يعيش الإسلام السياسي في تونس أزمة خانقة على جميع المستويات تنظيميًا وسياسيًا، وبالرغم من ارتفاع الأصوات التي ترى أن الأزمة مرتبطة بالحكومة التونسية الحالية، فإن الأزمة أعمق من ذلك بكثير، وقد أظهرت تجربة الحكم تناقضات فكر الهيمنة وضعفه وكشفت حدوده ومطباته.
وعلى الرغم من الفشل الهيكلي والتنظيمي، فإن الإسلام السياسي في تونس لا يزال حاضرًا في النقاشات الثقافية والايديولوجية. ليس فقط لطول عقود عديدة في الأذهان، ولكن أيضًا لكونه جزءًا متجذرًا من ثقافة التونسي اليومية. ولا يزال فاعلًا في تونس حاملًا لمشاريع التفهيم والفقه العقيم، ولا يمكن المراهنة عليه في الإصلاح العميق بسبب تعارضه مع مفاهيم العصر والتجدد والاختلاف.
لأن الدولة التونسية استقرت تجد نفسها اليوم على الرغم من الصعاب، فإنه لا مستقبل للإسلام السياسي فيها، وهذا ما يعني أن الأرضية التي انتعش فيها الإسلام لم تعد قابلة لاحتضانها باسمه.