ملخص تنفيذي
تحاول هذه الدراسة تقديم قراءة نقدية للإعلام التابع لـجماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية، والعمل على إظهار نقاط قوته وضعفه. وتسعى إلى استشراف مستقبل هذا الإعلام على خلفية المصير المظلم للجماعة كلها، والمواجهة التي تمت مع الإعلام الرسمي للحكومات العربية المكافحة للتطرف وهي: المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين، في فترة ما بعد ما سُمي بـ "الربيع العربي".
واعتمدت الدراسة على متابعة ما ينشره الإعلام الإخواني وملاحظته في وسائله المختلفة كأداة للتعرف على خطاب "الإخوان المسلمين" الموجَّه إلى الرأي العام وطريقة عرض قضاياهم وخلافاتهم مع الحكومات العربية. وتُعدُّ الملاحظة إحدى الوسائل الفعَّالة لجمع البيانات وتحليل مضمونها ثم ربطها بالمتغيرات الجارية على الساحة المجتمعية لتقديم فهم أعمق لمستقبل الظاهرة الإعلامية أو السياسية.
وقد تم التركيز على عدد من المحددات المتعارف عليها في قياس مدى نجاح أي تجربة إعلامية وأهمها مصداقية إعلام "الإخوان المسلمين" بعد انكشافهم مجتمعياً، وعدم احترام ثقافة المجتمعات العربية وقيمها في استخدام الخطاب الإعلامي. ثم الرهان على استمرارية التمويل الذي يتلقاه هذا الإعلام من دول لها أهدافها ومشروعاتها ضد الدول التي وقفت في وجه التمدد السياسي للجماعة، خاصة مصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين. وأخيراً الأدوات التي تستخدمها هذه الجماعة، خصوصاً الكوادر البشرية، ومدى صلاحيتها لتقديم الرسالة الإعلامية في هذه اللحظة من التاريخ.
وبرغم قصر الفترة الزمنية التي قضتها جماعة الإخوان المسلمين في الحكم؛ فإن تلك الفترة أسهمت بشكل كبير في تشكيل رأي عام عربي أجمع على فشل هذه الجماعة في القيام بأي دور تنموي بمظلة وطنية، كما كشفت أن مستقبله إعلامياً لن يكون أفضل منه سياسياً.
وقد توصل الباحث في الدراسة إلى عدد من النتائج، من أهمها أن الإعلام الذي يُعدُّ وسيلة فعالة لصناعة أو تحسين صورة الدول والمنظمات، تحوَّل لدى جماعة الإخوان المسلمين إلى أداة جديدة لتسجيل فشل إضافي لهذا التنظيم أمام المجتمع. وتأكيد أنهم (بصفتهم جماعةً وأفراداً) غير جديرين بخدمة أوطانهم، بسبب تقديم مصلحة الجماعة أو الدول التي تدعمهم على الوطن.