التعلم المُصغر كأداة لاستشراف قيادات المستقبل

يتناول هذا الكتاب التَّعَلُّم المصغر Microlearning من خلال التعريف به كمفهوم تعليمي حديث، مع استيفاء الاختلافات المنهجية والأكاديمية في تعريف المفهوم وفقا ا للأدبيات التربوية المعنية، مع إلقاء الضوء على خصائصه وسماته، إضافة إلى التفريق بين التعلم المصغر والتعليم التقليدي، ثم ينتقل الكتاب إلى شرح فلسفة التَّعَلُّم المصغر، قبل أن يتناول النظريات التربويــة لفلسفة التعلم المصغر، ومن ثم فلسفة تطوير المهارات القيادية عبر التعلم المصغر، ودور التعلم المصغر في تعزيز الإبداع والابتكار في ضــوء ارتباط فلسفة التعلم المصغر بمنظومة القيــم ، مــع بيــان أهــم وأبـرز استراتيجيات التعلم المصغر.

ويحلل الكتاب دور التعلم المصــــر، وأهميته المتزايدة في إعــداد وتأهيل القادة، وتأثير التعلم المصغر على تطوير المهارات القيادية، وصولا إلى استكشاف القدرات القيادية الكامنة لدى المتعلمين والمتدربين، من خلال العناية بتعزيز مهارات التفكير النقدي، ودعم التعاون والعمل الجماعي، ومواجهة التحديات وحل المشكلات والتعلم الذاتي والتقييم المستمر، والتفاعل الرقمي والتخصيص، وبناء الشخصية القيادية، والقابلية للتطبيق والديمومة.

إضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب أهم الخبرات العالمية في تطبيق استراتيجيات التعلم المصغر لتأهيل القيادات، والتي شملت مؤسسات وطنية وأخرى إقليمية وثالثة دولية، ثم يستعرض الكتاب فرص التعلم المصغر في عالم متسارع تتقارب فيه حدود الزمان والمكان بشكل غير مسبوق، قبل أن يناقش معضلة تحديات التوسع في التعلم المصغر، في ظل احتياج هذا النمط التعليمي إلى موارد تمويلية مناسبة، ومع غياب التوعية الملائمة للانتشار، وضعف القبول المجتمعي لاعتبارات ثقافية، والافتقار للبنية التحتية لإدارة التعلم المصغر، وذهاب البعض إلى عدم مناسبة التَّعَلُّم المصغر للمعارف والمهارات المعقدة.

قبل أن يختتم الكتاب صفحاته، يحاول استشراف الآفاق المستقبلية للتعلم المصغر في سياقات تعليمية مغايرة، عبر تحليل الاتجاهات المستقبلية المتوقعة لهذا النمط التعليمي، من دون إغفال أهمية اضطلاع الكتاب بطرح توصيات ومقترحات لتفعيل دور التَّعَلم المصغر في البيئات التعليمية والتدريبية، وحتى بيئـات العـمــل المختلفة، والتي اشتملت على توصيات لكافة الأطراف المنخرطة في التَّعَلم المصغر، من مؤسسات تعليمية ومهنية، ومعلمين ومتعلمين، وصناع قرار، ومجتمع مدني، وقطاع خاص وأهلي، وكذلك المنخرطين في صناعة المحتوى، والمصممين التقنيين، والمنصات التكنولوجية .. وغيرها.