مقدمة
شهدت جماعة الإخوان المسلمين، على مدار العقد الماضي، تحولات مفصلية على مستوى التنظيم والحركة، تأثراً بالأزمات غير المسبوقة المتعاقبة عليها، أنتجت بدورها عدداً من المسارات “الاضطرارية”، بعيداً عن الأطر التقليدية للجماعة، ودفعت إلى تنامي نشاط كيانات ومجموعات وفروع تنظيمية، لم تكن ذات حضور بارز في السابق، أبرزها “قسم الأخوات”، وذلك بهدف ملء الفراغات ولعب دور البديل من ناحية، وتحقيق مظهر التكامل والتماسك في ظل وضع مرتبك على المستوى الداخلي، عززته حالة الصراع المحتدم بين قيادات الجماعة، من ناحية أخرى، لكنه لم يعكس تحول أيديولوجي حقيقي في التعاطي مع المفاهيم الخاصة بالمرأة.
وبرز دور “الأخوات” في التنظيم بالتوازي مع حالة الصعود السياسي المفاجئ للحركة في أعقاب عام 2011، لأسباب اقتضتها ضرورة المشاركة السياسية، والظهور أمام المجتمع الدولي كـ “حزب حاكم” في مصر، وليس كتنظيم سري، ولكن سرعان ما حدثت حالة التهاوي والسقوط، خلال عام واحد، الأمر الذي كان مفاجئاً للتنظيم الذي لم تكن لديه استراتيجية خاصة لمعالجة “تداعيات السقوط”، لتبدأ مرحلة مختلفة لنشاط المرأة التنظيمي فيما بعد عام2013 1.
وتكشفت ضمن التحولات التاريخية في مسار العمل التنظيمي لجماعة الإخوان، أدوار جديدة للمرأة، التي انطلقت من مساحتها التاريخية القاصرة على المشاركة السياسية (على استحياء)، إلى توظيفها من جانب التنظيم كذراع فاعلة في مجال العمل النوعي والضلوع بتنفيذ عمليات تتعلق بالتخابر مع بعض الأجهزة وقيادة وتنفيذ عمليات بين الداخل والخارج.
وقد عززت حالة الصراع المحتدم داخل الإخوان وما نتج عنها من ترهل تنظيمي وفقدان جزئي للسيطرة على زمام الأمور داخل التنظيم من جانب القيادة، والتنافس بين جبهتي محمود حسين في إسطنبول وإبراهيم منير في لندن على جذب تأييد “الأخوات”، داخل الجماعة لكل جبهة، من وضع المرأة الإخوانية، وهو ما انعكس جلياً في إعلان القيادية الإخوانية الشيماء مرسي نجلة محمد مرسي تأييدها لجبهة محمود حسين على حساب جبهة إبراهيم منير2.
ويبقى الملمح الأهم في قراءة التحولات الخاصة بالمرأة داخل التنظيم على مدار الأعوام العشرة الماضية، متعلق بالدور الذي لعبته القيادات النسائية في العمليات الإرهابية التي أعقبت عام 2013، وكذلك “القفزة الحركية” للنشاط النسائي، الذي لم يسجل في ذاكرة التنظيم على مدار نحو 90 عاماً سوى بضعة أسماء لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ربما أشهرهم زينب الغزالي وحميدة قطب 3.
وفي هذا السياق، تسعى هذه الورقة لتسليط الضوء على التحولات الخاصة بالمرأة الإخوانية على مستوى الفكر والحركة، على مدار العشرة أعوام الأخيرة، والإجابة عن بعض التساؤلات المرتبطة بها، أهمها: كيف اضطرت الجماعة إلى توظيف المرأة كذراع حركية لتعويض الخسائر التنظيمية التي لحقت بها داخل مصر بعد إلقاء القبض على عدد كبير من القيادات وهروب معظمهم للخارج؟ وهل أجبرت الأزمة الراهنة جماعة الإخوان على تغيير أدبياتها الخاصة بالتعامل مع المرأة، التي استندت أصلاً إلى بناءات شرعية خاصة بتفسيرات قياداته للإسلام؟ وما مستقبل الدور النسائي داخل التنظيم في ضوء المسارات الحاكمة لمستقبل الجماعة؟
أولاً: توظيف “الأخوات” في جماعة الإخوان المسلمين:
على الرغم من محاولات توظيف المرأة في عدد كبير من الخطابات السياسية الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنّا، وعلى مدار مراحل مختلفة من تاريخها، كأداة لجذب القواعد على المستوى الداخلي، أو بغرض ترسيخ مفهوم غلب عليه التناقض الحاد، حول الجماعة ذات الأيديولوجيا الإسلامية المتسمة بالاعتدال والوسطية في التعامل مع الملفات الخاصة بالمرأة والأقباط على سبيل المثال، كرسائل للمجتمع الدولي وخصوصاً الغرب، فإن الدور الذي لعبته المرأة داخل التنظيم ظل مرتبطاً بالتقسيم البيولوجي للأدوار، والأطر الشرعية التي وضعتها قيادات التنظيم، كمحدد لهذا الدور الذي ظل قاصراً، بشكل شبه كلي، على الواجبات الأسرية والتربية 4.
وبشكل صارم حددت لائحة الجماعة الداخلية دور المرأة، حسب أيديولوجيتها، في “المساهمة في صياغة الشخصية الإسلامية من خلال التربية الأسرية، والدروس الدعوية، والعمل على بناء وحدة البيت المسلم، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية وحل المشكلات في محيط العائلة الإخوانية”، ولم تسمح الجماعة منذ نشأتها بتمكين المرأة أو التعامل معها باعتبارها عنصراً فعالاً، بل إنها منعت عنها المناصب كلها، وخاصة القيادية، التي تقع على قمة الهرم التنظيمي، مثل: عضوية مكتب الإرشاد المكون من 16 عضواً، وعضوية مجلس الشورى العام المكون من 114 عضواً، جميعهم من الرجال5.
وبالنظر إلى تاريخ مشاركة المرأة في العمل التنظيمي، يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل أساسية، وفق ما تناولته الكتابات الخاصة بتاريخ جماعة الإخوان التي ألقت الضوء على التفاعلات الداخلية الخاصة بها.
المرحلة الأولى: تزامنت هذه المرحلة مع تاريخ تأسيس الجماعة عام 1928، والفترة التي أعقبته، وما شهدته من حالة حراك وتوسع اعتمدت خلاله على المرأة كعنصر فاعل في عملية التواصل مع المجتمع المصري والتأثير فيه، وتجنيد الأعضاء الجدد، حيث أنشأ حسن البنّا في عام 1933 قسم الأخوات المسلمات وكانت تسمى “فرقة الأخوات”، وكانت على نطاق محدود، وتحت إشرافه مباشرة، وكافأها بمهام اقتصرت على تثقيف نساء الإخوان، وتحقيق قدر من التقارب الاجتماعي بينهن، ولعل أبرز الوجوه النسائية في تلك المرحلة، وفي تاريخ الجماعة بوجه عام، هي زينب الغزالي التي قادت إلى جانب حميدة قطب شقيقة سيد قطب، مهمة تأسيس التنظيم النسائي، وكانت الغزالي قد أسست جمعية النساء المسلمات في عام 1937، ورفعت شعاراً ظاهرياً للعمل الخيري لكنها شاركت في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في ذلك الوقت، كان أبرزها العملية التي عرفت إعلامياً باسم “عملية الفنية العسكرية”6. كما تم القبض عليها في قضية “تنظيم 65” الشهيرة، بتهمة المشاركة في التخطيط لاغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر وضرب القناطر الخيرية وأبراج الكهرباء والمنشآت الحيوية بهدف الاستيلاء على السلطة، بقيادة سيد قطب الأب الروحي للتنظيم، وحكم عليها بالإعدام شنقاً، إلا أن الحكم خفف للمؤبد، وظلت في السجن 6 سنوات حتى وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثم أفرج عنها في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات 7.
المرحلة الثانية: شهدت هذه المرحلة “خمولاً” للعمل النسائي داخل التنظيم، وبدأت في نهاية الستينيات وانتهت في عام2011، إذ لم تسجل المرأة داخل الجماعة حضوراً بارزاً في مجالات العمل التنظيمي باستثناء النشاط الاجتماعي، وبعض الوظائف المحدودة المرتبطة به. لكن الجماعة اضطرت في عام 2000 إلى الدفع بمرشحة لها للانتخابات البرلمانية للمرة الأولى في تاريخها، استجابة للضغوط النسائية التي دعمتها نخبة تنظيمة، بأهمية المشاركة السياسية للأخوات، ورشحت الجماعة القيادية جيهان الخلفاوي عن دائرة الرمل بالإسكندرية، على الرغم من المعارضة الشديدة من جانب قيادات مكتب الإرشاد للأمر وكان أبرز المعارضين محمود عزت، وفي انتخابات عام 2005 ورغم فوز جماعة الإخوان بنحو 88 مقعداً برلمانياً، فإن قائمة النساء التي تقدمتها في ذلك التوقيت جيهان الخلفاوي ومكارم الديري، لم تنجح، وخلت القائمة من أي تمثيل نسائي، فيما تحدثت تقارير في ذلك التوقيت بأن الجماعة لم تقدم أي دعم للمرشحات، واكتفت بالتمثيل الصوري استجابة للضرورة السياسية 8.
المرحلة الثالثة: وهي محور تركيز هذه الورقة، وتتسم بالنشاطين الحركي والتنظيمي للأخوات في أعقاب عام 2011، والمشاركة السياسية والتنظيمية التاريخية لهن سواء بين عامي 2011 و2012 حيث عملية الدعم والحشد لصعود الجماعة للحكم وحصد الأغلبية البرلمانية، أو خلال الفترة التي أعقبت السقوط بعد 30 يونيو 2013، وظهرت فيها النساء في الصفوف الأولى للتظاهرات والاعتصامات التي نفذتها الجماعة للتصعيد ضد الدولة المصرية، ثم ضلوعهن بتنفيذ عدد من العمليات المسلحة، حيث كشفت التحقيقات المصرية التي جرت في تلك الأثناء تشكيل “خلايا نسائية” للقيام بتلك المهام.
وقد اتسمت هذه المرحلة بعدد من الملامح أبرزها:
تكثيف المشاركة السياسية للأخوات بعد انخراط الجماعة في ثورة 25 يناير 2011، من خلال الاندماج ضمن مجموعات عمل، لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة آنذاك، والدفع بعدد من الكوادر النسائية على القوائم الانتخابية، وتدريب “الأخوات” في المحافظات على الممارسة السياسية وكذلك مشاركتهن في عملية الحشد الانتخابي، ورغبة في استمالة المجتمع الدولي والفئات الاجتماعية في مصر، تم تعيين عدد من السيدات في مناصب تنفيذية. وكواجهة عمل سياسية عين محمد مرسي باكينام الشرقاوي مساعدة له، بينما عينت أميمة كامل عضوة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ودينا زكريا متحدثة باسم الحزب، لكن وعلى الرغم من تلك التطورات، فإن المرأة بقيت في التنظيم، في مساحة الظل، دون تأثير يذكر، باستثناء عمليات الحشد الانتخابي 9.
المشاركة في أنشطة غير معتادة، فخلال فترة الرئيس الإخواني المعزول الراحل محمد مرسي، وبحسب ما كشفته السلطات المصرية بعد ذلك، لعبت “الأخوات” دوراً غاية في الخطورة، يتعلق بنقل معلومات من داخل المؤسسات السيادية المصرية إلى جهات أجنبية، وهي القضية المعروفة في مصر بـ “التخابر”، وكان من أبرز المتهمين فيها، القيادية الإخوانية الهاربة سندس عاصم شلبي، التي نفذت عملية نقل المعلومات للخارج، وكانت تعمل ضمن الفريق الرئاسي لمرسي منسقة لوسائل الإعلام الأجنبية والتي حكم عليها بالإعدام في عام 2015 10.
تَصَدُّر الصفوف الأولى في الاعتصامات والتظاهرات، فبعد سقوط الإخوان في عام 2013، بدأت الجماعة في الاعتماد على النساء في عملية التظاهر، وتصدرت المرأة الإخوانية للمرة الأولى حركة الاحتجاجات والاعتصامات، واستخدمت كـ”دروع بشرية”، في اعتصام رابعة، وفي معظم التظاهرات التي أعقبت عملية فض الاعتصام، وفقاً لشهادة الإخوانية المنشقة عزة عفيفي، التي أكدت أن الجماعة حرصت على استخدام النساء في التظاهرات والاعتصامات في مواجهة الأمن لكسب قدر من التعاطف 11.
-القيام بمهام مالية، مثل جمع التبرعات لرعاية أسر المحبوسين ودعم المحكوم عليهم مادياً من خلال تهريب الأموال إليهم، وجمع الاشتراكات الشهرية من أعضاء التنظيم لدعم المجموعات النوعية المنوطة بتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.
المشاركة في بث الفوضى في الشارع المصري، فمع نهاية عام 2013 أعلنت مجموعة من نساء الإخوان وفتياتهم بتوجيهات من قيادات الجماعة، رغبتهن في تأسيس رابطة تسمى “أولتراس بنات ثورية”، بهدف تنظيم فعاليات يرتدين خلالها قناع الأناركية (يرمز إلى وجود مجتمعات دون سلطة، وتعني الفوضوية واللاسلطوية)، ويشعلون الشماريخ وسط الأحياء السكنية ووسط التظاهرات التي تقوم الجماعة بها وعقب فض الاعتصامات 12 .
المشاركة في تقديم الدعم اللوجيستي للأذرع المسلحة، فقد اتهمت “خلية عائشة الشاطر”، التي كانت تضم نحو 32 سيدة إخوانية، من قِبل السلطات المصرية، بتنفيذ مخطط إخواني، قائم على محورين الأول: توفير الدعم المالي اللازم لرفع الروح المعنوية لأعضاء التنظيم، بغرض دفعهم نحو الاستمرار في حراكهم العدائي ضد المؤسسات المصرية، وكذا الحفاظ على هيكله التنظيمي ودعمه باستقطاب ذوي المحبوسين من أعضائه، والثاني؛ يستهدف إذاعة الأخبار الكاذبة عن الأوضاع الداخلية بالبلاد بغرض تحريض المواطنين على استخدام القوة والعنف ضد المؤسسات 13.
وقد برز اسم علا القرضاوي، التي تم إلقاء القبض عليها عام 2017، وأفرجت عنها السلطات المصرية عام 2021، كإحدى أبرز المتهمات بتمويل التنظيم، والمشاركة في تنفيذ مخطط أعدته الجماعة لتمويل جماعات العنف داخل مصر، وإنشاء مسارات جديدة للتدفقات النقدية المقبلة من الخارج بطرق غير شرعية، لتمويل التحركات الخاصة بعناصر العنف التابعة لجماعة الإخوان، وتمويل عملياتهم، وكشفت التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا بمصر بالقضية رقم 316 لعام 2017 حصر أمن دولة، أن علا ابنة الداعية القطري الجنسية المصري الأصل يوسف القرضاوي، كانت تتولى الدعم المباشر لعناصر الجماعة وتمويل تسليحهم 14.
ثانياً: دوافع التحول في نشاط الأخوات:
ظلت “الأخوات” في الجماعة عنصراً خاملاً خلال فترة ما بعد زينب الغزالي ، إلى أن فجّرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر مفاجأة بالتحقيق مع عدد من رموز الصف الأول من نساء الإخوان في عام 2010، لاتهامهن بتشكيل خلية نسائية بقيادة محمود عزت نائب المرشد وقتها، وحسب نص الاتهام في القضية، التي حملت رقم (202 أمن دولة عليا)، فإن “عزت والمجموعة المقبوض عليها عملوا على استقطاب عناصر نسائية، وضمهن إلى التنظيم بهدف استغلالهن في نقل التكليفات الصادرة من التنظيم الخاص، والموجهة إلى كوادر الجماعة لتلافي الرصد الأمني على غرار تنظيم زينب الغزالي”15.
وقد كانت الواقعة، بمنزلة مؤشر، لاستراتيجية جديدة اعتمدتها الجماعة في عملية توظيف النساء لأدوار جديدة تتعلق بالممارسات الإرهابية، ليتبعها في السنوات اللاحقة، عدد من الوقائع كشفت عن الدور الحقيقي الذي أُسند للمرأة، ومنذ ذلك الحين تناولت العديد من الدراسات والأبحاث الدوافع التي تقف وراء التحول الجذري في نشاط الأخوات، ويمكن استعراض أبرز هذه الدوافع فيما يلي:
1- دوافع ذاتية:
ارتبطت هذه الدوافع بالضغوط التي مارستها المرأة داخل الجماعة لتحقيق قدر من المشاركة السياسية والتفاعل في الحياة العامة، وعززت هذه الضغوط دعم عدد من قيادات الإخوان لها، خاصة أن تأسيس حزب الحرية العدالة عام 2011 قد منح النساء مساحة رحبة للتفاعل، بعيداً عن الجماعة التي ظلت مسألة المشاركة النسائية وتصعيد المرأة للمناصب القيادية فيها محكومة بأطر شرعية تتعلق بأيديولوجيتها، حيث ظلت النساء ممنوعات من أي مناصب قيادية، حتى إن قسم الأخوات كان يتولى مسؤولية إدارته أحد الرجال من القيادات 16.
وعلى الرغم من حالة الانصياع والطاعة التي غلبت على معظم النساء في الجماعة، فإن مطالبات المشاركة السياسية من جانب بعض القيادات كانت حاضرة بين الحين والآخر، وقد أسهمت تلك الضغوط في تحويل بوصلة الجماعة قليلاً والسماح لبعض قياداته بالمشاركة السياسية في فترات متعاقبة، كان أبرزها قبل عام 2011 مشاركة جيهان الحلفاوي بالانتخابات البرلمانية عام 2005.
وعقب أحداث يناير 2011، أصبح قسم “الأخوات” داخل الجماعة بمنزلة كيان كبير، ومن ثم حاولن التمرد على الأوضاع القائمة، التي تهمّش من قدرهنّ ومكانتهن، فطرحن العديد من المطالب في مقدمتها تمثيلهنّ في مكتب الإرشاد، ومكتب شورى الجماعة، والمكاتب الإدارية، ومنحهنّ حق إدارة قسم الأخوات، بعيداً عن السلطة الذكورية المتحكمة بالمشهد داخل التنظيم، وحاولت قيادات مكتب الإرشاد مواجهة هذه الموجات التمردية من خلال عقد مجموعة من المحاضرات، تحت مسمى “تصحيح الرؤية”، بهدف كبت مساعي التمرد وإجهاضها من قِبل قسم الأخوات، والتركيز على أنهنّ مجندات في حقل الدعوة، لكن الجماعة في النهاية اضطرت إلى إحداث تغييرات نهاية عام 2011، في اللائحة الداخلية لقسم “الأخوات”، تتيح زيادة تمثيلهن في الهيكل التنظيمي، عند حدود ما يعرف بـ”مكتب إداري المحافظة”، ويمثلهن فيه أحد الرجال، كحلقة وصل بينهن وبين قيادة الجماعة في نقل وجهات النظر، بعد أن كن في عزلة كاملة عن الهيكل الإداري 17.
2- دوافع نفسية:
تشير بعض التقارير التي ركزت على الطبيعة النفسية للمرأة داخل الجماعة، وأسباب خروجها عن طبيعتها الفطرية إلى ساحات العنف والمشاركة في العمليات المسلحة، إلى أن المرأة الإخوانية عانت على مدار أعوام طويلة من تهميشٍ وإذلال وسحق للهوية، كما تعرضت لعمليات “غسل مخ” ممنهجة على مدار أعوام طويلة، أنتجت أفكاراً مغلوطة عن الدين والآخر، لذلك كان المناخ مناسباً جداً في أعقاب سقوط الإخوان، لتخرج شحنات الغضب المتراكمة على مدار أعوام، في صورة أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة، وهو ما سمحت به الجماعة ووظفته لصالحها حين سمحت للنساء، وبشكل مفاجئ، بالمشاركة في التظاهرات، فظهرن في اعتصامي “رابعة “، و”النهضة”، ثم تم تكليفهن ببعض المهام المرتبطة بالعمليات النوعية، وكانت تلك المساحة بمنزلة تنفيس لهن، وتجربة واقعية لإثبات الجدارة مدفوعة بعوامل انتقامية وثأرية لدى معظمهن 18.
3- دوافع موضوعية:
ارتبطت هذه الدوافع بحالة الحراك السياسي الكبير في مصر التي وجدت الجماعة نفسها جزءاً منه في أعقاب عام 2011، فدفعت بعدد من القيادات إلى المناصب القيادية والانتخابات التشريعية، وكان واضحاً أن تلك هي المشاركة الأولى لهن على الإطلاق في العمل العام بعيداً عن غرف التنظيم المغلقة، وهو أمر عكسه أداء النساء المنتميات إلى الجماعة في تلك المرحلة، وأبرزت تقارير عدة تناولت هذا الموضوع، أن النساء الإخوانيات اللائي شاركن في العملية السياسية بعد عام 2011 كن مجرد “ديكور” ضروري لاستكمال المشهد السياسي، ولم يُظهرن أي تفاعل حقيقي في العملية السياسية وكن مائلات للعزلة ولا يفضلن الاندماج مع الوسط السياسي أو الاحتكاك به، ثم جاءت مرحلة الفراغ التنظيمي بعد حالة السقوط المدوي في مصر أعقاب عام 2013، وبعد القبض على عدد من قيادات الصفين الأول والثاني من التنظيم وهروب عدد كبير منهم إلى الخارج، ظهرت النساء كخط دفاع بديل، وتولَيْـن مسؤوليتين بشكل رئيسي، الأولى محاولة ملء الفراغ التنظيمي، والتحرك سريعاً لعقد الاجتماعات واستغلال الروابط الأسرية والاجتماعية فيما بينهن لنقل المعلومات والتعليمات بعيداً عن الرصد الأمني، بهدف الحفاظ على الهيكل التنظيمي المترهل جراء الأزمات المتعاقبة عليه 19.
أما المسؤولية الثانية فقد ارتبطت بلعب دور في نقل المعلومات وكذلك الأموال لكوادر العمل النوعي والأذرع المسلحة التي نشطت في مصر في تلك الفترة، ولم تقتصر تلك المهمة على قيادات التنظيم أمثال عائشة الشاطر وهدى عبد المنعم أو علا القرضاوي، لكن بعض الوقائع كشفت أيضاً أن النساء المنتميات إلى الجماعة في بعض المحافظات والقرى لعبن دوراً لا يقل أهمية وخطورة في مسألة تحريض ذويهن على ممارسة العنف وتنفيذ المخططات العدائية باستهداف الأشخاص والمؤسسات.
ثالثاً: دور الأخوات في الصراع بين جبهتي محمود حسين وإبراهيم منير:
في أكتوبر 2021، وبينما كان الصراع بين جبهة إبراهيم منير في لندن وجبهة محمود حسين في إسطنبول، قد بلغ ذروته، أعلنت القيادية الإخوانية، الشيماء مرسي، نجلة محمد مرسي، تأييدها لجبهة إخوان مصر المقيمين في إسطنبول بقيادة محمود حسين، في صراعها مع جبهة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، في الوقت الراهن إبراهيم منير والذي يمثل مع مجموعته “جبهة لندن”، وعبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كتبت الشيماء: ” أمرهم شورى بينهم، لا سمع ولا طاعة لمن يتجاوز الشورى أو يتجاهلها أو يقامر بها وكوني ولي دم لا طاعة عندي لمن يطالبنا بالاستسلام أو يفرضه نحن مؤسسة لا وجود عندنا لحكم الفرد وبناء عليه أنا كعضو عامل في جماعة الإخوان المسلمين أؤيد قرار (مجلس) الشورى العام بكل ما جاء فيه جملة وتفصيلاً” 20.
والمقصود بقرار مجلس الشورى العام الذي أيدته الشيماء مرسي، هو ما جاء في بيان صدر باسم المجلس الذي يمثل أعلى جهة تنظيمية في الوقت الراهن، بعد مكتب الإرشاد، بإعلان تأييد جبهة محمود حسين وعزل إبراهيم منير من منصبه، وقد جاء في نص البيان المنشور بتاريخ 12 أكتوبر 2021 على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان: “في اجتماع المجلس الذي عقد مطلع أكتوبر 2021، بانعقاد صحيح في موعده المقرر في الجلسة السابقة، وبنصاب قانوني صحيح شارك فيه أكثر من 75% من الأعضاء، وافق المجلس بأغلبية المشاركين على إعفاء إبراهيم منير، من مهامه كنائب للمرشد العام للإخوان وقائم بعمله بجملة 84% من المشاركين”. وأضاف البيان: “المجلس وهو يتخذ هذه القرارات كان حريصاً على احتواء المخالفات بعدم الالتزام باللوائح وتهميش مؤسسات التنظيم وعدم الالتزام بقرارات مجلس الشورى طوال عام كامل باعتباره السلطة العليا في الجماعة ومرجعيتها”21.
وتؤكد البيانات الصادرة عن المجلس أنه يؤيد مجموعة إخوان مصر التي يتزعمها محمود حسين ويساندها، حيث أصدر في 17 ديسمبر 2021، بياناً آخر أعلن فيه اختيار الطبيب مصطفى طلبة، القيادي بجبهة إسطنبول، ممثلاً للجنة المؤقتة، القائمة بأعمال المرشد العام، في حين قال أسامة سليمان المتحدث الرسمي باسم جبهة إبراهيم منير، إن هذا الإجراء لا قيمة له ولن يعتد به إطلاقاً في التنظيم 22 .
ولا شك أن موقف الشيماء يعكس اتجاهاً مهماً من جانب المرأة الإخوانية حيث يمكن اعتباره محاولة للتمرد من “الأخوات” من جانب، وكذلك دعم من جانبهن لجبهة محمود حسين في صراعها مع جبهة إبراهيم منير على قيادة الجماعة المركزية. واللافت للنظر هنا أن تصريح الشيماء مرسي جاء على لسان قيادية بارزة في الجماعة، ما يعني أنه يمثل تعبيراً عن قطاع كبير داخل “الإخوان” وذلك بحكم منصبها التنظيمي، ما وصفه مراقبون بأنه توجه لإعلان تأييد “الأخوات” داخل مصر لحسين ومجموعته وليس مجرد “رأياً شخصياً”23.
وبخلاف ما كتبته الشيماء مرسي، لم تُعلن على مدار الأشهر الماضية، أي تصريحات على لسان قيادات إخوانيات للتعبير عن موقفهن بصدد الأزمة، لكن معلومات تم تسريبها من داخل التنظيم، على لسان مصادر مقربة منه، أكدت أهمية الدور الذي تلعبه النساء في الوقت الراهن في عملية حسم الصراع لصالح محمود حسين ومجموعته، أهمها نقل التعليمات من داخل السجون، واستطلاع رأي قيادات مكتب الإرشاد المسجونين في مصر، خلال اللقاءات والزيارات التي تحدث بشكل دوري، وتحدثت المصادر عن نجاح جبهة محمود حسين في استمالة الكوادر النسائية أيضاً وتحديداً داخل مصر ، وسمحت لهم بالحديث علناً عن مبايعة المرشد، بتجاوز اللوائح والأعراف الداخلية، اعتماداً على مبدأ إجازة بعض الأمور في الأزمات 24.
وترتبط مسألة دعم “الأخوات” لجبهة محمود حسين، ببعد آخر يتعلق بالأيديولوجيا التي تتبنّاها مجموعة إسطنبول في التعامل مع مخططات الجماعة للعودة إلى المشهد السياسي في مصر، وتعتمد بدورها على العنف والعمليات النوعية التي من شأنها إرهاق المؤسسات، سواء بالعمليات النوعية أو الشائعات كسلاح لنشر الفوضى أو الضغوط المتعلقة بملف حقوق الإنسان واستغلاله كأداة للضغط، وهو توجه يتفق إلى حد كبير مع الرؤية التي تتبنّاها “الأخوات”، والمتأثرة بشكل كبير بدوافع الغضب والانتقام، وذلك في مقابل رؤية “جبهة لندن” التي تتبنّى خطاباً أكثر هدوءاً في التعامل مع استراتيجيات الجماعة للعودة إلى المشهد 25.
وبصفة عامة تنشط “الأخوات” على مدار الأشهر الماضية بعقد اجتماعات تنظيمية داخلية فيما بينهن، لمحاولة حشد التأييد لصالح مجموعة إسطنبول، ورغم أن هذه التحركات قد تكون دون تأثير حاسم في الصراع بين الجبهتين، فإنها تلعب دوراً لا يمكن تجاهله، وهو ما تدركه الجبهتان ومن ثم تسعى كل جبهة لجذب تأييد “الأخوات” لها 26.
رابعاً: مستقبل “الأخوات” في الجماعة:
تحكم مسارات قاتمة مستقبل “الأخوات” في جماعة الإخوان المسلمين، فرغم الحضور اللافت للانتباه للمرأة داخل الجماعة خلال العشرة أعوام الأخيرة بما شهدته من أزمات وصراعات وتحولات ديناميكية، فإن الرؤى المستقبلية الخاصة بالمرأة، تظل مرهونة بالسيناريوهات التي تحدد مستقبل الجماعة من جهة، واحتمالات تغير الأيديولوجيا الخاصة بالعمل النسائي داخل الجماعة من جهة أخرى. من ثم لا يمكن التنبؤ بدور أكبر للنساء في الفترة المقبلة قياساً على الدور المنوط بهن تأديته في وقت الأزمة، والأقرب للواقع أن تراتبية “هيراراكية” الجماعة لن تسمح لهن مستقبلاً بلعب المزيد من الأدوار التنظيمية، فضلاً عن كون الجماعة أصلاً تعاني حالة انهيار تهدد بقاءها وتعصف بهيكلها التاريخي.
لكن في الوقت نفسه لن تعود النساء مجدداً، إلى مربع الظل داخل الجماعة، لأن حالة الحراك العنيف المدفوعة بمبررات نفسية وعقائدية لديهن من الصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، والأهم أن مبدأ السمع والطاعة داخل الجماعة قد تلاشى بشكل شبه كامل في ضوء حالة الانهيار الهيكلي وفقدان الثقة بالقيادة المركزية.
لكن الأمر المهم هو أن الأدوار التنظيمية للأخوات، التي تكشفت عبر السنوات الماضية، وتتعلق بالإرهاب والعمل النوعي، وضعت “الأخوات” تحت “المجهر” وفي بؤرة الرصد والتتبع والمراقبة من جانب السلطات الأمنية، وباتت تحركاتهن مقيدة أكثر من الماضي، لذلك فإنه من المستحيل عليهن القيام بأدوار الماضي في الحشد أو عقد اللقاءات السرية أو ممارسة عملية التجنيد، كما أن الطرح الخاص بالاعتماد على خلايا نائمة تديرها “الأخوات” أمراً غاية في الصعوبة في ظل اليقظة الأمنية تجاه أي نشاط تمارسه الجماعة عموماً و”الأخوات” خصوصاً.
الخاتمة:
في ضوء قراءة التحولات الأخيرة لنشاط المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين والسياقات التي حكمت تلك التحولات، ودلالات توظيفها كذراع لخدمة أهداف الجماعة خلال الأعوام الماضية، وظهورها مؤخراً في أزمة الصراع المحتدم بين قيادات التنظيم، يمكن التوصل إلى نتائج عدة هي:
1- لم تحدث تلك التحولات بشأن المرأة بناء على تغييرات أيديولوجية حقيقية لـ”الإخوان”، لكنها كانت ضرورة لمواكبة الأزمات الراهنة، فقد ظهرت المرأة كبديل لملء حالة الفراغ التنظيمي التي أعقبت غياب القيادة المركزية، ثم جرى توظيفها في التظاهرات والاحتجاجات واستغلالها لكسب قدر من التعاطف، ثم أداة لتقديم الدعم اللوجيستي للعمليات الإرهابية، وهذه الأدوار تصدت لها السلطات المصرية ونجحت في إحباطها، ما يعني أنها أدوار “مؤقتة”، فرضتها الظروف وستتلاشى بمجرد حدوث حالة من التوازن داخل الجماعة، وهذا الأمر محكوم بمحددات عدة، ترتبط بقدرة الجماعة، على إنهاء حالة صراعها الداخلي الراهن.
2- كشفت الأعوام الماضية عن الوجه الحقيقي للمرأة الإخوانية، بعد ثبوت الاتهامات الموجهة إليها بالمشاركة في العمليات النوعية وتبنّـي مخططات عدائية ضد المؤسسات الوطنية المصرية، وهو ما يدحض المزاعم كافة التي حاولت الجماعة ترويجها في إطار صناعة “المظلومية التاريخية”، ويهدم الصورة الخاصة باعتبار نساء الجماعة “مربيات ومصلحات”27.
3- يعكس تأييد “الأخوات” لجبهة محمود حسين، ميلهن لإبقاء الهيكل التاريخي للتنظيم قائماً، والحفاظ على مركزية الجماعة الأم، ودعمهن للخطاب الذي يحمل مؤشرات ودلالات على استمرار العنف أيضاً في مواجهة الدولة المصرية.
4- تورط المرأة الإخوانية في ممارسة الإرهاب في مصر قد يؤثر بشكل مباشر في كوادر العمل النسائي الإخواني في بعض الدول الأخرى التي ما زالت تنشط فيها الجماعة، ومن غير المستبعد أن تتعامل هذه الدول مع المرأة الإخوانية، باعتبارها حاضنة للتطرف، وذلك في ضوء اعتناقها الأيديولوجيا نفسها التي تتبنّاها الجماعة الأم، وهو أمر سينعكس بكل تأكيد على فرص المرأة الإخوانية في المشاركة السياسية والعمل الاجتماعي، وقد ينسف أي فرصة لنشاطها مستقبلاً 28.
المراجع
- هاني سليمان، دور المرأة الإخوانية: دراسة في المحددات والتحولات بعد عزل محمد مرسي، مجلة سياسات عربية، دراسات وأوراق تحليلية، العدد التاسع، يوليو 2014، https://bit.ly/3sPxhBB
- رشا عمار، صراع الإخوان: هل يلعب قسم الأخوات دوراً في الأزمة الداخلية للجماعة؟، حفريات، 13 يناير2022، https://bit.ly/3LIInkp
- داليا زيادة، الأخوات المسلمات: من تربية الأطفال والإنجاب إلى الجهاد، مجلة المجلة، 5 نوفمبر 2021، https://bit.ly/3GZQyVO
- أحمد بان، قواعد الفكر الإخواني (15): انتهازية التعامل مع المرأة، حفريات، 4 مارس 2018، https://bit.ly/3pkDdBJ
- رشا عمار، نساء الإخوان.. حاضنة لصناعة التطرف وأداة تنظيمية للإرهاب، العين، 1 سبتمبر 2019، https://bit.ly/3I2ySdC
- أحمد ونيس، زينب الغزالي.. امرأة دعمت وخططت لـ”الفنية العسكرية”، موقع أمان، 2 أكتوبر2018، https://bit.ly/33vmi7y
- مَنْ هي زينب الغزالي… القائدة الأبرز في جماعة الإخوان المسلمين، عربي برس، 20يناير 2021، https://bit.ly/3sT7cBl
- أبو الفضل الإسناوي، نساء الإخوان وثورة 30 يونيو (2-2) تحولات المرأة “الإخوانية” من التظاهر إلى الاعتصام، دراسات المركز العربي (البوابة)، 15 سبتمبر 2013، https://bit.ly/3gUMSKi
- د. هدى النعيمي، غياب “النسوية الإخوانية”.. إشكالية مكانة المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين، “مركز تريندز للاستشارات والبحوث”، 11أكتوبر 2020، https://bit.ly/3GZIftd
- أحمد أبو النجا، سندس.. حكاية أول إخوانية ترتدي “بدلة الإعدام”، مصراوي، 16 يونيو 2013، https://bit.ly/36oJeXj
- التلاوي: الإخوان يتخذون الأطفال والنساء دروعاً بشرية، قناة العربية، 2 أغسطس 2013، https://bit.ly/33vBfGI
- رشا عمار، نساء الإخوان.. حاضنة لصناعة التطرف وأداة تنظيمية للإرهاب، مرجع سابق.
- آيه عز، “الأخوات” قبل وبعد يونيو 2013.. إرهابيات على الأرض ولجان إلكترونية على السوشيال ميديا، المرجع، 9 يونيو، 2021، https://bit.ly/3s0rmu9
- شيماء عمار، إخلاء سبيل بقضيتي إرهاب وتمويل.. 6 محطات في فترة حبس علا القرضاوي، الشروق، 31 ديسمبر2021، https://bit.ly/3H5b1Zo
- الأخوات المسلمات… العائلة في خدمة التنظيم، موقع ميدل إيست، 16 إبريل 2016، https://bit.ly/33BLV6U
- أبو الفضل الإسناوي، مرجع سابق.
- عمرو فاروق، لماذا لم تبايع “نساء الإخوان” إبراهيم منير مرشداً للجماعة؟،أمان، 28 سبتمبر 2020، https://bit.ly/3LCBQYm
- سارة إبراهيم، شاهدة على نساء الإخوان.. كيف تُصنعُ امرأة تنظيمية؟، العرب، 20 فبراير 2020، https://bit.ly/3gUDSoL
- داليا زيادة، مرجع سابق.
- أشرف عبدالحميد، أزمة الانشقاقات تتفاقم.. تجهيزات لتعيين حسين نائباً للمرشد وأسرة مرسي تدعم جبهة إسطنبول وترفض منير، العربية، 17 أكتوبر2021، https://bit.ly/3p0PNpn
- قرار مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، إخوان أون لاين، 12 أكتوبر 2021، https://bit.ly/3IXn8tg
- جبهة محمود حسين تعيّن قائماً جديداً بأعمال المرشد العام للإخوان.. المتحدث باسم جبهة منير: لا قيمة له، عربي بوست، 18 ديسمبر 2021، https://bit.ly/3i3o5Ep
- عمرو فاروق، لماذا لم تبايع “نساء الإخوان” إبراهيم منير مرشداً للجماعة؟،أمان، 28 سبتمبر 2020، مرجع سابق، https://bit.ly/3LCBQYm
- رشا عمار، صراع الإخوان: هل يلعب قسم الأخوات دوراً في الأزمة الداخلية للجماعة؟، مرجع سابق.
- عمرو فاروق، “الإخوان المسلمون” وخريف السقوط، النهار، 18 أكتوبر 2021، https://bit.ly/3gV7P7V
- أزمة الإخوان تتعمق.. انهيار جديد واستقالات جماعية بالمئات، سكاي نيوز عربية، 5 فبراير2022، https://bit.ly/3uYCcCG
- سمير عمر، أكاذيب المرأة التي قهرت الوحش، سكاي نيوز عربية، 9 نوفمبر 2021، https://bit.ly/3JBmFg9
- كيف يؤثر صراع “الإخوان” على أفرع التنظيم في العالم؟، سكاي نيوز عربية، 15 أكتوبر 2021، https://bit.ly/3gVbvGL