عقدت مؤخرًا القمة الثامنة والعشرون لمؤتمر المناخ في مدينة دبي الإماراتية وهي القمة التي ركزت على محور رئيسي في مسيرة العمل المناخي؛ وهو المتعلق بتحديات التمويل وتعويض الخسائر والأضرار. وتعد هذه التحديات من أهم القضايا الدولية التي تعلّق عليها الدول النامية آمالها. ولم تكن القارة الإفريقية بأي حال بمعزل عن هذه القضية؛ فعلى الرغم من أن إسهامها في الانبعاثات كان ضئيلاً طوال السنوات الماضية، فإنها تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم تضررًا من التغيرات المناخية وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وفي هذا السياق سعت هذه الورقة إلى عرض الجهود العالمية والإقليمية والقارية لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية والتكيف معها واستعراض أهم التحديات التي تواجه العمل المناخي في إفريقيا، وأهم ما استهدفته القارة الإفريقية من قمة المناخ الثامنة والعشرين التي عقدت في الإمارات العربية المتحدة في أواخر عام 2023، وخلصت إلى أنه على الرغم من الجهود الدولية المبذولة في العمل المتعلق بقضايا المناخ على مدى السنوات السابقة التي كُللت بالعديد من الاتفاقات والمعاهدات التي تعكس ما يمكن أن نطلق عليه «النيات الطيبة»، فإن هذه الجهود لا تزال بحاجة إلى دفعة قوية للتحول إلى خطوات تنفيذية حقيقية تؤدي إلى إصلاح مسار التحول إلى الاقتصاد الأخضر، سواء ما يتعلق بسياسات تخفيض الانبعاثات أو سياسات التكيف، وأن القضية الأساسية التي تظل تعوق مسيرة التحول في إفريقيا والتكيف مع التغير المناخي هي التمويل الذي يُعد من أهم التحديات التي تواجه العمل المناخي.