ من عضدهم وتشتّت جماعتهم سطوة الحكّام بسبب اختيارات قياداتهم الدخول في الصدامات معهم على الحكم والسلطة، وأن تفتنهم أطروحات الآخرين وبخاصة تلك التي تدور حول القيم الحديثة من حرية ومساواة وحقوق إنسان فتزعزع ثقتهم بما يحملونه من مبادئ وأفكار عمِل دعاة الجماعة على غرسها فيهم باعتبارها حقائق أصلها ثابت وتعكس إرادة الله في الأرض، وما سواها غارق في الجاهليّة تلك التي عرّفها سيد قطب بكونها ليست “فترة من الزمان إنّما هي حالة من الحالات التي تتكرّر كلّما انحرف المجتمع عن نهج الإسلام”[12]، وينطوي هذا المفهوم على شحنة تخويفيّة هائلة موجّهة إلى الآخر المخالف من الدائرة الإسلاميّة لوصمه وإفراده خارج الملّة وضمّه إلى صفوف الأعداء، وإلى من يسمّيهم “الطليعة المسلمة” حتى يحفّزها لتضطلع بمهمّتها المقدسة في التصدّي للمؤامرة ضدّ الإسلام، و”إحلال التصوّرات الإسلاميّة والتقاليد الإسلاميّة مكان هذه الجاهليّة”[13].
  • يحضر الخوف ضمنيًّا في خطابات دعاة الإسلاموية الإخوانيّة المشحونة بمعاني المؤامرة والمظلوميّة لدغدغة مشاعر العوام، فغالبًا ما تقدّم الجماعة نفسها باعتبارها مستهدفة من أعداء الداخل والخارج الّذين يحيكون المؤامرات لمحاصرتها والقضاء عليها، وتلجأ إلى خطاب المظلوميّة لحثّ أفرادها على الصبر على ما يصيبهم من ابتلاء، وتستثمر في صورة الضحية التي تعاني وتتكبّد الأهوال إذ تبدو المحنة جزءًا من خطّة الجماعة ومرحلة لا بدّ منها في طريق “النصر”[14]. فالخوف هنا شعور دفين متمكّن، وهو خوف من أن ينكشف تهافت خطابهم وأن تتهاوى في أعين الأتباع صورة الجماعة القويّة والطائفة المنصورة الممثّلة للدين الحقّ وصاحبة الحجّة الدامغة في مواجهة الخصوم. ويتحوّل خوف القادة إلى تخويف للأتباع من أن تنطلي عليهم مؤامرات الأعداء وأن يضعفوا ويستكينوا لما يكابدون من مظالم فينزل عليهم العقاب الإلهي فيحرمهم الله من نصره على خصومهم ومن أن يمكنّهم في الأرض.

وفي الجملة فإنّ الخطابات الإخوانية –بما هي خطابات دعائيّة تقوم أسلوبيًّا على التحريض والترغيب والتحذير والتهديد، وتخاطب في الجمهور مشاعرهم وتروم تجييشهم وتعامل الآخر باعتباره عدوًّا متآمرًا لا على الجماعة بل على الإسلام– فإنّها خطابات تستحضر الخوف تصريحًا أو تلميحًا، وتعتمد التخويف الموجّه للأتباع كما للخصوم استراتيجيّة لتحقيق جملة من الأهداف نوجزها في الآتي:

  • المحافظة على وحدة الجماعة وتماسكها التنظيميّ بضمان ولاء الأتباع للقيادة والْتفافهم حول خياراتها وقراراتها مهما كانت متقلّبة، فالخوف كحالة شعورية ذات طابع انفعاليّ حين يسري بين الأفراد والمجموعات يفقدهم القدرة على التفكير العقلانيّ والتمييز السليم بين المواقف بله القدرة على النقد والمراجعة، فيقودهم هذا العمى الإدراكيّ المبنيّ على الخوف إلى حالة من الانضباط القطيعيّ لسلطة الزعيم. وقد ظهر ذلك بوضوح في تجربة حكم التنظيمات الإخوانيّة، ففي تونس على سبيل المثال كان راشد الغنوشي المتحكّم الرئيسيّ في القرارات داخل حركة النهضة سواء تعلّقت بالتسيير الداخلي للحركة أو بدورها في مؤسسات الحكم أو بتحالفاتها مع غيرها من الأحزاب[15]، وكان التخويف آلية بارزة من الآليات التي سخّرها الغنوشي ليمارس هيمنة مطلقة عليهم، وتحضر في تهميش أصوات المعارضين لسياسته ودفعهم للاستقالة أو رفع عصا الاستبعاد والطرد كما هو الحال مع حمادي الجبالي وعبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكيّ وعبد الفتاح مورو على سبيل المثال لا الحصر، أو في تهديدهم بالعودة إلى عهد القمع والسرية لإسكات صوت من احتجّ على سياسة التوافق التي اتّبعها في إطار اتّفاق ثنائيّ مع الباجي قائد السبسي في أواخر 2013، وهو اتّفاق دافعه الخوف الّذي انتاب الحركة بعد إنهاء حكم الإخوان في مصر في صيف تلك السنة[16].
  • درء مخاطر الخصوم بتصويرهم أعداء لا للإخوان كتنظيم وأطروحات إيديولوجيّة فقط، وإنّما للإسلام كدين ومنظومة قيميّة يقدّم حلولًا لمشاكل المسلمين والبشريّة جمعاء. فيهدف التخويف إلى وصم الخصوم وحشرهم في زاوية الدفاع عن النفس وتجنّب الدخول في المصادمات مع الجماعة لاسيّما الخصوم الّذين هم في وضع هشاشة كالفنانين والأدباء والمثقّفين، وقد يفضي التخويف إلى أن تتبنّى الأنظمة الحاكمة أطروحات الإخوان في إطار سياسة سحب البساط منهم وهو ما يؤول في نهاية المطاف إلى تهيئة الأرضيّة الملائمة لنشر أفكارهم والترويج لصلاحية أدبياتهم باعتبارها منسجمة مع سياسات النظام الحاكم وتوجّهاته ونابعة من البيئة الثقافية والذهنيّة والتربويّة السائدة، وهو من العوامل التي تفسّر في رأينا انبعاث تلك الجماعة في كلّ مرّة تنحسر فيها قوّتها، من ذلك مثلًا إقرار الشريعة مصدرًا أساسيًّا للتشريع في الدستور المصري منذ عهد الرئيس أنور السادات في عام 1971، وإنشاء المجلس الإسلامي الأعلى في تونس في عهد الرئيس زين العابدين بن علي في عام 1989.
  • الخوف مورد مهمّ لضمان استمراريّة حياة الجماعة ومبرّر لصلاحية رؤاها وأطروحاتها، فهو يولّد الحاجة إلى التمسّك بالانتماء إليها باعتبارها الحصن المانع من الاندثار والحبل المتين الّذي يربط لا بين أعضائها فحسب، بل بينهم وبين الله إذ يرتبط الخوف ههنا بثنائية الثواب والعقاب الإلهيين. فشعور الخوف عند الإخوانيّ ليس مرتبطًا بحسابات المصالح الدنيويّة فقط، بل هو متّصل بالصورة التي يتوهّمها عن نفسه باعتباره ممثّل الإسلام وحارسه الأمين فيدفعه الخوف من عقاب الله إلى أن يسعى إلى فرض ما يعتبره الدين الصحيح وأن يحميه من الانحرافات والتشويهات ويحارب أعداءه المتربّصين به بإثارة الخوف في قلوبهم، ولم يقف ذلك عند حدود الخطاب والكلام المجرّد، بل كرّس الإخوان ذلك في ممارساتهم.

ثانيًا- الخوف في ممارسات جماعة الإخوان المسلمين

 لم يكن شعار الجماعة مجرّد هويّة بصريّة، فالمصحف الّذي يتوسّط السيفين المتقاطعين وعبارة “وأعدّوا” المقتبسة من الآية “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” (الأنفال 8/60) ليس “سوى دعوة للعنف والقتال”[17]، فهو شعار يحدّد أنّ طبيعة العلاقة مع الآخر المختلف هي الخصومة والصراع، ووجود السيفين فيه هو للدلالة على أنّ أحدهما لمحاربة أعداء الخارج والثاني لمحاربة أعداء الداخل، وأما كلمة “تُرهبون” في الآية ذاتِها فقد عبّر المرشد الأسبق للجماعة مصطفى مشهور عن فهم الحزب لها بقوله: “إن لفظ الإرهاب هو من ألفاظ القرآن الكريم وهو عقيدة إسلامية خالصة ليس هو فقط، ولكن أيضًا لفظ الرعب فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب ويجب أن لا ننهزم نفسيًّا من اتهامنا بالإرهاب نعم نحن إرهابيون”[18]. ولم تتخلّ الجماعة عن هذا الشعار وما يختزنه من دلالات في جميع الأطوار التي مرّت بها، وتمسّكت به بالرغم من مزاعم المراجعات، وذلك ما يدلّ على أنّها ماتزال وفيّة لمنطلقاتها ومبادئها التي وضعها المؤسّسون منذ ما يناهز قرنًا من الزمان.

ولتجسيد هذا الشعار ودلالاته على أرض الواقع عمدت جماعة الإخوان ومنذ مرحلة مبكّرة إلى تكوين جهاز خاصّ ذي طابع سرّي يمثّل الجناح المسلّح للتنظيم. ويكون الانضمام إلى هذا النّظام بالبيعة باستعمال المصحف والمسدّس وتحت شعار الجهاد والموت في سبيل الله وقد تكوّن مع نشأة الجماعة معبّرًا عن نهجها العدوانيّ[19]، ويحتكم هذا الجهاز إلى التعاليم التي تركها المرشد المؤسّس حسن البنّا الّذي يقول في إحدى خطبه الموجّهة للنّظام الخاصّ التّابع لجماعة الإخوان: “في الوقت الذي يكون فيه منكم معشر المسلمين ثلاثمائة كتيبة قد جهّزت نفسها روحيًّا بالإيمان والعقيدة، وفكريًّا بالعلم والثقافـة، وجـسميًّا بالتدريب والرياضة.. في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجاج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزوَ بكم كلّ عنيد جبّار، فإنّني فاعل إن شاء الله”[20]. ويعلّق علي عشماوي على ذلك بقوله “في هذا التصريح الكثير من النوايا العلانيّة، ومن الواضح أنّها لم تكن ضدّ الاستعمار كما يدّعون، ولكن كان هذا التهديد للحكومات والهيئات وكلّ من يختلف مع الإخوان في الرأي أو الفكر أو الاتّجاه”[21]. ولعلّ من أهمّ ما كشفه عشماوي اعتماد حركة الإخوان على جهاز مخابرات؛ إذ يقول: “يولع الإخوان دائمًا بجمع المعلومات والتجسّس على الآخرين، وهم يفخرون دائمًا بأنّ لديهم جهاز مخابرات قادرًا على جمع وتحليل المعلومات، فهم يتجسّسون على كلّ شيء، على الأحزاب والهيئات، والحكومات، بل على الأجهزة، وكلّ فرد في موقعه جاسوس لحساب الجماعة، فكلّ موظف وكلّ عامل يرسل باستمرار بأسرار وظيفته أو عمله إلى قيادة الجماعة، بل كلّ ضابط وكلّ شرطيّ يقوم بنفس العمل لحساب قيادته داخل الجماعة”[22]. ولهذا الجهاز سجلّ حافل بالعنف والاغتيالات الموجّهة نحو الخصوم والمخالفين فضلًا عن كونه كان المحضن الذي انسلّت منه سائر جماعات العنف والإرهاب إلى اليوم[23]، بل ونحو تصفية بعض القيادات الإخوانيّة أيضًا في إطار صراع الزعامة بين قادتها كما هو الحال عند اغتيال السيد فايز في 21 نوفمبر 1953 الّذي دبّره عبد الرحمن السندي قائد النظام الخاصّ حينها في إطار الصراع بينه وبين حسن الهضيبي مرشد الجماعة الثاني[24].

ويمكن أن نرصد حضور الخوف والتخويف في الممارسات الإخوانيّة وبخاصّة تلك التي قام بها الجهاز الخاص السرّي من خلال النقاط الآتية:

  • يتجلّى الخوف والتخويف في الطقوس التي تكتنف البيعة التي يؤدّيها العضو الذي ينضمّ إلى النظام الخاصّ. وينقل محمود الصبّاغ تلك الطقوس كما يلي: “تبدأ البیعة بأن یقوم الأخ الجالس في المواجھة لیتلقاھا نیابة عن المرشد العام بتذكیر القادم للبیعة بآیات االله التي تحض على القتال في سبیله وتجعله فرض عین على كل مسلم ومسلمة، وتبین له الظروف التي تضطرنا إلى أن نجعل تكویننا سریًّا في ھذه المرحلة، مع بیان شرعیة ھذه الظروف “استعینوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، ثم یذكره بأنه ما دام قد قدم مؤمنًا بفرضیة الجھاد في سبیل االله عازمًا على العمل في صفوف المجاھدین، فإننا نأخذ البیعة على الجھاد في سبیل االله حتى ینتصر الإسلام أو نھلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة، ثم یخرج من جانبه مسدسًا، ویطلب للمبایع أن یتحسسه وأن یتحسس المصحف الشریف الذي یبایع علیه، ثم یقول له فإن خنت العھد أو أفشیت السر فسوف یؤدي ذلك إلى إخلاء سبیل الجماعة منك، ویكون مأواك جھنم وبئس المصیر. فإذا قبل العضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضوًا في الجیش الإسلامي والتعھد بالسمع والطاعة”[25]. فالحرص على الطابع السرّي للجهاز يشي بشعور الخوف من انكشاف زيف الادعاءات بالدعوة السلمية الّذي يسيطر على الجماعة، كما أنّ علاقة المبايع بالقيادة قائمة على التخويف من عواقب الخيانة وإفشاء السرّ، وللتخويف هنا وجهان ووسيلتان؛ فالمسدّس مثلما هو موجّه لإرهاب أعداء الجماعة فهو موجّه لترهيب المبايع نفسه إذا ما خان العهد وهو رمز للمصير الدنيويّ الّذي ينتظره في هذه الحالة، والمصحف الّذي يقسم عليه هو رمز للتخويف من المصير الأخرويّ إذا ما أخلت الجماعة سبيلها منه وهو كما ورد صريحًا في الشاهد “مأواك جهنّم وبئس المصير”.
  • يحضر الخوف بطريقة ناعمة خفيّة من خلال المهمّة الاستخباراتيّة الموكلة إلى الجهاز السرّي الخاصّ، فهذه المهمّة التي تكمن كما بيّن علي عشماوي في التجسّس على الآخرين أفرادًا وهيئات وحكومات وأجهزة وجمع المعلومات عنها وتحليلها تجعل المجتمع والدولة خاضعين لرقابة الجماعة. وقد استغلّت بعض الجماعات الإخوانيّة صعودها إلى دفّة السلطة في مرحلة ما سمّي الربيع العربيّ لتنتهج هذا السبيل في إدارتها لشؤون الحكم حتى بات جهازها السري “دولة داخل الدولة” لاسيّما في قدراته على المراقبة والتجسّس[26]، وهو ما يشيع مناخًا من الخوف والرهبة خصوصًا في صفوف الفئات الاجتماعيّة الهشّة ما يجعلها تفقد الإحساس بالأمان والطمأنينة، فمن يملك القدرة على المراقبة يملك القدرة على العقاب لاسيّما في الظروف التي اكتنفت هذه المرحلة التاريخيّة التي اتّسمت بضعف مؤسّسات الدولة وأجهزتها وسعي الإخوان إلى إحكام قبضتهم عليها وتسخيرها لخدمة مشروعهم الإيديولوجيّ. فالخوف في هذا المضمار تقنية نفسيّة للتلاعب بالمشاعر والعقول، وينطوي رهانها على إخضاعها لسيطرة الدعاية الإخوانيّة بكون قوّة الجماعة تفوق الجميع بما فيها قوّة الدولة، وبأنه لا فكاك لهم إلاّ بالتسليم لهيمنتها الإيديولوجيّة والسياسيّة.
  • لم تكتف الجماعة باعتماد تقنية التخويف وهي جماعة معارضة فحسب، بل إنّها عندما أتيحت لها فرصة اعتلاء سدّة السلطة في مرحلة ما يسمّى الربيع العربيّ لجأت إلى التخويف كأداة من أدوات الحكم لإرهاب معارضيها وحشر خصومها في الزاوية حتى يتسنّى لها تمرير مشروعها في التمكين بمختلف وجوهه السياسيّة والاجتماعيّة والمحافظة على استمرار هيمنتها على مؤسسات الدولة، وكثيرًا ما استندت في ذلك على جهازها السرّي وعلى تحالفها مع القوى الإسلاموية الأخرى السلفيّة والجهادية. ومن أمثلة ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أن إخوان مصر عمدوا إبّان فترة حكم محمد مرسي إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا وتعريض قضاتها لضغوط نفسية ومادية لمنعها من النظر في الدعوى المقدمة لها بحلّ الجمعية الدستورية ومجلس الشورى في ديسمبر 2012 وقد اعتبرت المحكمة في بيان أصدرته جينها ذلك “اغتيالًا معنويًّا لقضاتها”[27]، وفي صيف 2013 وبعد الإطاحة بالرئيس مرسي تصاعدت تهديداتهم للدولة والمجتمع لفرض عودتهم للحكم[28]. وأمّا إخوان تونس فمارسوا ألوانًا من التخويف والترهيب، كتهديد القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري لنقابيّ أمنيّ بأنّ لديهم مائة ألف انتحاري[29]، وتساهل الحركة وهي في الحكم مع الجماعات السلفية والجهادية الذي أدّى إلى تهيئة مناخ ملائم لها لممارسة العنف ضدّ الخصوم بلغ مداه باغتيال شخصيتين سياسيتين معارضتين هما شكري بلعيد في 6 فبراير 2013 ومحمد البراهمي في 25 يونيو 2013 عدا العمليات المسلحة ضدّ قوى الأمن والجيش، فضلًا عن استهداف الفنانين والمثقفين والصحفيين[30].
  • يبلغ الخوف منتهاه في أعمال العنف التي ترتكبها الجماعة، وللخوف في هذا المستوى وجهان متداخلان؛ وجه داخليّ يخصّ الجماعة نفسَها ككيان، ووجه خارجيّ يكمن في تخويف الخصوم. ففي الوجه الأوّل فإنّ العنف الّذي تمارسه الجماعة يعكس حالة الخوف الدفين التي تسيطر عليها لسببين؛ يتمثّل أوّلهما في الفشل الّذي تكابده جرّاء إخفاقها في الهيمنة الإيديولوجيّة على المجتمع وهو ما يجعلها تشعر بكونها جسمًا غريبًا وهامشيًّا لم يتمكّن من أن يفرض رؤيته وتصوّراته بشكل كلّي على الفئات الاجتماعيّة المختلفة، فتلجأ إلى العنف لمواجهة إحساس الخوف بالانحسار والاندثار. ويكمن السبب الثاني في كون العنف هو وسيلة الجماعة في صراعها ضدّ الدولة للوصول إلى السلطة، وفي إطار هذا الصراع واجهت الجماعة الملاحقات الأمنية والقضائية، وهو ما ولّد لديها الشعور بالخوف من التفكّك والتفرّق. وهكذا كان العنف في الحالتين تعبيرًا عن المشاعر الداخليّة بالخوف التي تشقّ صفوف الجماعة ووسيلة لتجاوز هذه المشاعر للحفاظ على وحدة الجماعة وتماسكها. وأمّا في الوجه الثاني فيظهر التخويف بالعنف باعتباره استراتيجيّة مقصودة لذاتها تتوخّى بها الجماعة ترهيب الخصوم وإثارة الرعب فيهم وإيصال رسالة مفادها أنّها قويّة ومصمّمة على تحقيق غاياتها ولن تسمح لهم بأن يقفوا عقبة أمامها. وهنا يبدو التخويف جزءًا من صناعة الصورة لدى جماعة الإخوان، وهي صورة لها غايات دعائية للإيهام بالقوّة وإرهاب الآخرين.

الخاتمة

حاولت هذه الدراسة أن تكشف عن بعد من أبعاد الجماعة الإسلاموية الإخوانية من خلال تحليل خطاباتها وتتبّع ممارساتها، وهو البعد الكامن في الخوف والتخويف الّذي يراوح بين الخفاء والتجلّي وبين التلميح والتصريح، فيبدو حينًا في شكل ناعم وأحيانًا كثيرة في شكل فجّ، وفي الحالتين يظهر حقيقة الجماعة باعتبارها جماعة تقوم من حيث بنيتها العقائدية والتنظيميّة على العنف والترهيب خطابًا وممارسة.

لقد بدا الخوف لدى جماعة الإخوان ذا وجوه متعدّدة أبرزها وجهان؛ وجه داخليّ متأصّل في كيان الجماعة؛ فهو خوف على وحدة الجماعة من الانقسامات والانشقاقات التي لم تسلم منها عبر تاريخها، وخوف على الأتباع من “فتنة” الأفكار والتيارات المخالفة، وخوف من الإخفاقات والانحسار والاندثار بحكم أنّها جماعة مارقة عن النسيج الاجتماعيّ وتسبح ضدّ التيّار العام السائد في المجتمع. ووجه خارجيّ يقوم أساسًا على تخويف الآخر وبثّ الرعب فيه من أجل الهيمنة والسيطرة.

ولعلّ أهمّ ما نخلص إليه هو أنّ الخوف لم يكن مجرّد شعور إنسانيّ لدى الإخوان، بل كان جزءًا من استراتيجيّتهم له بعدان مزدوجان دفاعيّ وهجوميّ؛ يوظّفونه داخلهم للحفاظ على تماسكهم والتفاف الأتباع حول القيادة ويستعملونه كأداة من أدوات الحكم في تجربة السلطة بعد الربيع العربيّ، ويسخّرونه وسيلة في معادلة الصراع مع الخصوم لترهيبهم بغية الهيمنة على الفضاء العامّ. 


[1] خالد ميار الإدريسي، “جيوسياسية الخوف”.. فنّ توظيف الخوف لتحقيق المكاسب السياسية، منشور بموقع عروبة 22 بتاريخ 30 تشرين الثاني 2023 على الرابط: https://bit.ly/3voEw8K

[2] الطاهر لبيب، من الخوف إلى التخويف.. مساهمة في تعريف ثقافة الخوف، المستقبل العربي، العدد 330، (8/2006)، ص 13.

[3] المرجع السابق، ص 14.

[4] Robin. C (2004), Fear The History of a Political Idea. Oxford university press, p.2.

[5]Ibid, p.2.

[6] نادر الحمامي، دعاة الإسلام السياسي وتوظيف التاريخ، في: الإسلاميون والعلوم الاجتماعية، مركز المسبار للدراسات والبحوث، الكتاب 157، يناير 2020، ص 19.

[7] محمد فريد عزّي، الإخوان المسلمون.. صناعة هوية انفصالية، منشور بتاريخ 23 مارس 2021، على الرابط:

https://bit.ly/492I5zm

[8] حسن البنا، رسالة التعاليم، على الرابط: https://bit.ly/3VybMVW

[9] راجع بيان لجنة علماء الإخوان المسلمين منشورًا على الرابط: https://bit.ly/3TOcT2j

[10] انظر هذا المبدأ عند راشد الغنوشي في كتابه: من تجربة الحركة الإسلامية (لندن: المركز المغاربي للبحوث والترجمة، 2001)، ص 213-226.

[11] يرى دعاة الإسلاموية عمومًا والإخوانيّة خصوصًا أنّ الحكّام والباحثين والعلماء والكتاب والصحفيين فقدوا حقّهم في أن يطلق عليهم اسم “المسلمون” حيث انضمّوا إلى صفوف العدوّ من خلال تبنّي قوانينه وطريقته في الحياة. انظر: يوسف الشويري، الأصوليّة الإسلامية حركات الإحياء والإصلاح والتطرّف (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط 2، 2020)، ص 125.

[12] سيّد قطب، معالم في الطريق (بيروت/القاهرة: دار الشروق، ط 6، 1979)، ص 167.

[13] المصدر السابق، ص 161.

[14] راشد الغنوشي، من تجربة الحركة الإسلامية في تونس، مصدر سابق، ص 215-216.

[15] عرضنا أمثلة تفصيليّة على ذلك في دراستنا: الغنوشي والإسلام السياسي في تونس.. بحث في التباسات المسيرة وأسئلة المصير، اتّجاهات حول الإسلام السياسي، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، العدد 17، سبتمبر 2023، ص 17-23.

[16] خديجة محسن فينان، تونس: هل انتهى التوافق التاريخيّ مع الإسلامويين؟، منشور بتاريخ 31 أكتوبر 2018، على الرابط: https://bit.ly/4cqWKHt

[17] زليخة أبو ريشة، شعار الإخوان.. حروب ودماء، منشور على موقع الغد بتاريخ 2 كانون الأول 2013 على الرابط:

https://bit.ly/4aoaPU8

[18] عماد بوظو، أحزاب محنّطة، “الإخوان المسلمين” مثالًا، منشور على موقع أصوات مغاربية بتاريخ 9 فبراير 2019، على الرابط: https://bit.ly/4alFzpr

 [19] محمود الصباغ، حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين، ص 64. على الرابط:

https://bit.ly/4995pv8

[20] حسن البنّا، رسالة المؤتمر الخامس، على الرابط: https://bit.ly/43ugJRC

[21] علي عشماوي، التاريخ السريّ لجماعة الإخوان المسلمين، (مصر: مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائيّة، ط 2، 2006)، ص 33.

[22] المصدر السابق، ص 76.

[23] راجع: الإخوان والعنف.. الفكرة والتطبيق والتبرير، تقرير منشور على موقع سكاي نيوز عربية بتاريخ 17 يناير 2019 على الرابط: https://bit.ly/3wXljeH

[24] راجع حادث الاغتيال وملابساته في: عبد الحليم محمود، الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ، ص 69-70. نسخة إلكترونية على الرابط: https://bit.ly/4anJPnS

[25] المصدر السابق، ص 63-64.

[26] ولعلّ جهاز حركة النهضة السري أبرز مثال على ذلك إذ يتكوّن حسب بعض التقارير من 21 ألف عنصر تغلغلوا في مختلف الإدارات الحكومية ويمتلك أجهزة تنصّت تفوق قدرات الجيش والأمن. راجع تقريرًا بعنوان: وثائق تكشف جهاز “النهضة” السري بتونس.. دولة داخل الدولة، منشور على موقع العربية بتاريخ 29 يناير 2021، على الرابط:

 https://bit.ly/3TWwlKx

[27] المحكمة الدستورية العليا تعلق أعمالها لأجل غير مسمى بسبب “ضغوط” الإسلاميين، تقرير منشور بتاريخ 2 ديسمبر 2012 على موقع فرنسا 24 على الرابط: https://bit.ly/3TDDCNY

[28] البلتاجي يعترف ضمنيًّا بضلوع الإخوان في أحداث سيناء، تقرير منشور بتاريخ 8 يونيو 2013 على موقع قناة العربية على الرابط: https://bit.ly/4a75mS3

[29] البحيري لوليد زروق: ”إذا أنتم 50 ألف أمني نحن لدينا 100 ألف انتحاري”، منشور بتاريخ 22 أكتوبر 2013 بموقع أرابسك على الرابط: https://bit.ly/4as4MOw

[30] يمكن الاطلاع على أهمّ أحداث العنف التي شهدتها تونس منذ أواخر سنة 2011 إلى حدود سنة 2016 في: عميرة علية الصغير، الإرهاب في تونس الآباء والأبناء.. دراسة في أسانيد الإرهاب وواقعه (تونس: 2016)، ص 40-60.

المواضيع ذات الصلة