تطرح الدراسة مقاربة تفكيكية نقدية للجهاز المفاهيمي الذي يشد بنية الأيديولوجيا الإسلاموية شداً ويخترق خطابات حركاتها، ويمثل قاسماً مشتركاً على ما يبدو بينها في الظاهر من تنوع واختلاف. وتكمن أهمية هذه المفاهيم في كونها تجمع بين الجانب النظري والجانب العملي، فهي تنبئ بالرؤية الإسلاموية للعالم والبشر والوجود، وتوضح ما ينبغي على الإسلامويين فعله في الواقع لتجسيد تلك الرؤية.
وقد انتقت الدراسة أمثلة من هذه المفاهيم، وسلكت منهجاً يقوم على استنطاق نصوص دعاة الإسلاموية في مختلف المراحل التاريخية، ومقاربتها من زاوية نقدية تكشف ما تنطوي عليه من أبعاد أيديولوجية وسلطوية رغم تقنعها بغطاء ديني مضلل.
وقد شملت الدراسة ثلاثة عناصر موزعة بحسب طبيعة المفاهيم، فركز العنصر الأول على مفهوم شمولية الإسلام باعتباره يمثل النواة المعرفية المبدئية التي تنبثق عنها سائر المفاهيم والتصورات. واهتم العنصر الثاني بمفهومي الدعوة والتدافع، وهما من المفاهيم الاجتماعية. واستقل العنصر الثالث بالمفاهيم السياسية وهي الحاكمية والشريعة والخلافة والجهاد. ولعله من المفيد التنبيه إلى ما بين هذه المفاهيم من تداخل وترابط وثيقين.
ويكمن رهان هذه الدراسة العلمي في الكشف عما تمثله الأيديولوجيا الإسلاموية من تحدٍ فكري ومعرفي يستدعي بذل الجهد في الصُّعد كافة للاستجابة له، وهو أمر لا يقل أهمية عن مواجهة ما تمثله الجماعات الإسلاموية من مخاطر اجتماعية وسياسية وأمنية.
