ملخص تنفيذي
كان معيار القوة العظمى طيلة القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب الباردة، متمثلاً أساسًا في امتلاك القوة الصلبة (حجم الآلة العسكرية وكفاءتها، وشبكة التحالفات الدفاعية، وامتلاك الرؤوس النووية). لكن مع أفول حلف وارسو وانهيار الاتحاد السوفيتي تبدلت طبيعة النظام الدولي (القطبية الثنائية)، ومعها حدث تبدّل آخر في برادايم ( نموذج) القوة التي باتت تتراوح ما بين صلبة وناعمة، أو تجمع الاثنين معًا (القوة الذكية، وفقًا للتعريفات التي قدمها جوزيف صامويل ناي. وعموما، فإن مجمل التطورات الحاصلة في البيئة الدولية توحي بأن القوة ليست ثابتة وإنما هي متغيرة ولها صلة بالتحولات والعلاقات والابتكارات هكذا، فمع العولمة والثورة التكنولوجية وازدهار حقل الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ...، لم تعد القوة العسكرية كافية لحماية الأمن القومي، بل أظهرت في أحيان كثيرة أنها غير مجدية؛ على سبيل المثال: في التصدي للهجمات السيبرانية، والحروب البيولوجية والأوبئة، وحماية الأمن الغذائي، والاستجابة للتغيرات المناخية وغيرها من تحديات العصر.
وارتباطًا بذلك، تروم هذه الورقة البحثية من منظور دراسة الحالة، تسليط الضوء على إمكانات «القوة الناعمة» الألمانية وحدودها في إدارة الأزمات (أزمة ،اليورو، تغير المناخ، كوفيد-19 ، والأزمة الأوكرانية). والجدير بالذكر أن هذه الدراسة تهدف إلى المساهمة في النقاش الدائر حول دور ألمانيا في الشؤون الدولية.