ملخص
شكلت جائحة "كوفيد-19" تحدياً خطيراً ومتعدد الأبعاد لمختلف دول العالم، والتي أظهرت تبايناً ملحوظاً في إدارتها للأزمة وجاهزيتها لكيفية التعامل مع التحديات المختلفة التي أفرزتها. وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً ناجحاً في كيفية إدارة هذه الأزمة واحتواء مخاطرها، بل وتحويل بعضها إلى فرص لمواصلة مسيرتها التنموية الرائدة، وتحقيق التعافي المستدام.
وتسعى هذه الدراسة إلى توضيح كافة أبعاد هذا النموذج وعوامل تميزه من خلال ثلاثة محاور أساسية؛ يعرض أولها للسمات العامة التي ميزت هذا النموذج الإماراتي، ولاسيما النهج الاستباقي الذي تبنته الدولة في التعامل مع الأزمة، وتركيزها على مختلف جوانبها ومجالات تأثيرها، وتحركاتها لتعزيز التعاون الدولي في مواجهتها، إضافة إلى نهجها التشاركي في الداخل والقائم على إشراك مختلف فئات المجتمع في مواجهة الأزمة.
ويناقش المحور الثاني الآليات والإجراءات التي طبقتها دولة الإمارات في مواجهتها الشاملة للجائحة، على المستويات الصحية، والسياسية، والإنسانية، والاقتصادية، والأمنية، والتوعوية.
ويعرض المحور الثالث لتجربة دولة الإمارات في كيفية تحقيق التعافي المستدام من تداعيات جائحة "كوفيد-19"، حيث كانت الدولة من أولى دول العالم التي تبنت استراتيجية واضحة المعالم في هذا الشأن، من خلال حزمة من الإجراءات والسياسات التي تجمع ما بين تطوير العمل الحكومي لمواكبة الأولويات الجديدة في عالم ما بعد كورونا، وبين الاستمرار في الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تحافظ على صحة المجتمع وتعزيز مناعته المكتسبة، وتطوير منظومة إدارة الأزمات وجعلها أكثر جاهزية واستعداداً للتعامل مع أية أزمات صحية طارئة في المستقبل.